كلما فكرت من أين أبدأ , لا يسعفني الخاطر المتعب , لقد أجهدني التفكير حتى وصلت قناعتي بأن تكون البداية بالشكوى من الحيرة في العثور على بداية ..
ولست أدري أتكون البداية بنعي العام الذي مضى .. والذي لملم أحلامه وامتطى فرس الرحيل وغادر إلى غير رجعه ... أم أنثر هواجس القلب وأحلام المستقبل على بساط العام الجديد الذي بدأ يحث الخطى على أجسادنا المترهلة المتعبة ..
في عهد المرحوم الذي ذهب دون أسف عليه أتت حكومة .. ومجلس نواب , والمحصلة وزراء ونواب جدد , سكرتارية جديدة , مدراء مكاتب جدد , وربما البرادي والموكيت ونباتات الزينة ومزيد من الجوع الذي يخيم على حياة الناس ..!!!
عام كان الشتاء فيه متعذراً والسماء كانت حبلى بالغيوم لكنها لا تنجب مطراً..
أصوات قميئة .. وألسنة بمواصفات ألسنة الأحذية أساءت للأردن ...!!
أرصفة مملوءة بالفقراء والعاطلين عن العمل والمؤلفة قلوبهم ..! كرم البخلاء .. وأمانة اللصوص .. وقداسة الأوهام .. ولغو مبهر شعارات رفعها أصحاب المصالح الضيقة على حساب الوطن والمواطن ,هذا المواطن الذي يتقلب بين أنياب الفقر دون رحمة من أحد .!
أنصاف مثقفين جمعوا نثار الحروف ورماد الأذهان وعملوا على زرع بذور الكراهية والشقاق بين أفراد المجتمع .. أيادي كثيرة طالت وتوغلت على المال العام وقضايا فساد تتفجر بين الحين والآخر ... ولسان الحال يقول : صحيح أن ذيل الماوس عمره ما ينعدل ..
وبعد....
من أنت أيها القادم إلينا وماذا تخبئ لنا في جعبتك .. ؟؟؟
فهل بقدومك ستنير تلك المساحات المعتمة من الأحزان الجاثمة في أعماق الإنسان فينا ..؟؟؟
وهل سنكون شركاء بالتقاط متعة الحاضر والتجوال معاً في ريق المستقبل..؟؟؟
أم ستكون سنة تضاف لخردة السنوات الماضية التي أرهقتنا على كافة الأصعدة ..!!!
أيها القادم :
هل أنت قادم لتفك عنا قيود الجوع والخضوع والتأزم؟؟
هل أنت قادم كفجر أبيض كي تحاصر كل تضاريس العتمة ؟؟
هل أنت قادم لتفضح كل المتآمرين والخونة والفاسدين على الملأ وعلى مسمع الأشهاد ؟؟!
هل أنت قادم لتكون شاهداً على موسم انتخابات بلدية نزيهة وشفافة .؟؟!
من المؤكد أنك ستلقي علينا عباءتك كرهاً وطوعاً .. لكن لتعلم وأنت الضيف المرحب بك أن الأردن بالنسبة لنا وطن وقضية وعقيدة ولن نسمح لأي كان أن يعبث به أو يتطاول عليه , فنحن جميعاً كأردنيين أحرار.. مع الأردن الأرض والكيان والشعب لا مع هذا الشخص ولا مع ذاك ولا مع هذه المصلحة أو تلك .
مع الأردن الذي يعرف مسؤولياته جيدا بقيادته الملهمة الحكيمة التي توظف كل شيء لخدمة الأردن والانسان الاردني.. مع الأردن الذي هو عاصمة للروح والذي هو أيضاً بحجم بعض الورد.
وعلى خارطة القلب أكتب باللون المضيء
كل عام والأردن بخير .. وكل عام وقد تحرر الأردنيون من نيران الأسعار التي تلسعهم صباح مساء .!