تناقلت بعض وكالات الأنباء بان المديرية العامة للامتحانات في وزارة التربية والتعليم قد قررت تفتيش طلبة التوجيهي قبل دخولهم قاعات الامتحان. فإذا ما صح هذا الخبر, فأنة يشكل تعسفا خطيرا بحق هؤلاء الطلبة لا يبرره عقل أو منطق ويجعل من هذا البعبع المسمى \"توجيهي\" وحشا مفترسا ينطلق من عقاله يدمر أعصاب أبنائنا الطلبة وينزل بمعنوياتهم إلى الحضيض.
فهل هذا هو التطوير الذي ننشده في امتحان الثانوية العامة والذي وعدنا به منذ زمن طويل؟ فكيف بالله عليكم تضعون هؤلاء الطلبة موضع الشك والريبة وتتعاملون معهم كالمجرمين المشبوهين؟ فهل تحولت قاعات الامتحان التي ينبغي أن تتصف بتوفير الحد الأدنى من الهدوء والسكينة لهؤلاء الطلبة الخائفين أصلا إلى مراكز للتحقيق, وبالتالي إلى ساحة مشحونة بالبؤس والتوتر؟!!
نحن لا ندعوا إلى انتهاج الغش كوسيلة للنجاح, لكننا في الوقت نفسه ندعو الوزارة لأن تنتهج أسلوبا أكثر تحضرا وإنسانية ولا نقبل أبدا أن تتحول هذه الوزارة بالذات إلى انتهاج أساليب بوليسية ممقوتة في ميدان تتقدم فيه التربية على التعليم.
فأين هي وعود وزارة التربية والتعليم المتكررة في تجميل الصورة البشعة التي عادة ما يحملها طلابنا لامتحان الثانوية العامة ؟ باعتقادي أنة إن كان هذا القرار صحيحا, فأنة حتما سيكون من ابتداع المديرية العامة للامتحانات في الوزارة وليس أسلوبا يرتضيه وزير التربية والتعليم الدكتور خالد الكركي والذي عهدته دمث الأخلاق أنساني التوجه عندما عملت بمعيته لفترة من الزمن في جامعة جرش.
لذا كلنا أمل بوزير التربية والتعليم بإلغاء هذا القرار الخاطئ إن كان قد اتخذ فعلا حتى يتمكن طلبة التوجيهي المقبلون على امتحان الثانوية العامة للدورة الشتوية في الأيام القليلة القادمة من التوجه لقاعاتهم بقابلية عالية ونفسية هادئة, ويكفي هذا المجتمع ما يشهده من توترات وعنف مجتمعي نعاني منة كثيرا جراء القرارات غير المتزنة لبعض المسؤولين في كثير من الأحيان.