د. أحمد أبو غنيمة يكتب: هل نتفاءل بالعام الجديد ؟
نودع العام 2010 على وقع أحداث الجامعة الأردنية التي تحولت إلى ساحة مواجهات بين مجموعات من الطلبة نتيجة تداعيات الإنتخابات الطلابية التي جرت قبل حوالي عشرة أيام !!!
ونودع العام 2010 على وقع زيادة الحكومة لأسعار المحروقات بنسب وصلت إلى 9% يضاف إليها المرات التي رفعت فيها خلال السنة نفسها بحيث تصل إلى ما مجموعه 30% منذ بداية العام !!!
ونودع العام 2010 ونحن نعيش على وقع الصدمة من هول المفاجأة التي نتجت عن حصول حكومة السيد سمير الرفاعي على ثقة 111 نائباً من أصل 119 حضروا الجلسة !!!
ونودع العام 2010 ونحن على اعتاب إقرار مجلس النواب لموازنة العام 2011 بعجز يتعدى المليار دينار أردني كما ورد في مشروع قانون الموازنة العامة الذي قدمته الحكومة لمجلس النواب !!!
ونودع العام 2010 ونحن نطالع تقرير دائرة الإحصاءات العامة عن البطالة حيث بلغ معدل البطالة 11.9% خلال الربع الرابع من عام 2010، بانخفاض مقداره ثلاثة أعشار النقطة المئوية فقط عن الربع المقابل من عام 2009 !!!
ونودع العام 2010 ونحن لا زلنا نضمد جراحنا المعنوية والنفسية جراء الإنتخابات النيابية التي أشرفت عليها حكومة السيد سمير الرفاعي وما حدث قبلها وأثناءها من تجاوزات رصدتها مختلف وسائل الإعلام والمركز الوطني لحقوق الإنسان!!!
هكذا ودعنا العام 2010 ، ولكن كيف لنا أن نستقبل العام 2011 ؟
سنستقبل العام 2011 ونحن نضع أيدينا على قلوبنا أن تبتكر الحكومة ألف طريقة وطريقة لتغطية العجز في الموازنة من جيوبنا نحن المواطنين !!!
سنستقبل العام 2011 ونحن نتوجس خيفة أن تكون الإنتخابات البلدية المتوقع أن تجري هذا العام نسخة كربونية عن الإنتخابات النيابية التي ودعناها مؤخراً !!!
سنستقبل العام 2011 ونحن ننتظر على أحر من الجمر إجراءات الحكومة التقشفية لضبط نفقاتها ونفقات مسؤوليها، فلعلّها تريح طائراتها وسياراتها الفارهة قليلاًً لتساهم في خفض العجز في الميزانية!!!
سنستقبل العام 2011 ونحن نتطلع إلى جامعاتنا لتكون مراكز للعلم والمعرفة لا لبؤر للنزاعات والمشاجرات التي أدمت الوطن وقلوب أبنائه !!!
سنستقبل العام 2011 ونحن نألم لحالنا بعد ان اتفق نواب الشعب مع الحكومة على أن يكونوا في خندق المواجهة مع الشعب بدل ان يكونوا في صف الشعب ضد تغول الحكومة التي توجه الضربة تلو الضربة للمواطنين بقراراتها الإقتصادية التي تزيد حياتنا بؤساً فوق بؤس!!!
واخيراً ،
ورغم كل هذه المثبطات والتخوفات، سنستقبل العام الجديد، ونحن نؤمن بأن الأردن القوي هو الأردن القوي بأبنائه مهما تغولت الحكومة ومهما كانت قراراتها قاسية ومجحفة بحقنا ، نؤمن بهذا ونحن نسأل الله أن يهدي الحكومة سواء السبيل لكي تدرك وتعي ان الله سخّر لها شعباً طيباً وأصيلاً، يصبر ويسكت على الضنك وشظف العيش سنوات وسنوات، ولكنه قد لا يسكت طويلاً حين تُمس كرامته وتنتهك حرياته ويضيق الخناق على رزقه وقوت عياله.