(حدث هذا يوما ما في إحدى دول الصمود )
حين يسوقك لسانك أو حصانك أو رفاقك خلف القضبان حيث يقبع إبليس في انتظار معاشرة عقلك بجميع الطرق التي لم يحلّها الله ولم ينزلها على جلاوزة عبيده الذين عليهم أن يمارسوا نزع المتبقي من إنسانيتك كأنها شوك اخترقت صدورهم .... وحين يبدأ الليل باكرا قبل أن تفتح عينيك من استحقاق الليل السابق الذي لم تمارسه بالطبع حيث عليك أن تسارع في تهشيم أيامك كأن استمرار حياتك أصبحت الورطة الرئيسية لك ... حينها فقط تدرك انك ربما أخطأت بتعريف المسألة ، فالقضية لم تكن مجرد وجع قد سرد على مسمعك أو انك أتممت ما تبقى من طرفتك ، بل القضية كانت انك لم تصدق أن للجدران آذان كبيرة وان سقف منزلك قد صنع من حساسات صغيرة وان القطة السوداء في منزلك تعمل في مهنة خطيرة ....
تتوسع التهمة وتتلون ويبدأ الجميع بالتندر بما سيحصل وأنت القابع على الكرسي الصغير تنظر إلى أيادي وأقدام تتحرك وتقفز على جسدك وسؤال يبقى بلا إجابة يحتاج ألف جلسة كي يؤمن الجميع بأنك كنت مخمورا ربما أو مهبولا أو انك لم تقصد أن تقول ( إن تل الزعتر ليس عنوان منطقة في بيروت بل هو عنوان مذبحة !! ).
(نشتم رائحة الغدر)
فرسان من كل صوب ومن كل حارة يتدفقون على الساحة في يوم انهماك الحصان بنزع البق عن جسده النحيل، كلهم أصبحوا أطباء بيطريين وفرسان وطباخين وحملة صولجانات ومعلمين للرقص الشرقي... كلهم أصبحوا فرسان المرحلة وصناع الملحمة..... وزاد حرصهم على الأشهب حين وضعوا (؟؟؟) بالمفرمة.
البعض طالب بحصر الإرث والبعض الآخر طالب بالحجر عليه وتسليمهم السلسلة وهناك من سرق بقجة الحصان وختم السلطان ، وهناك من انشغل بشتم القرصان ووخز الحصان بالإبر الصينية علاجا له من احتقان الأنف بسبب روائحهم العفنة ....فيما بقي السايس يداعب أصابع قدميه بحثا عن شيء لا يعرفه ويقهره .
مسكينة يا سلطة وطنية ومغدورة أنتي يا منظمة التحرير فكم سرق الموت من أولادك البررة وكم جلب الريح لأولادك ...فرسان سفلة.
(أحزاب فارطة )
ينشغل الأمين العام مع سكرتيرة الحزب لشؤون المرأة في تحديد عدد القبلات المستحقة له بحكم إدامة الحب والوئام بين أبناء الحزب ، فيما يقوم مساعده لشؤون الفلاحين بمناقشة عدد البزر في بطيخة المختار وإقناعه بفائدة الانتماء لعصبة الأحرار دعما لإنتاج الشعير وإدرار الحليب من الثيران .
والأمين العام المساعد لشؤون الشباب يحصي تبرعات الجيران ويأخذ ( الخمس ) تشبّها بحكام أصفهان وأمين السر يجهل حتى كتابة العنوان والحاجة أم فتحي تغلي أكواب الشاي لتوزعها على الرفاق والأخوان ..... وزغرودة قوية بمناسبة انتخاب جار صديق أمين الحزب بالبرلمان فهذا نصرا جزئيا للحزب ولأمينه العام .
هذا يحدث في عمان والجميل في الأمر أن الأمين العام يعمل في أوقات فراغه الطويل حكواتيا لبعض مقاهي عبدون .
جرير خلف