حسان الرواد
\"وذلك التزاما من الحكومة بتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين.؟\"...... عبارة ساخرة مضحكة مؤلمة لئيمة تتكرر كل شهر مع استمرار رفع أسعار المحروقات, أو ما تسميه الحكومة تعديل أسعار المحروقات, عبارة تتبع نغمة وسيمفونية وملحمة اسطوانة الغاز التي آثرت الحكومة على دعمها خوفا على كاهل المواطنين, ولا أدري عن أي كاهل بقي لدى المواطنين المسحوقين لتحرص عليه سوى كاهل البقاء من أجل الرفع و الدفع, تمنّ علينا الحكومة بأسطوانة غاز ستنفجر يوما من شدّة ما تمنون..؟؟ تمنّون علينا بقهركم لنا, تمنون علينا بتجويعنا, تمنون علينا بحريتنا وكرامتنا التي وهبها الله لنا منذ خلقنا ولا فضل لكم علينا بها ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) تمنون علينا بموتنا قهرا كل يوم على حياة غابت فيها موازين العدل والإنصاف, وسادت فيها الواسطة والمحسوبية والفساد والظلم, تمنون علينا برواتب لا تكفي الأسرة أسبوعا واحدا لحياة وأي حياة..؟؟!! أي التزام هذا وكل شيء في بلدي يرتفع يوميا بشكل رهيب, أي التزام يخفف العبء عن المواطن وقد بتنا على التراب لا الحديد..؟ ألا توجد لدى الحكومة مشاريع كبرى غير مشروع الرفع, ألا توجد لديكم خططا للتنمية والتطوير, أم استسهلتم وتلذذتم بالحل الأوحد لديكم وهو الرفع وسن الضرائب وزيادة الرسوم, ألا توجد لديكم حلول أخرى..؟ أين المفكرون؟ أين المستشارون؟ أين الحريصون على الوطن؟ أين الذين لا ينامون هما على وطنهم؟ أين المخططون؟ أين أحفاد العرب الأنباط الذين علّموا الدنيا نحت الجبال والصخور؟ أين المبدعون؟ أين العقول المهاجرة التي أجبرها الفساد على الرحيل؟ أين ثروة فوسفاتنا الهائلة..؟ أين استغلالكم لثروات أرضنا الفائضة..؟ وقبل ذلك وبعده أين استثماراتكم بالإنسان الأردني المعطاء الذي لم يعد يفكر إلا باللهث وراء وظيفة هنا ووظيفة هناك ليسد جوع أبنائه الكافر كيلا يتشردوا أو يدمنوا الانحراف..؟ أم أن المواطن دائما هو الحلقة الأضعف والبقرة الحلوب, فلا تركنوا وتثقلوا عليها فسيجف ضرعها يوما, فتصير ثورا هائجا يمور...؟؟ ارحمونا فنحن والله شعبكم, ارحمونا فقد أثقلتم علينا, ارحمونا فلجوعنا حدود...؟؟
(كالثور يُضرب لما عافت البقر) عوقبنا بجريرة وذنب غيرنا...هم وحدهم أساس البلاء.. الفاسدون الناهبون للمال العام المتنعمون به الشاربون الخمر على أطلال وطنهم, وعلى قهر أبنائه, على العنف الذي بات سمة لشبابنا وطاقاتهم المهدورة..؟ وعنوانا للوطن يوميا يعبر عن حالة القهر والكبت عندهم فيقتلون ذاتهم ويدمرون مقدرات وطنهم فيبقى الحل الأسهل لديهم...إلى حين.
وأخيرا وليس آخرا...يستحق بصدق صاحب فكرة (التعديل) والمراجعة الشهرية لأسعار المحروقات يستحق تكريما وأي تكريم..؟ فقد تغلّب على إبليس نفسه بفكرة كانت عصية يوما على كل الحكومات وتخشى كل حكومة أن تبادر لرفع المحروقات خوفا من ردة فعل الشارع الأردني في ذلك الوقت, أما اليوم فقد اعتاد المواطن على (التعديل) وهو الرفع في كل شهر, فقد ألف الكلمة الحنونة تعديل ومراجعة, مع سماع سيمفونية المنّ لاسطوانة الغاز... اسطوانة الغاز....أعز من الكاز... اسطوانة الغاز...كرامة من فاز ...لكن يبقى السؤال إلى متى...؟
rawwad2010@yahoo.com