اردنيون .. من شتى المنابت والاصول

الاب جورج شرايحة



في الخامس والعشرين من كانون اول من كل عام يحتفل المسيحيون وبحسب التقويم الغربي بعيد ميلاد يسوع المسيح ولكن الامر الاجمل اننا نحن المسيحيون في الاردن و من كل الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي والتقويم الغربي على السواء نحتفل معا بهذا العيد، على خلاف ما يحدث بكل دول العالم تقريبا وهذا ان دلّ على شيء فأنه يدل على وحدة الصف المشترك تحت ظل الراية الهاشمية، وهاهو سيد البلاد وحامي الحمى جلالة الملك عبدالله الثاني يبادر بتهنئة رؤساء الطوائف المسيحية بعيد الميلاد ويؤكد لهم ان الاردن بلد التعايش الامثل بين ابناء الديانتين المسيحية والاسلامية وان قيم التسامح والتآخي والمحبة و العيش المشترك هي قيم يعيشها الاردنيون معا في ما يرها القاصي والداني من التفاف شعبنا حول الوحدة الوطنية اسلام ومسيحية.

ان النسيج الاجتماعي الذي يتكون منه الشعب الاردني هو مزيج من شتى المنابت والاصول تأثر بعوامل كثيرة اهمها الهجرات القصريةالتي تعرضت لها شعوب الدول المجاورة وخاصة فلسطين وبعض الهجرات الاخرى للبدو في حقبة تأسيس الامارة الاولى والمهاجرين من شمال القوفاز بسبب حروب الامبرطورية الروسية التي طالت حوالي المئة عام، ومهاجرين ارمينيا وعلى الرغم من تعدد هذا النسيج الاجتماعي من شتى المنابت من الشرق والغرب من اهل البادية الى اهل الحضر، استطاع اهل الحكمة من بني هاشم الغر الميامين عبر تاريخ الاردن ان يجعلو من هذا التنوع غنى ومن المتفرقات وحدة واحدة عبر وحدة الوطن الواحد

لقد راهن الهاشميين على وحدة الاردن وقد كسبو الرهان وواقع الحال خير شاهد على ذلك، فلم تستطع في الماضي ولا في الحاضر اي فتنة ان تنال النسيج الوطني الفسيفسائي الاردني الواحد، رغم الافكار المتطرفة التي نسمعها هنا وهناك الا انها تبقى افكار عابرة سبيل مهاجرة ليست مواطنة ولن تكون يوما من هذا البلد الخير الطيب الذي لم يوصد ابوابه في وجه اي جريح نازح او لاجيء من اي بلد كان، وها هي قوتنا المسلحة الباسلة تتنقل من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب مرور بالشرق الادنى في قوات حفظ السلام وكوادر الخدمات الطبية الملكية ومستشفياتها الميدانية في غزة والعراق وافغانستان وليبيريا وساحل العاج وهاييتي والكونغو والعديد من دول العالم.

اخيرا اقدم التهاني بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة اولا الى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم داعيا المولى عز وجل ان يطيل في عمر جلالته في خدمة الوطن والامة ورعاية شعبه الواحد محققا له السلام العادل والشامل سلام تنحني له كل الاجيال القادمة.

وثانيا الى كل الاردنين مسيحين ومسلمين متمنيا السعادة والعافية والرخاء في العام الجديد.

امين