أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. ارتفاع تدريجي على الحرارة أثناء النهار مع بقاء الأجواء باردة نسبياً هل باتت غزة قريبة من اتفاق لوقف إطلاق النار على غرار لبنان؟ رئيس الوزراء يوعز بتأمين مسكن للحاجة وضحى المحاميد: مشروع الناقل الوطني في مرحلة مفاوضات مع المناقص ونتوقع تنفيذه في منتصف العام2025 ماذا يعني إشعال المعارضة السورية جبهات القتال مع النظام؟ .. إليك المشهد كاملا النعيمات يطمئن الجماهير بعد خروجه مصاباً البيان المشترك للقمة الثلاثية الأردنية القبرصية اليونانية الرابعة في نيقوسيا أزمة سلاح وعتاد .. الوجه الآخر لقبول إسرائيل تسوية بلبنان سفيرة الأردن السابقة بواشنطن .. الآلة الإعلامية الإسرائيلية نجحت بإيصال معلومات مغلوطة برودة الطقس ترفع أسعار "دجاج النتافات" 20 قرشا للكيلو. الفايز من على طاولة أبو رمان والمعايطة : أناشد الاخوة في الخليج أن يكونوا سنداً للاردن طهبوب تمطر الحنيفات بـ 11 سؤالًا .. ! أمراء ورجالات دولة يؤمون حفل تأبين الرفاعي (صور وفيديو) الحكومة: نحترم استقلالية الإعلام الوطني وحقه في البحث عن المعلومة مرسوم مفاجئ لعباس حول "شغور" منصب رئيس السلطة .. ما وراءه؟ وفد أمني مصري يتوجه إلى الأراضي المحتلة المعارضة السورية المسلحة تسيطر على مناطق غرب حلب اميركا: الجيش اللبناني غير مجهز للانتشار من اليوم الأول حزب الله : أيدي مجاهدينا ستبقى على الزناد الجيش الإسرائيلي: ضربنا 12500 هدفا تابعا لحزب الله خلال الحرب
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة لا تعجزوا عن لعنة الظلام!

لا تعجزوا عن لعنة الظلام!

03-01-2011 10:59 PM

استرعى اهتمامي خبر مفادة أن \"آليات سلطة وادي الأردن مدعومة بقواتٍ أمنية قامت بتجريف 180 دونم من أراضي \"الدولة\" في الأغوار الجنوبية\" بحجة أن الأهالي قاموا بزراعتها دون إذن\"
هذا الخبر قد يكون عادياً لو أن مواطناً رزع في أرض مواطنٍ آخر، فيقوم الأخير بتجريف أرضه التي زرعها الغير، بل إن القانون لا يُجيز له ذلك حيث تنص المادة 1138 من القانون المدني الأردني على ما يلي: \"إذا بذر أجنبي في أرض الغير بدون اذنه، كان لمالك الأرض الخيار بين أن يتملك البذر بمثله وبين أن يترك الأرض بيد الأجنبي حتى الحصاد بأجر مثله\".
ولكن الخبر يتعلق بالدولة، المنوط بها تحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي للمواطن. وهي في الخبر المذكور مَنْ يقوم بالتجريف والطرد والتشريد خلافاً لأحكام القانون الذي وضعته الدولة، ليطبق علي الجميع.
وبصرف النظر عن حكم القانون الذي يمنع \"المالك\" من التجريف أو التشريد، فقانون المنطق هو الواجب تطبيقه على مثل هذه الحالات، ولا بد من تحرّي المصلحة العامة والخاصة – إنْ أمكن-، وتقديم العام على الخاص اذا وقع التعارض بينهما، وهذه من أبجديات الحكم الراشد، فالاعتداء على أراضي الدولة مرفوض مهما كانت الأسباب والمبررات،ولكن المطلوب هو مقاربة المسألة في بعُدها الاجتماعي والاقتصادي والقانوني. فيتم تسوية مسألة الزراعات \"المشروعة\" بطريقة قانونية تحفظ للدولة أملاكها، وللمزراعين تعبهم، بل وتشجعهم على الاستمرار بالزراعة التي نحتاجها بشدة لتجاوز بعض أزماتنا الراهنة والمنتظرة على أن تفكر الدولة في التوسع في تفويض أراضيها غير المستغلة للراغبين في استغلالها وفق شروطٍ عادلةٍ تشجع الراغبين من الناس على العمل والانتاج وتضمن حق الدولة. مع التأكيد على ضرورة أن يتم التحقق والتحقيق في أية مزاعم جنائية بخصوص مرتكبي الاعتداء ونواياهم، وطبيعة نشاطهم، ومشروعيته، وإحالة المخالفين منهم للقوانين الأردنية إلى القضاء المختص. وهو الملاذ والفيصل.
شخصياً تسنى لي – سياحةً- أن أزور بعض مناطق الأغوار، وقد صُعقت لمستوى الحياة والفقر والحرمان هناك، حتى كِدت أعتقد أنني خارج الأردن! رغم أن أعلاماً أردنيةً كانت ترفرف حزينةً على سطح بيتٍ هنا أو هناك.
أهالي الأغوار الجنوبية الذين زرعوا - محاصيل مشروعة- في أرض الدولة المهجورة وغير المستغلة هم أناسٌ مثلنا، وهم لا يستجدون أحداً حتى لو كان الحكومة. ذلك أن الحكومة انشغلت عن زراعة أرضها بسبب الظروف والمهام العظيمة التي أنجزتها خلال الأشهر الأسابيع القليلة الماضية، حيث خاضت معركة دونكيشوتية مع مجلس النواب للحصول على ما يشبه \"إجماع المجلس\" على الثقة بها.
أما أنتم يا أهالي الأغوار، يا أيها الطيبون، أنتم بقايا الخير فينا، تعملون بشرفٍ وكرامة، ولا تستجدون لقمة العيش على أبواب المساجد والإشارات الضوئية، أو على أسوار صندوق المعونة الوطنية. اعذروا حكومتكم فهي تعمل من أجلكم وتأسف لإزعاجكم، هي تحافظ على أراضيها من عدوانكم وتجبركم عليها، وهي القائمة على شؤونكم وتسعى لتحقيق رفاهيتكم ولكنكم تجحدون المسعى وتنكرون الجميل. اعذروا الحكومة فربما كان لديها خطط لبيع هذه الأراضي إلى \"مستثمرٍ\" - من هنا أو هناك- يغدو بالإبل، ويعافُ لكم الفُتات، أو لتؤجر هذه الأراضي \"لمستثمرٍ\" – من هنا أو هناك- ببدل إيجارٍ سنوي زهيدٍ قدره عشرةُ قروشٍ للدونم الواحد – كما هو الحال- في مساحات واسعة من أراضيها، وبذلك يدخل لموازنة الدولة ألف وثمانمئة قرش تنفقها الحكومة على تحسين أوضاعكم.
إذا كانت الحكومة غير قادرة على إضاءة شمعة، فلا أقلَ من أن تلعن الظلام وتخزي الشيطان وتترك الناس يضيئون شموعهم بأديهم، ويقبضون على جمرهم ويعيشون في أرض الله. لكن أليس غريباً أن نكون عاجزين حتى عن لعنة الظلام؟!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع