يقول الوردي نقلاً عن سينل :
إن حاستنا السادسة لا تزال تعمل بخفوت في الإنسان . ولكن الإنسان لا يلقي بال إليها أو يرى نفسه في حاجة إليها ربما إنشغاله بشؤون الحياة وتدبير خطط العيش . وفق نغمتها الروتينية يساهم في ضياع الحاسة السادسة وسط هذه الضوضاء العقلية .
هناك رأي بين بعض الفيزيائيين يتجه إلى اعتبار الكون كله مؤلفاً من أمواج كهربائية مغناطيسية حتى أن المادة نفسها ليست في نظرهم إلا أمواجاً معلبة .
فقد قال البروفيسور دنكان إن الأمواج تنطلق بلا إنقطاع من كل مادة في الوجود . فتصطدم بما حولها من مواد وتؤثر فيها .
فقد اكتشفت الأبحاث الحديثة أنواعاً معينة من الأمواج الكهربائية المغناطيسية . تنطلق
من دماغ كل إنسان وهي تختلف في النوم عنها في اليقظة وفي التفكير عنها في الذهول وفي المرض عنها في الصحة . وقد اخترع جهاز كهربائي خاص لتسجيل هذه الأمواج الدماغية وهذه الأمواج الدماغية مثل بصمة الأصابع لا يتشابه فيها اثنان من البشر .
وكثيراً ما يجد أحدنا نفسه منشرحاً أو مكتئباً من غير سبب ظاهر أو ندخل مكان فينقبض صدرنا فيه او العكس . فياترى ما هو العامل غير المرئي الذي انعكس على مشاعرنا النفسية في تلك هذه اللحظات ؟.
وفق ما سبق : فالذرة تخزن بعض الأمواج التي تتلقاها من الخارج ثم تطلقها مرة أخرى بعدئذ .
مما يجيز أن تخزن ذرات الهواء وذرات الجدران والأثاث في مكان ما شيئاً من الأمواج
المنبعثة من أدمغة أصحابه ثم تطلقها علينا عند دخولنا فيه وبذا فنحن نتأثر بها سلباً
أو إيجاباً من حيث لا نشعر .
ويميل سينل لتسمية الأمواج الكهربائية المغناطيسية بالأمواج الأثيرية . هذه الأمواج تشمل جميع أنواع الأشعة المرئية وغير المرئية واللاسلكية وغيرها .
وعلينا أن نتذكر أن المادة في حركة مستمرة وجهها الآخر طاقة . وأن ما نرى في ظاهرها من هدوء وجمود إنما هو من وهم حواسنا .فهل تستطيع حاستنا السادسة ان تلاحظ ما قد ذكرت ؟؟؟؟؟؟؟؟.
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة .