ننظر الى النصف الفارغ من الكأس
( دائرة المتابعه والتفتيش)
الذي دفعني الى الكتابه مرة اخرى عن دائرة المتابعه والتفتيش هو اطلاعي على تعليقات الاخوه القرأ على مقالتي السابقه ( دائرة المتابعه والتفتيش مسؤوليات وطنيه ودور مهم ) والتي سعدت بها كثيرا والتي نشرت على عدد من المواقع الالكترونيه حيث ان الكثير من الناس لم يكن يعرف شيء عن عمل هذه الدائره ومنهم من كان يحمل افكارا مغايره وبالتالي حققت المقاله الهدف والحمدالله , وهنا يجب علينا عدم اطلاق الاحكام المسبقه دون معرفه حقيقيه باعمال واهداف دائرة المتابعه الحقيقيه وكذلك لا يجب ان نأخذ موقفا عدائيا فقط بسبب تصرفات لا مسؤوله من بعض الافراد العاملين داخل هذه الدائره ان وجدت فالعاملين بالنهايه هم بشر وليسوا معصومين من الخطأ وايضا اقول ان ليس كل ما يقال او ينشر في وسائل الاعلام او ما يتداوله بعض الصحفيين عن هذه الدائره الوطنيه المهمه هو صحيح فقد سمعنا وقرأنا الكثير من الاساءه والطعن بها ولكنها مع كل ذلك ستبقى صامده في خدمة الاردن والقضيه الفلسطينيه.
واود ان اذكر ايضا باهمية هذه الدائره بالنسبه للاردن والقضية الفلسطينيه على حدا سواء مع انني تطرقت له في المقاله السابقه ولكن لاهمية الموضوع سمحت لنفسي باعادته فهذه الدائره لم تعد مؤسسه عاديه ولا يجب ان تكون كذلك بل اكثر اهميه وهي ان جاز لي التعبير الشوكه التي تقف في حلق اسرائيل والتي تتمنى اسرائيل الخلاص منها لانها تعتبر حائط الصد بوجه الاجراءات الاسرائيليه الهادفه الى تفريغ الارض من سكانها ودفع الكثير من حملة الهويات الفلسطينيه وخاصة سكان مدينة القدس الى الهجره وترك الارض من اجل اسكان مواطنين اسرائيلين مكانهم وهذا ما تسعى اليه اسرائيل وتخطط له بدقه وعنايه وباساليب قانونيه في كثيرا من الاحيان بحيث تستطيع سحب الهويه دون قدرة المواطن الفلسطيني المطالبه بارجاع الهويه, ولا اريد ان انسى كذلك دور ادارة امن الجسور وهي ايضا وسيلة الدفاع الاولى والمهمه التي تحاول بكل ما استطاعت من جهد وباخلاص من قبل العاملين فيها الى عدم السماح لسلطات الاحتلال من تمرير مخططاتهم الخبيثه حيث انه وفي كثير من الاحيان كانت اجراءاتهم تثير غضب وحفيظة المسافر احيانا ولكنها في النهايه تصب في مصلحة ابناء الضفه وبالتالي يتبدل غضبهم الى شكر وتقدير بعد ان يعرفوا حقيقة واهداف هذه الاجراءات حيث ان دور هذه الاداره ساهم في منع الالاف من ابناء الضفه الغربيه من فقدان هوياتهم الفلسطينيه والمحافظه على حقوقهم وحقوق ابنائهم .
وتنبع اهميتها ايضا انها الجهه الوحيده في الاردن القادره على متابعة ابناء الضفه الغربيه من حملة الهويات من حيث فقدان الهويه الفلسطينيه وانتهاء مدة التصريح والتأكد من قيام الاباء باضافة اولادهم المولودين خارج الضفه الى الهويه الفلسطينيه للمحافظه على حقهم الشرعي من خلال توقيع الاب على تعهد باضافة ابنائه الى الهويه وخاصة الذين لم يتموا الخامسه من عمرهم حيث لا توجد مشكله في ادخاله الى الضفه وعلى شهادة الولاده ولكن المشكله تكمن بعد اتمامه الخامسه من عمره فعليه اللجوء الى اساليب اخرى منها اصدار تأشيره من السفاره الاسرائيليه او تصريح دخول من الضفه وهذه الوسائل صعبه جدا حيث تفرض اسرائيل عليها قيود واجراءات معقده لمنع ابناء الضفه الغربيه من الدخول لاضافة ابنائهم وهذه احدى وسائل التهجير التي تتبعها اسرائيل , فقد علق احد القرأ من ان الدائره تقوم بتوقيع الام على تعهد لاضافة ابنائها الى الهويه مع ان الاب لا يحمل هويه فلسطينيه وهذا برأي ليس موضوعا مهما يثير غضب الناس فعلى سبيل المثال احد اقاربي من الكرك واولاده لان من حملة الهويات الفلسطينيه كون والدتهم قامت باضافتهم وهذا شيء جيد ومرحب به , فمراجعة المواطنين من حملة الهويات الى دائرة المتابعه لا يعني ابدا انه مواطن درجه ثانيه لا سمح الله كما علق احد القرأ او انتقاصا منه او غير ذلك من المسميات التي لا احبذها ولكن للضرورة احكام لانه بغير هذه الطريقه لن نستطيع متابعة الاشخاص من حملة الهويات وبالتالي نصبح مغيبين وهذا بحد ذاته يشكل خطوره كبيره على القضيه وعلى المصلحه العليا الاردنيه وخاصة اذا ما علمنا ومن خلال الخبره العمليه ان نسبه كبيره منهم قد لا يجد الوقت الكافي لمتابعة اموره وتجديد تصريحه وخاصة من يقيم في دول الخليج وامريكا واوروبا ومنهم من لا يكترث بها وخاصة الذين خرجوا من الضفه قبل عام 1995 والتي كانت تصاريح الاحتلال مقيده بمده زمانيه محدده ولم يعودوا الى الضفه الغربيه فهؤلاء بحكم فاقدي للهويه الفلسطينيه واعدادهم ليست بالقليله.
ان الغاء هذه الدائره لا سمح الله او تهميش دورها سيشكل خطوره بالغه على المصلحه العليا الاردنيه من حيث ان مصلحتنا في الاردن ان تبقى هذه الدائره صامده وان تدعم بشتى الوسائل لتبقى تقوم بواجباتها الوطنيه على اكمل وجه فليس من مصلحتنا بشيء ان نكون مغيبين عن متابعة ابناء الضفه الغربيه او اي مواطن يحمل هويه فلسطينيه وان لا نسمح للمياه ان تسيل من تحتنا ونحن لا ندري وهذا ليس من قبيل شيء لكن لمنع سلطات الاحتلال من التصرف بحريه وبدون رقابه من احد لسد الطريق عليها ومنعها من سحب الهويات والتهجير وهذا كله بالنهايه ضد مصلحة الاردن واجياله القادمه وعدم السماح لاسرائيل من حل القضيه على حسابنا وعلى الحكومه عدم الاكتراث بما يقال عن هذه الدائره من كلام واقوال مجافيه للحقيقه والواقع وان لا تخضع لمطالب بعض الاشخاص سواء نواب او غيرهم لالغاء هذه الدائره الوطنيه او عدم السماح لاحد من مراجعتها فالمصلحه العليا اكبر منا جميعا والحفاظ عليها مسؤوليه وطنيه نحاسب عليها , ولكن اذا كان هناك بعض جوانب الخلل لا سمح الله ان وجدت في اجراءائها فيمكن معالجتها بالطريقه الصحيحه مع جميع الدوائر المعنيه بهذا الموضوع.