... كنت اعتقد أن ما يجري في العقبة هو هدم غير مبرر لأحد المساجد الرئيسة في المدينة بعد أن سمعت وشاهدت بعض محطات التلفزة الأردنية الخاصة تبث صراخ وبكاء جموع الناس من عمان والمدن الأخرى الذين أدانوا قرار سلطة إقليم العقبة هدم احد المساجد هناك ! فسمعنا ان الهدم استهدف مسجد الشريف حسين بن علي وسط المدينة ، وسمعنا كذلك انه مسجد تاريخي قديم ، فانتظرنا معرفة الخبر دون تفاصيل تذكر ، وقد ذكرت إحدى المحطات الفضائية التي تابعت الخبر على مدار يومين كاملين أن محمد صقر رئيس سلطة إقليم العقبة رفض التعليق على الموضوع واعتبرناه هروبا مما يجري ، بل انه قد زاد الطين بلة ، إذ ان الرجل لم ينف ولم يؤكد الخبر ولم يتحدث حتى عن ماهية القصة لتوضيح الأمر وتهدئة الناس حين رفض التعليق بالقول انه لا يوجد ما يعلق عليه ! فاعتقد الناس وأنا منهم أن الموضوع اكبر من أن يواجهه ذلك الرجل الذي أضاف برفضه الحديث وتوضيح ما يجري استنكارا ورفضا أخرا أضيف إلى استنكار وإدانة الناس !
قمت بالاتصال بعدد من الأصدقاء المقيمين في العقبة للاطلاع ومعرفة ما يجري ، بعضهم أكد لي انه لم يسمع بالخبر ، وقال اخرون أن الموضوع متعلق بهدم مصلى قديم مكون من الصفيح يستخدم للصلاة وهو أصلا غير مرخص يقع في المتنزه البحري في المدينة ، وهذا ما أكده مدير المتنزه نفسه السيد عبد الله ابو عوالي لإحدى المحطات وأضاف أن هناك توسعات وإعادة تنظيم للموقع فاستلزم إزالة ذلك المصلى ولا يحتاج لتلك الضجة التي أثيرت حوله . وسبق للسلطة هدم بعض المساجد ( مصليات ) في مناطق الشلاله والشميساني لإعادة تنظيم المنطقة ! وقد يبدو الأمر مبررا أن كان يتعلق بالتوسعة والتنظيم .
لم يكن الأمر كما يبدو يحتاج إلى أكثر من توضيح بسيط من قبل المدعو محمد صقر رئيس سلطة الإقليم الذي يجد نفسه وعلى ما يبدو اكبر بكثير من الرد على محطة فضائية تتابع الموضوع من اجل توضيح ما يجري وتهدئة خواطر الناس حيال هدم مسجد أو مصلى اعتقد الناس أن الحكومات والسلطة في العقبة قد اعدوا العدة لتغيير معالم المدينة عبر هدم المساجد وإزالة أثار المدينة الإسلامية وتحويلها إلى منتجع يخلو من مظاهر الإسلام ، فالرجل اكبر بكثير من مسجد يهدم وجموع أناس هالهم هدم بيت من بيوت الله في دولة عربية مسلمة يقودها حفيد من أحفاد النبي عليه السلام ، ولو كان الرجل يدرك تلك المعادلة برمتها لتنازل قليلا ورد بتوضيح شاف حول هدم المصلى الذي لم يكن يحتاج أصلا إلى تلك الأزمة والتهويل الذي شاهدناه طيلة يومين كاملين ولا زال حديث الناس في المدن يتناول الموضوع لهذه الساعة ، ولكنه آثر الصمت وإدارة الظهر للإعلام الباحث عن إجابات شافية تشفي غليل الناس وتهدئ من روعهم حيال هدم بيت من بيوت الله ، فالرجل الذي خالفت الحكومة دستورها الأردني بتعيينه رئيسا لسلطة إقليم العقبة وهو لم يحقق بعد متطلبات الحصول على الجنسية الأردنية لم يكن بالقدرة على ما يبدو لإدارة أو تطويق أزمة بسيطة واعتقد واهما انه يستطيع ان يفعل الكثير ليس إيجابا بل سلبا طالما أن هناك من يقف خلف ظهره بتلك القوة التي تمكنه حتى من النيل بمسجد او مصلى هنا وهناك والقادم من قرارات الرجل اخطر بكثير من هدم مسجد وإقامة متنزه أو كازينو فوق ركامه !!!