هل توجد لدينا هندسة شوارع ؟؟؟؟ سؤال نطرحه على المعنيين ونحن نقصر الحديث فقط عن شوارعنا أما بالنسبة للأبنية فإننا لا نعتقد أن بناءا واحدا لم يجري عليه تغير أو\" التفكير في التغيير\" خلال ألسنة الأولى أو الثانية لقصور هندسيه أو لسبب أخر .
لدينا بعض الملاحظات على شوارعنا نرجو أن لا تثير حفيظة البعض مما سنقوله :
ü هناك شوارع تسير ملتوية كالأفعى ويتضاعف طولها عدة مرات بسبب تجنبها مناطق أصلا لا يوجد عليها أبنية في الوقت الذي تنزع فيه ملكية بعض الأراضي وتهدم أبنية بموجب القانون لفتح شارع ربما يخدم فئة قليلة من الناس!!!!
ü بالرغم من وجود ارض مستوية بمضلعات مستقيمة أتحدى أي مهندس أن يدلنا على شارع ولو بطول 500 متر لديه اطاريف مستقيمة ربما السبب انه لا يتوفر لدينا خيوط أو حبال\" مثلا\" نمدها لضمان البناء بخط مستقيم أو لأننا نريد أن نعكس حالة الأمة على الواقع في انعكاس وتعدد الاتجاهات!!!
ü لم ينجو شارع واحد لدينا من إعادة فتحه بعد شهور أو اقل لإجراء صيانة أو إصلاح أو تغير أو تذكر شيئا ما نسيناه في غمرة التخطيط السلم والمبدع الذي رسمناه والذي تؤكده على ارض الواقع حالة الشوارع الفوضوية !!! مثلا شارع الباص السريع أعيد فتحه اكثر من مرة بعد تسويته يبدوا أن المتعهد نسي شيئا ما !! يعني هندستنا على التحزيرة !!!
ü عندما تسيل المياه بسبب تلف الأنابيب يحفروا اكثر من 50 مترا للوصول إلى مكان التلف !!! ألا توجد أجهزة رصد إشعاعية مثلا تدل على موقع التلف مباشرة!! ثم يحتاج الوضع إلى اشهر لإغلاق الحفر!!! المشكلة أن الإصلاح لا ينجح !! في حارتنا نعرف أن المياه قد ضخت بسبب جريانها في الشارع قبل وصولها إلى خزانات السكان !! للتأكد فان العديد من شوارع البيادر مثلا توحي للمرء أن هناك أمطارا تغشى الناس والواقع أنها نزف مائي في بلد يشكو من شح المياه .. لاشك أن أول من عليه واجب أداء صلاة الاستسقاء ويبتهج بنزول المطر هم المكلفون بصيانة شبكة المياه حتى تغطي على اخفاقاتهم وفشلهم المزمن !!!!
ü ترقيع الشوارع ظاهرة اعتدنا عليها ونتعايش معها لكن المشكلة أن الرقع الإسفلتية إما أن تأتى مرتفعة أو منخفضة عن جارتها القديمة مما يخلق مطبات جانبية تؤذي المركبات !!
ü الظاهرة الغريبة والتي نأمل أن لا تنتشر في شوارعنا هي عمل الاطاريف والأرصفة وممرات المشاة بزرع بلوكات إسمنتية في الرمال دون تثبيتها بالإسمنت وهذا سيودي بالضرورة إلى تخلخلها وانفكاكها عن مواقعها وحتى تبعثرها في الشوارع مما قد يتسبب بمشاكل للمركبات المارة كما انه قد يوفر أد وات جاهزة ومدفوع ثمنها لاستعمالها من قبل بعض العابثين كما أننا لسنا بحاجة إلى رمال لإغلاق مسارب المياه المنغلقة أصلا !!!. نحن بلد حتى لو انحبست الأمطار فيه لفترة فإننا لسنا بلدا صحراويا وبالتالي لا نعرف من أين جاءت هذه الظاهرة فقد شاهدناها في دول الخليج ويظهر انهم عدلوا عنها مؤخرا. هذه الظاهرة ستكون مكلفة على موازنة الدولة لأنه بعد كل \" رشة مطر\" سنكون بحاجة إلي إعادة الترميم. من يريد أن يشاهد هذه الظاهرة يزور مشروع الباص السريع!!! يكفي هذا لان القليل يدل على الكثير!!!!فنحن لابد أن نتعايش مع الدخان والديزل وأبواق المركبات وسخام المباني والرقص والتفحيط في الشوارع وإغلاقه بالخيم وما شابه لان سعادة الموظف الفلاني لديه طهور للولد صلاح الدين الايوبي الذي سيعيد لنا أراضينا !!! ولديكم الكثير وعامكم سعيد !!!
دكتور خضر الصيفي
Email: khader.saifi@yahoo, COM