أول أمس التقيتُ "ناصر
أبونصّار".. صار شاعراً وفيلسوفاً يتكلم بلا توقّف..،،
يااااااااااااااااه.. بالأمس كنتُ أحمله وألاعبه.. طبعاً الأمس معناها
"عشرون عاماً للوراء".. لم أكن أشترً له "البسكويت ولا الشيبس" لأني كنت
أسمع عنهما فقط.. كنتُ أود عندما التقيته أول أمس أن أحمله ثانية: ولكنه
سيهدّ حيلي ويوقعني أرضاً من أوّل محاولة..،،.
قال لي ناصر: شو
رأيك بزيارة خاطفة لـ"أبويعرب ـ سالم النحاس" وافقتُ بلا تردّد: أردتُ أن
أرى أين صار الرجل الذي ملأ الأردن يوماً وشغل الناس..؟؟ وجدناه بحيوية
شاب لم تهجره الهمّة رغم مرضه الذي أقعده.. سمعته يتحدث عن قطيعة الرفاق
ولا حتى تلفون..،، لم أعجب.. فالرفاق رفاق الواقف والويل لمن يقع..،،.
خرجنا
وقادني ناصر لبيتهم القريب من دوار الداخلية.. أووووووووه.. سألتقي
"أبوناصر وأم ناصر" رفاق قبل عشرين عاماً.. عمر مضى.. ولن يولد من
جديد..،، قلت لناصر: أمّك ستتذكرني وأبوك لا أعتقد..،، وها هي أم ناصر لم
تتذكرني.. وأبوناصر يحفظني..،، طوال الجلسة وأنا في تمام طفولتي الحزبية:
وتمام أبجديتي الأولى.. كأنها اليوم.. وكل ما أدركته إنني رميتُ من عمري
عشرين عاماً وأنا لا أعلم..،، وما زال أبوناصر يحتفظ بكل بهائه السياسي،،.
قلتُ
لناصر وأنا أغادر: وين شارع الاستقلال..؟ قال: هاي بسيطة..،، أول نزلة
تلاقيك وع اليمين..،،.. المهم.. وجدتُ نفسي في شارع طويل عريض.. امشي يا
ولد امشي.. كمان امشي.. وين شارع الاستقلال..؟ أنا في وادي الحدادة..،،
هذا جزائي يا ناصر لأني كنتُ أحملك قبل عشرين عاماً.
ناصر أنت
أطعمتني "هريسة".. وغيرك أطعمني "مش قايلها"...،، أنت شربتني قهوة.. وغيرك
شربني الماء العكر..،، والحقيقة المرّة: أنت أعدتني عشرين عاماً للوراء..
وغيرك أعادني إلى بطن أمّي وأعتبرني غير موجود بالمرّة..،،.
abo_watan@yahoo.com