زاد الاردن الاخباري -
الزرقاء - وحيدا، عاجزا، جائعا وعطشا، هكذا أمضى سبعيني آخر 10 أعوام من حياته، التي انتهت أول من أمس بالعثور عليه ميتا في منزله بمنطقة حي الأمير محمد بمحافظة الزرقاء وفقا لمجاورين.
وقال المجاورون للمتوفى، لـ"الغد"، إن المسن الذي يبلغ من العمر 70 عاما، سكن حيهم قبل 10 أعوام، حين أحضره شخص ادعى أنه شقيقه واستأجر له منزلا شعبيا ودفع مقدم الأجرة لثلاثة أشهر. بيد أن هذا الشقيق لم يظهر مرة أخرى. كما لم يقم بدفع الأجرة الشهرية لملاك المنزل.
ويقول نواف المصري، وهو أحد المجاورين للمتوفى، إن المسن كان يعيش في ظروف بالغة الصعوبة ولاسيما بعد أن قطع الكهرباء والماء عن منزله لعدم تسديد الفواتير، مبينا أن المنزل كان يخلو من الأثاث والفراش وأن المتوفى "كان ينام على الأرض صيفا وشتاء".
وأضاف المصري، أن المرة الأخيرة التي حضر فيها شقيق المسن للاطلاع على أحواله كانت قبل خمسة أعوام، حيث قام بوضع رقم هاتف محمول للاتصال به حين وفاة شقيقه، مبينا أن المجاورين حاولوا الاتصال بشقيقه مرات عدة إلا أن "الهاتف كان دوما مفصولا".
وبيّن، أن المجاورين تعهدوا خدمة المسن، رغم عدم معرفتهم بتفاصيل قصته ما فتح بابا للتكهنات والإشاعات بأنه "ضحية تعذيب وحشي تعرض له خارج المملكة"، موضحا أن المسن كان يرفض الصدقة ويدعو بالخير لـ "الصليب الأحمر".
وقال المصري، إن المسن أمضى الأسبوع الأخير من حياته عاجزا عن الحركة، حيث كان يزحف زحفا، وكانت الظروف التي يعيشها "بدائية، حيث كان طول شعره يتجاوز كتفيه، بينما وصلت لحيته إلى منتصف جسمه. وأن وزنه لم يتعد 30 كيلو غراما، حيث حاول المجاورون حث الجهات المعنية على الاهتمام بحالة الرجل المسن لكن من دون جدوى إلى أن لفظ أنفاسه الأسبوع الماضي".
وكانت دراسة أعدتها الباحثة لبنى عكروش من جامعة البلقاء التطبيقية العام 2005 حول "مشكلات كبار السن في المجتمع الأردني بينت أن 45 % من المسنين لا يملكون أي نوع من أنواع التأمين الصحي، في حين إن 65 % منهم لا يغطي دخلهم المادي احتياجاتهم اليومية.
وتطرقت الدراسة إلى الأوضاع الصحية للمسنين، إذ إن 61 % منهم مصابون بأمراض القلب ويعانون من الصداع المتكرر، بينما يعاني 67 % من آلام المفاصل.
ولم يتسن لـ"الغد" الاتصال مع أي من الجهات المعنية في المحافظة للوقوف على تفاصيل أوفى حول ظروف حياة المسن ودور تلك الجهات في التعامل مع حالته والحالات المشابهة.
حسان التميمي