م اكثم الصرايرة
تتحمل هذه الحكومة وزر و مسؤولية ما يحدث في جامعاتنا من اعمال شغب و عنف تجري اثناء و بعد كل عملية انتخابية , كما و تتحملها اي حكومة سابقة من الحكومات التي صادرت حرية الأردنيين وكممت أفواههم واغتصبت أحلامهم وفصًلت لهم ديمقراطية بالمقاس تلائم توجهاتها وأهدافها وتلبي مصالحها الضيقة والآنية والتي لم تأخذ بعين الاعتبار أبداً مدى نجاعة هذه الديمقراطيات وصلاحيتها وتلبيتها لطموح الشعب وتطلعاته واحتياجاته ، و لم تتعض اي منها بنتائج سابقاتها ، و كان شعار كل وحدة منها انا ومن ورائي البحر .
فشلت جميع الحكومات في النهوض بالتنمية السياسية و نشر التوعية السياسية ومحاولة محو الأمية السياسية التي يعاني منها أغلب أفراد الشعب وخاصة طلاب الجامعات رغم احتواء اغلبها على وزارة للتنمية السياسية بقيت اسم بدون فعل و انجازاتها حبر على ورق ، وبالتالي فشلت في خلق أجواء وبيئات سياسية صحية ينخرط فيها الشباب الأردني ويعبر فيها عن كل ما بداخله من كبت وأفكار وآراء بحرية وبطرق سياسية بحتة بعيدة كل البعد عن العنف الذي نشاهده.
لم تهتم أي من الحكومات وعلى رأسها هذه الحكومة ذات ال31 وزير و 111 رفيق في حتى محاولة التفكير في هذا القطاع الكبير و الارتقاء بتفكيره ووعيه وإدراكه من خلال طرق كثيرة لعل أهمها كان عدم نقل السياسات الإنتخابية الفاشلة المتبعة و التي اتصفت بها الإنتخابات النيابية السابقة والحالية إلى داخل حرم الجامعات، حيث أصبحت الإنتخابات الطلابية امتداد لما يحدث بالخارج كيف لا والطلاب جزء لا يتجزأ من المجتمع ويتأثر بدرجة أكبر وأسرع بالأحداث المحيطة به لقلة وعيه وضحالة ثقافته، لقد نقل الطلاب ما حصل في الإنتخابات الأخيرة من أحداث رافقت و اعقبت انتخابات مجلس النواب 111 والتي تسبب بها قانون الصوت العقيم، فإذا كان الكبار قدوتهم قد سطروا ابشع صور الديمقراطية اكملوها باحداث عنف لم تسلم منها منطقة او جهة ، والنتيجة غدت واضحة ، فماذا تتوقعون من هؤلاء الطلاب ؟
أتتوقعون أن يكونوا أكثر وعياً من الكبار؟
إن كان كذلك فهذا ضرب من الخيال!!
لقد وقع هؤلاء الطلاب ضحية للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، فتفتحت عيونهم على نماذج سيئة من الديمقراطية المسيرة المغلولة الأيدي، فأصبحت مرجعية لهم أخذوا منها كل سلبياتها وتشبعوا بحيثياتها وأسقطوها داخل جامعاتهم، وأصبحوا صورة مصغرة لما يجري في الخارج.
لن يجدي العقاب مع هؤلاء المبرمجين، فإن طرد عدد منهم ظهر آخرون، والطامة الكبرى أن هؤلاء هم مرشحوا وناخبوا ونواب المستقبل، فإذا تأسس العمل الانتخابي عندهم على هذه الأسس العنيفة فالقادم أعظم و أسوأ.
المطلوب من الحكومة ممثلة بوزارة التنمية السياسية التي لم ترتقي بالعمل السياسي الأردني قيد أنملة بل وتسببت بتقهقرها ، ومن إدارات الجامعات أن تمنهج العمل السياسي وأقصد هنا الانتخابات الطلابية و ذلك يكون بأن تصبح مفاهيم الديمقراطية والعملية الانتخابية مادة نظرية تدرس في الجامعات و نشاطات لا منهجية ترسخ الديقراطية ومبادئها في عقول الطلاب الفتية لتحل محل الأفكار والمفاهيم المتخلفة التي اكتسبوها من انتخابات الكبار حيث التزوير ونقل الأصوات وشراء الذمم والانتخاب على أساس الحارات والدخلات وغياب الخطاب السياسي والبرامج الهادفة، يجب أن يشرحوا لهم بأن ما يحدث في الخارج ليس هو الصحيح وليس هو المثال، بل هو حالة استثنائية لا تمت للديقراطية بأي صلة وليس لها من الديمقراطية إلا اسمها، فليدرسوهم التجربة الديمقراطية الكويتية كأقرب مثال علينا ، و ليعمموا عليهم التجارب التركية و الأوروبية و الأمريكية و ليبتعدوا حاليا عن التجربة الأردنية كل البعد إلى أن يفرجها الله .