دخلنا عام جديد،وانقضى أخر حمل في رحمة الكثير من المشاكل التي أصابت قلب وطننا العزيز بشي من الألم،بل قد اقتربت من أستار إصابته بسكتة قلبية(عنف جامعي عنف امني عنف عشائري عنف اقتصادي عنف انتخابي)،أطلت عدد من القضايا على مجتمعنا وكشفت سوداوية نظراتها والقائمين عليها،هددت امننا الوطني ومنظومته،هذا لا يقودنا إلى ارض من السراب بل هو منطلق من ارض واقع محيط بنا تم السكوت حياله منذ عشرات السنين دونما أن نجد من يقف على أسبابة،ويعمل على حلحلته .
هذه القضايا شغلت الرأي العام الأردني بل امتدت لتشكل صورة دولية عن بلدنا الذي مالئنا الدنيا وشغلنا الناس من كثرة ما قلنا انه بلد امن وأمان ومهاجرين وأنصار وإخوان وأشقاء،خاصة على يد\"كتاب التدخل السريع\"من الذين يتقنون فنون بث الفتن والترويج لها.
الرأي العالم الدولي بات على إطلاع ومعرفة بأدق التفاصيل،هو اليوم لا يتعدى أن يكون كمبيوترا محمولا على اتصال وتواصل مباشر دائم مع الحدث أينما وجد.
إضافة إلى السابق اطل علينا بعض المنظرين من نوافذ القنوات الفضائية التي لا تتقن الا فن النفخ في الرماد القائمة على تفسير الإحداث بما يتناسب وسياسات هذه الفضائيات إلى جانب مقالات وتحليلات شخصانية تقوم على الرأي الواحد لا على التحليل والبحث والعلم باعتبار هذه الصفات غاية الصحافة والإعلام.
إضافة للضيوف يحملون بذور الفتنة في جيوبهم وسياط السم على ألسنتهم،جل هؤلاء هم في الحقيقة صنوان لا اختلاف أو خلاف بينهم،حتى وان اختلفت الطروح والصور فالنتيجة واحدة تقوم على فكر جاهلي قريب من العصور الوسطى،تدعو في غالبيتها إلى كرة ما يعتبروه\"الآخر\"وإقصاءه باعتباره عدو،مع أن \"الآخر\"جزء مكون من\"الأنا\"يشكل جسد يتحد في\"نحن\".
الأردني كان ومازال وسيبقى شقيقا وداعما ومناصرا بمرتبة الشرف للفلسطيني،والفلسطيني كذلك الأمر،فكيف يدعونا البعض إلى كرهه،أن أن لقي أرضية للانطلاق يعني لنا كرهه تاريخنا وذاتنا ودماءنا،
من هو صاحب الحق في هذا؟وهل يعطي هذا الحق لأي كائن أن يجلس فوق سلطة البيان وبما أوتي من قوة منطق وسلطان ليقول إن أبناء شعبنا الأردني الواحد مقسومون على أنفسهم وفق أكذوبة أردني من أصول شرقية،وأردني من أصول فلسطينية،وأردني من أصول شيشانية،وفق نظريات صهيوامريكية وجدت على أساساً لتقسيم الكيان الواحد بغية فرض السيطرة عليه.
إننا نعلم انه لا يوجد لهذه المصطلحات من أرضية واقعية،اللهم الا أرضية الحقد التي يقودها البعض،فالأردن أردن وفلسطين فلسطين،الفلسطيني الذي يحمل الجنسية الأردنية هو أردني له كامل الحقوق وعلية كامل الواجبات وفق الدستور،أما الفلسطيني من إخواننا ألاجئين في المملكة بهذه الصفة فأنهم فلسطينيون،لهم منا كل الاحترام والتقدير،إلى أن يبعث الله امرأ كان مفعولا.
لقد بات من الأهمية بمكان تحديد ماهية المصطلحات،والعمل على اجتثاثها بل منع تداولها لما لها من اثر سلبي على امننا الوطني،وفق قواعد دستورية تقول : إن كل من يحمل الجنسية الأردنية بغض النظر عن فصلة واصلة هو أردني ،لا يحق لأي كان أن يسلبه هذا الحق.
فالأردني هو أردني فلسطيني شركسي شيشاني شامي لبناني كردي يوغسلافي تركي عراقي ،كل هؤلاء يشكلون أردن اليوم ويستحيل أن يستطيع احد أن يشطبهم أو يستثنيهم هؤلاء يشكلون الأردن فهم حملة الجنسية الأردنية وفق الدستور والقانون والأخلاق،إضافة إلى هذا لابد من القول أن كل من تسول له نفسه على المضي قدما في العمل ضد المصالح والأمن الأردني فان الأردن أرضا وشعبا وقيادة منه براء منه إلى يوم الدين.
بناء على السابق لابد من إقصاء المصطلحات الحمالة للمعاني والفتن من نوعية شرق أردني ، أردني من أصول فلسطينية،أردني شيشاني،أردني حجازي،نحن لا نعرف إلا مصطلح واحد هو الأردني وهذا المصطلح ليس بحاجة إلى عمليات تجميل لتحسين صورته،إلى جانب هذا لابد من إنهاء دور وفاعلية مصطلح من كافة الأصول والمنابت فقد ذهب زمنه،فما كان ناجعا لزمن وقترة تاريخية ماضية ليس بالضرورة أن يتناسب وأيامنا هذه.
نحن في الأردن أصلنا واحد وانتمائنا للعرش الهاشمي واحد، بغض النظر عن تلك الأصول والمنابت.
لذا لابد من القول إن الوضع استمر يكون سيئا وسلبيا لنا جميعا واخشي أن يودي بنا إلى ولوج منحدرات الأسوأ، هذا إن لم نجد من يكبح عجلته الجامحة.
من الضرورة بمكان يا رئيس الوزراء أن نسأل هل هناك أردني شرقي وأردني غربي وأردني فلسطيني وأردني شامي ، أم هل هناك أردني واحد منتمي للأرض والقيادة والتاريخ،السنا شعب واحد فلما السكوت عن هذه الآفات التي تشبه سوس الشجر،والتي باتت تنتشر كما النار في الهشيم.تهدد استقرارنا واستمراريتنا ووجودنا ... الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركة.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com