بقلم الدكتور ثابت المومني
لم يتوقف هذا المسلسل المكسيكي \"المدبلج\" والذي روّجت له الحكومة وبثت حلقاته التي لا تنتهي ، هذا المسلسل كان نتاج بديع أفكار الصلعائيون و القرعائيون و الديجيتاليون في سلك الحكومة والذين خططوا لمستقبل هذا البلد حتى وصلنا الى حافة الهاوية \"كشعب\" بينما جعلوا لأنفسهم - وأسيادهم في الدوار الرابع - حصانة من القهر والفقر وجعلوا لأنفسهم بروجا مشيّدة من أموال وضرائب الشعب في الوقت الذي\" تمخّض\" الشعب الأردني مرات ومرات ليفرز مجالس نواب اخترقتها حكومات سابقة وصولا لإفراز مجلس نواب يبارك للحكومة بـثقة 111 صوتا وبنسبة تفوق 93%، هذا المجلس الكريم الذي صوّت البعض منه تبصيما والبعض طمعا بوعد أو غنيمة بينما البعض الآخر قد بصّم لمجرد التبصيم إلا القليل من رحم ربي \"منهم\".
إن مكارم حكومتنا لن تنتهي إلا بخلع ثيابنا لأجل تدفئة أطفالنا.. أنهم يردون لنا أن نبقى عرايا تحت الثلج والمطر بينما مكاتبهم وسيارتهم الفارهة وقصورهم تنعم بتدفئة مركزية وحلقات ومجالس الكيف تصدح في أجواء ممتعة بوجود \"باربكيوهات\" وقودها أشجار بلوط عجلون وقوت المواطن، وذا كنّا نتحدث عن حلقات الكيف والصيف فما العيب في ذلك ما دام نواب هذا الشعب قد\"بصّموا\" لهذا الحكومة التي أتتنا بمكارمها وبركات نوابنا برفع أسعار المحروقات كفاتحة خير بحلول العام الجديد 2011.
لقد أفلح الشعب الأردني \"المغوار\"؟!!! بإفراز هكذا نواب تراوحت خطب الثقة فيهم بين الثورية والنارية ليتم \"تبصيمهم\" بين ثقة وثقة ونصف او طبشة حتى وصل الأمر الى مليون ثقة في تناغم بين مسلسل مكسيكي حكومي ومسلسل تركي نيابي كانت أولى حلقاته بعنوان \"111\".
نوابنا الأعزاء.. لا يسعني في هذه لعجالة إلا أن أطمئنكم و أقول لكم بان العيب والذنب ليس ذنبكم... إنما الذنب على هذا الشعب الذي بصّم قبلكم وأنتخبكم .. إنني إذ احترم كل مواطن صوّت لنائب فإنني أطالب هذا المواطن بالصمت وعدم الحديث والتضمّر، لا بل فإنني أطالبه بكف لسانه وعدم التهجم على الحكومة أو أي جهة أخرى لأن هذا المواطن هو من صنع مستقبله بيده عندما اختار نائبا يبصم لحكومة سبقتها حكومة بقيادة رجل الدولة \"الوسيم\" الذي أتت \"حكومته\" السابقة علينا بالويل و الإهانة لجماهير المعلمين والصحافيين وعمال المياومة وغيرهم.
إن ما يجري لنا في الأردن هو نتاج صنع أيدينا.. لقد أردنا لأنفسنا الذل والهوان ... لقد أردنا لأنفسنا العيش بعوز وحاجة كي نبقى ابد الدهر نتسوّل أبواب الحكومة.
لقد كنّا نسبّ الحكومة ونشتمها جهارا نهارا – كونها تتصرف وتسنّ القوانين والتشريعات بغياب مجلس نواب منتخب – ولكن وبعد أن بدأ مسلسلنا التركي متناغما مع مسلسنا المكسيكي فإنني اعتقد بأنه يجب علينا أن نتوقف عن ذلك ونعيد حساباتنا حيث يثبت لنا اليوم بان الحكومة ليست وحدها من يلعب في ميدان الرماية وان المطلوب من كتّابنا توجيه أقلامهم الى أولئك اللذين بصموا لأجل وعود بجمع غنائم لا نعلم بها كمّا ونوعا صدقا أو كذبا.
أيها الشعب الأردني الكليم... لقد ارتفعت أسعار المحروقات كما هو مخطط لها في سيناريو مسلسل الحكومة المكسيكي في حلقته المعنونة باسم \"2011 \" حيث أصبح من المطلوب منها توفير فائض من الأموال في الخزينة لأجل إفرازات حلقات مسلسل النواب التركي حيث كان \"الوفر\" في الأموال مخصص لكبار المسئولين في الدولة ، أما وقد أتى نفر جديد يتمثل في مجلس النواب فالأمر يقتضي ميزانية إضافية وبالتالي فقد قررت الحكومة رفع أسعار المحروقات بنسبة 9% لأجل توفير هذه الأموال من ظهور الشعب وهي محقّة في ذلك كما اعتقد ، كيف لا وان الحكومة ترغب بتحسين أوضاع نوابنا الجدد حيث انه لا يليق بنوابنا أن يكونوا بحال اقل من وزرائنا . لقد أرادت الحكومة أن تجعل من رأس السنة الميلادية عيدا للشعب والوطن من خلال جمع ضرائب من قوت هذا الشعب لأجل دعم نوابنا ومتطلباتهم التي تعهدت بها هذه الحكومة لأجل كسب ثقة بـ 111 صوتا.
لقد جفّ قلمي وادمي قلبي وصدر الأمر من داخلي شعورا مني بأن الشعب يبكي على ما صنعته أيدينا.. لقد القينا بأنفسنا الى التهلكة من خلال الصمت على حكومتانا وأفعالها وتصرفاتها التي جعلت منّا شحّاذا على أبواب المساجد والطرقات وردهات السلطة... لقد أهلكنا أنفسنا من خلال إفراز مجلس نواب بارك لهذه الحكومة لتقطيع من تبقى ما أوصال شعب كليم أنهكته متطلبات الحياة بتخطيط من أولئك الذين افرزوا لنا شواذ في شارع مكة ودمتم.
Thabetna2008@yahoo.com