حسان علي عبندة
في السابع عشر من حزيران عام الفان وسبعة بدءَ العمل بقانون ضمان حق الحصول على المعلومات بعد نشره في الجريدة الرسمية، روح القانون حسب المادة الثامنة منه تنص \"على المسؤول تسهيل الحصول على المعلومات وضمان كشفها دون ابطاء وبالكيفية المنصوص عليها في هذا القانون\".
ثمة لغط كبير ونقص في المعلومات في المجتمع الاردني حول النفط واستيراده والتسعيرة الشهرية التي تحددها وزارة الطاقة شهرياً، نقص المعلومات هذا يتمحور حول المكان الذي يتم شراء النفط منه، والنفط العراقي، والهبات النفطية، وآبار النفط الاردنية وما تحويه من كميات ومدى مساهمتها في دعم المخزون النفطي وتخفيف الفاتورة النفطية على المملكة والمواطن.
البنزين والكاز والسولار تضرب أسعارها كل مواطن في المملكة ذلك لأن معظم المواد ترتبط سعرياً بالنفط، ومن حق كل مواطن أن يعلم لماذا يدفع هذا السعر الهائل للمواد النفطية، وحقه في معرفة آلية التسعير التي تمضي رغم كل النداءات والاحتجاجات والتذمر الشعبي الواسع.
أحاديث رجل الشارع عن النفط تتبعثر بين حصول الاردن على منح مجانية من العراق والسعودية والكويت وعُمان والامارات، وما يتفق عليه الجميع هو الغموض وحجب المعلومات.
في العالم عشرات الأنواع من النفط ، والسعر العالمي يتباين بين دولة وأخرى حسب مدة التسليم والعقود الشهرية والخفيف والثقيل والتصنيفات الاخرى.
هذا الخلط في الانواع والاسعار والتسعيرة والغموض الدائر حولها ينسحب أيضاً على فئات المسؤولين وبعض الصحفيين حيث لا يوجد مادة واحدة في الصحافة الاردنية تشير الى وضوح هذه المسألة وضوحاً تاماً.
لا يهمنا أن يكون الاردن أول دولة عربية سنت قانون حق الحصول على المعلومات بقدر ما يهمنا تطبيق هذا القانون، ومن هنا نتمنى على أي مسؤول في الدولة أن يفك هذه الاحجية المتعلقة بالنفط بشكل محدد واضح ويجيبنا على استفساراتنا، من أين يشتري الاردن النفط؟ ما هي آلية التسعير المحلية للنفط؟ ما تأثير الاسعار التفضيلية للنفط العراقي على تسعيرة النفط؟ ما هي نسبة استهلاك النفط محلياً؟ هل يوجد منح نفط عربية للاردن؟ أين وصلت عمليات التنقيب عن النفط محلياً؟ ما الكمية التي ينتجها بئر حمزة وما تأثيرها محلياً؟ كيف تفسرون سعر \"تنكة\" البنزين عام 2008 بحدود أربعة عشر ديناراً والنفط العالمي مائة واربعون دولاراً، وفي 2010 \"التنكة\" بحدود ثلاثة عشر ديناراً والنفط العالمي (نايمكس) اربعة وتسعون دولاراً؟ أين وصل واستقر مشروع الصخر الزيتي (البترول أصلها بيترا وتعني صخر زيتي).
ربما يكون موضوع النفط من أكثر المسائل التي تحتاجها الشفافية، فهل سنسمع اجابة أم سيكون الطين والعجين جاهزين مجدداً.
Hassan_abanda@yahoo.com