عندما سمعته يتكلم لأول مرة حاولت جاهدا ان انظر في عينيه , ان اتتبع ملامح وجه وتعابيره عند حديثه , امسكت القلم لأكتب بعض عباراته , علني أرى زيدا أو أرى عمرا , فضاع من تفكيري الوصف , كأنني استمع الى اسطوانة كلاسيكية صنفت على انها فريدة من نوعها, حضرتني أغنية جميلة أحبها كثيرا : كلمات كلمات ليست كالكلمات.
عزيزي دولة الرئيس سمير الرفاعي ..
من أنت ؟ ما اللغة التي تتحدث بها؟ ما هو الفكر الذي تنتهجه؟ لا تذهب إلى مظلة الهاشميين فهي لنا جميعا , هل أنت مواطن عاش الهم ويعيشه كل يوم؟ لا تقل احمل رقما وطنيا مع الجنسية فكلنا كذلك, هل أنت قريب من الشعب عايشته لحظاته الصعبة ؟ لا تقل اعلم كل شيء , فكلنا نعلم أكثر مما تعلم أنت.
إن واقعنا الصعب لا تفيده الكلمات , وظروفنا التي نعيشها لا تنجدها الاجتماعات , ومستقبلنا الذي نخشاه , لا يطمئن بالنا عليه كثرة الوعود , نعم حملت الامانة فهل انت قادر عليه؟ نعم أعطاك سيدنا ثقته , فهل انت تستطيع ان تحقق المراد من ورائها ؟ إن الأوضاع التي نمر بها لن يأتي حلها من دبي كابيتال , ولن يفيدنا تاريخ ماض تعتمد عليه , كلما رأيناك على التلفاز , ردد الموجودون جميعا وماذا يعنيه ؟ وماذا يعرف هو عنا ؟.
دولة الرئيس ...
ان ثقة سيد البلاد فيك لا تعني ان تقنعه هو بأنك تستطيع , فهو حين اختارك ووضع ثقته فيك يريد منك ان تقنعنا نحن , ماذا؟ من نحن!!! نحن الشعب يا سيدي , نحن الحاضر والمستقبل , نحن الباقون وانتم الراحلون , وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء , ان الاجتماعات واللقاءات واللجان التي تشكلونها بداعي وغير داعي ما دامت حبرا على ورق ولم المس مردوداتها في اليوم الثاني , هي مجرد اللهايات التي نقدمها لأطفالنا حتى ينسون جوعهم وعطشهم وآلامهم , وحتى الشفافية التي ترتكزن عليها عند كل حديث لا نريدها ان لم تقدم لنا كل ما هو مفيد , اعملوا بصمت واعينونا ولا تتشففوا وتقهرونا .
بنيتي ..
اعذريني بنيتي الصغيرة اذا اقتطعت من تفكيري وجهدي بعض الوقت لأكتب ما كتبت , وهذا على حساب الوقت اللازم بذله لتوفير الحليب لك , فوطني يستحق مني ما هو اكثر , انا عائد اليك أقبلك وألاعبك حتى وان لم يكن في الكيس علبة الحليب , فلقد الفتي منظر الكيس فارغا , سالهيكي عنها بأحاديث سمير وأحلامه وأمنياته , وتردين علي بنيتي شاطر شاطر, وان قلت بعد هذا كله ابي : اين علبة الحليب؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حازم عواد المجالي