زاد الاردن الاخباري -
يصف خبراء في مجال المناخ، المنخفض الجوي الأول، منذ بدء أربعينية الشتاء، والذي تمر به البلاد حاليا بـ"الباهت جدا"، نظرا لعدم تساقط كميات كبيرة من الأمطار خلاله، معتبرينه "أقرب إلى حالة عدم استقرار جوي منه إلى المنخفض".
وتبدأ أربعينية الشتاء في الحادي والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) من كل عام، لتعد من أكثر أيام السنة برودة، وتتأثر المملكة أثناءها بمنخفضات جوية، تصحبها عادة كتل هوائية باردة تؤدي إلى هطول الأمطار، كما تشهد حالات تساقط للثلوج فوق المرتفعات الجبلية.
ويرى خبراء أنه عادة ما يكون المنخفض الجوي أقوى بكثير مما هو عليه الآن، رادين السبب الى عدم حمله لأمطار شديدة، بتأثر الأردن بظاهرة التغير المناخي الذي نتج عنه زحزحة لأقاليم الضغط الجوي باتجاه الشمال، بدلا من الجنوب وزحزحة لمسارات المنخفضات الجوية.
أستاذ الجغرافيا في الجامعة الأردنية الخبير في علم المناخ والطقس الدكتور نعمان شحادة، بين أن المسبب الرئيس للأمطار في الاردن هي المنخفضات الجوية، فالبلاد تقع على الأطراف الجنوبية للمسارات المناخية، وعند زحزحتها باتجاه الشمال سيكون لها تأثير سلبي كبير جدا على عدد المنخفضات في المملكة خلال الشتاء "بمعنى ان المنخفضات الجوية سيكون تأثيرها أقل بكثير مما هي عليه الآن، وبالتالى سيؤدي ذلك الى تناقص في كميات الامطار".
ويعرف خبراء ومختصون ظاهرة التغير المناخي بأنها "الاختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح والمتساقطات التي تميز كل منطقة على الأرض، وعندما نتحدث عن تغير المناخ على صعيد الكرة الأرضية، نعني تغيرات في مناخ الأرض بصورة عامة، إذ تؤدي وتيرتها وحجم التغيرات المناخية الشاملة فيها على المدى الطويل، إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية".
المتنبئ الجوي في دائرة الارصاد الجوية ايمن صبح قال إن "هذا الموسم المطري "ضعيف وضئيل جدا"، موضحا أن كميات الامطار المتساقطة أقل "بكثير" من المعدل، كما أن درجات الحرارة مرتفعة وأعلى من معدلها في مثل هذا الوقت من العام.
وعلى صعيد الطقس اليوم، بين أن الجو سيبقى باردا نسبيا وغائما الى غائم جزئي، مع بقاء الفرصة مهيأة لسقوط الأمطار بخاصة في الشمال ووسط المملكة، وتكون الرياح شمالية غربية معتدلة السرعة، في حين يطرأ ارتفاع طفيف على درجات الحرارة غدا، ويكون الجو باردا نسبيا مع ظهور غيوم منخفضة.
وتتوقع دائرة الأرصاد الجوية أن تبلغ درجات الحرارة العظمى في عمان والمناطق الشمالية 11 درجة مئوية، والصغرى 4 درجات، وفي المناطق الجنوبية العظمى 10، والصغرى 4، وفي المناطق الشرقية العظمى 11 والصغرى 5، وفي الأغوار العظمى 19 والصغرى 5، وفي خليج العقبة العظمى 17 والصغرى 10 درجات مئوية.
وعلى الرغم من أن مساهمة الاربعينية في الموسم المطري تتراوح نسبة معدلها العام بين
25 % - 35 % إلا أن صبح يؤكد أنه حتى الآن ومنذ بدء موسم الشتاء، لم تتعد كمية الأمطار المتراكمة من كل الموسم تصل إلى 20 %.
وعن تنبؤاته للمرحلة المقبلة، وفيما إذا كانت الأيام ستحمل أمطارا تعوض الكميات المتناقصة، قال صبح "لا نستطيع الحكم على هذا الموسم إلا عندما ينتهي"، معربا عن أمله بأن تشهد الأيام المتبقية من الأربعينية سقوط الأمطار.
وبين شحادة، أن هناك دراسات لعلماء أميركيين تقول إن التغير المناخي أدى وسيؤدي إلى زيادة في موجات الحر وارتفاع درجات الحرارة، وهذا ما ستشهده المنطقة مستقبلا، لافتا إلى أن التغير المناخي ناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وهي عبارة عن غازات ناتجة عن مخلفات المصانع والنفط وغيرها، كغاز الميثان، وميزته أنه يشكل في الجو ستارة تمنع الإشعاعات الارضية من المرور إلى أعلى، فتؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة.
ومن النتائج الرئيسة التي ترتبت على الاحتباس الحراري، ارتفاع درجة حرارة القطبين الشمالي والجنوبي، ما أدى إلى ضعف في الدورة العامة للغلاف الجوي، أي أن هناك طاقة هائلة في المناطق المدارية، يقابلها عجز كبير في الطاقة في المناطق القطبية.
اختصاصي المحاصيل الحقلية في المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي الدكتور يحيى شخاترة قال إن "الأيام الأخيرة نقلت الموسم المطري الحالي من وصفه بموسم مطري جاف الى موسم جيد، مقارنة بالمعدل العام لتساقط الأمطار خلال الـ30 عاما الماضية"، مبينا أن "آثار التغير المناخي باتت ملموسة للجميع"، مؤكدا أهمية استقرار درجات الحرارة على نمو المحاصيل، لأنها بأهمية توافر المياه نفسها.
ولفت إلى أن منطقة الشمال المتمثلة بإربد، شهدت أعلى نسبة سقوط أمطار لهذا الموسم، موضحا أنها أكبر من المتوقع والمنتظر حتى هذه اللحظة، في حين تساقطت أمطار أقل في منطقتي الوسط في مادبا والجنوب في الربة.
رانيا الصرايرة