زاد الاردن الاخباري -
تنظر محكمة الأمور المستعجلة في القاهرة الخميس 6 يناير/كانون الثاني في الدعاوى المرفوعة ضد فيلم "678"، والمطالبة بوقف عرضه، معتبرة أنه يسيء لمصر، ويحرض النساء على التعدي على الرجال المتحرشين.
والفيلم هو أول فيلم مصري يتناول التحرش الجنسي في الشوارع كموضوع متكامل، وهو أول أفلام كاتب السيناريو محمد دياب كمخرج وخامس أفلامه كمؤلف.
وقد أثار الفيلم قبل عرضه كثيرا من الجدل، بعد بث مشاهد دعائية منه على شاشات التلفزيون، حيث اعتبره البعض مسيئا لمصر، وتقدم آخرون إلى النائب العام بشكاوى مطالبين بوقف عرضه،بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
في المقابل اعتبره آخرون من الأفلام الجيدة التي تعرضت لحالة مسكوت عنها، تتعلق بالتحرش في الشوارع.
وتضمنت الدعاوى المرفوعة ضد الفيلم ومنتجه وأبطاله «تهمة التحريض على الفجور والفسق، ونشر الجريمة من خلال مشاهد الفيلم التي تسيء للشعب المصري، وتظهر الشباب المصري بأنه يقوم بالتحرش الجنسي في الشوارع والميادين العامة ضد النساء».
وأشارت الدعوى؛ التي رفعها أمين عام الشكاوى والمقترحات في جمعية العدالة الاجتماعية محمد حنفي محمد، إلى أن الفيلم يدرب الفتيات على استخدام العنف والتحريض على نشر الألفاظ المسيئة التي تتعارض مع الآداب العامة والتقاليد والأعراف المصرية، ويحرضهن كذلك على ارتكاب جريمة جنائية بإصابة الشباب الذين يتعرضون لهن في مناطق حساسة.
وكان محمد أشار -في بلاغه المقدم للنائب العام، الذي ستنظر فيه محكمة القاهرة للأمور المستعجلة- إلى أن مؤلف الفيلم أراد توصيل رسالة للفتيات اللائي يتعرضن للتحرش، وهي كيفية الدفاع عن النفس بعيدا عن القانون، حيث يمنحها الحق في ضرب المتحرش الذي لن يستطيع بدوره تقديم بلاغ في قسم الشرطة (بحسب الفيلم)، خوفا من فضح أمره بما يعتبر سماحا للفتيات بضرب الشباب في الشارع؛ لأسباب قد لا تكون لها علاقة بالتحرش».
إلا أن الفيلم لاقى تقديرا دوليا، بعدما حصد من مهرجان دبي السينمائي الدولي، قبل بضعة أسابيع، جائزتي أفضل ممثل للفنان ماجد الكدواني وأفضل ممثلة للفنانة بشرى، عن دورها كإحدى النساء اللاتي تعرضن للتحرش، وتقوم بالانتقام لنفسها بعدما تعبت مما تتعرض له في الشوارع.
وعلى الصعيد المصري أيضا، لاقى إعجابا من نقاد السينما المصريين بصفة عامة، على رغم تسجيل انتقادات تتعلق بكتابة السيناريو، وأيضا في ضعف البناء الدرامي والحوار الذي قام بنسجه مؤلف ومخرج الفيلم.
والفيلم يتطرق إلى شخصية 3 نساء تعرضن للتحرش أولهن المستريحة اقتصاديا نيللي؛ التي تم التحرش بها في ملعب كرة القدم من قبل الجمهور أمام زوجها أحمد الفيشاوي وانفصالها عنه، لأنه لم يستطع حمايتها.
أما الثانية فهي بشرى الموظفة من إحدى المناطق الشعبية؛ التي تعاقب زوجها الذي يعمل في وظيفتين وتهجره في السرير عقابا له؛ نتيجة التحرش الذي تتعرض له، فتحول زوجها -في نهاية المطاف- إلى متحرش يتعرض للاعتداء من إحدى صديقاتها التي تطعنه في مكان حساس بجسده.
أما المرأة الثالثة فهي ناهد السباعي الطالبة التي تتعرض للتحرش وتلاحق المتحرش وتقدمه للقضاء، وتتعرض للضغوط كي تتنازل عن القضية، إلا أنها تصر عليها، ويدعمها بعد تناقضات كثيرة خطيبها في الاستمرار في القضية، في نوع من إدانة للصمت الذي يسود في قضايا التحرش.