ما الذي يدفع امريكا للاهتمام الزائد بالهويه الاردنيه وان تشغل وقت السفاره بالمراسلات الكثيره وكذلك المقابلات مع بعض الاشخاص الاردنيين فهذا غير مفهوم ومستغرب لان هذا الموضوع حساس جدا ويتعلق بالمصلحه العليا للاردن وله ارتباطات وتشعبات كبيره وكثيره لا دخل لامريكا فيها لا من قريب ولا من بعيد وعلى حاملة لواء الحريه ونشر العدل بالارض والدعوة الى المحافظه على حقوق الانسان ان تبادر هي الى ذلك فهي نفسها امريكا لا تلتزم بهذه المبادىء الجيده فاحتلالها للعراق وفضائح السجون العراقيه وابو غريب ومعتقل غوانتانموا وهضم حقوق السود كل هذه الامور هي خير دليل على عنجهية امريكا ففاقد الشيء لا يعطيه , لا اعتقد ان امريكا غائبه عما يحدث من امور في منطقة الشرق الاوسط وخاصة القضيه الفلسطينيه وبالتالي فهي تحشد كل طاقاتها وامكانياتها لانجاح عملية السلام المتعثره بين الفلسطينيين والاسرائيليين وبالتالي فان طرح موضوع الهويه الاردنيه وعدم قدرة المرأه الاردنيه من منح الجنسيه لاولادها لا يخرج عن موضوع حل القضيه الفلسطينيه على حساب دول اخرى وذلك ارضاءا لاسرائيل وهذا ما جاء في برقية القائم بأعمال سفير الولايات المتحده في الاردن دانيال روبنشتين بتاريخ 5/3/2008 والذي يقول \" النساء الاردنيات المتزوجات من رجال غير اردنيين لا يستطعن نقل الجنسيه الاردنيه لاولادهن وهذا يخلق مشكله عويصه خاصه بالنسبه للاطفال من اباء فلسطينيين \" لا ادري كيف اعتبر السيد دانيال ان هذه مشكله عويصه بالنسبه لاطفال الفلسطينيين بالتحديد وقد خصهم اكثر من المصريين او السوريين او حتى الازواج من جنسيات اجنبيه لماذا لم يعتبر السيد دانيال ان الاحتلال الاسرائيلي الغاشم لفلسطين هو من خلق ويخلق المشاكل للشعب الفلسطيني كل يوم من جميع النواحي الاقتصاديه والسياسيه والتعليميه والعدد الكبير من الحواجز في شوارع الضفه حتى غدت الضفه سجن كبير والحرب الهمجيه على قطاع غزه والحصار الجائر كل هذه الامور ليست بمشكله ولا تؤثر على الشعب الفلسطيني بقدر تأثير قانون الجنسيه الاردني, والذي يثير الاستغراب والاشمئزاز ما ورد في البرقيه من ان وحسب تقدير الامريكيين ان هذا الموضوع يؤثر على الاردنيين من اصل فلسطيني واظن ان هذا المحترم لا يعلم ان الاردنيين من اصل فلسطيني هم مواطنيين اردنيين بكامل الحقوق والواجبات ولا اعرف كيف قرر ان هذا الوضع يؤثر عليهم نعم انه كلام سخيف يصدر عن انسان جاهل وغير حيادي وغير منطقي وذكر ايضا في برقيته ان الرجل الفلسطيني اقل من مواطن كامل الصلاحيات وحددهم بحملة البطاقات الخضراء ولاجيء غزه والدليل ان هذا الكلام قد سمعه السيد دانيال من هؤلاء الطاعنين في سمعة بلدهم والذين يعزفون على نفس اللحن الامريكي والاسرائيلي الذين يجتمع معهم وليس بذكائه الحاد حتى انه لا يستطيع ان يميز بين حامل البطاقه الخضراء او الصفراء وهو بالتالي لا يعرف ان حامل البطاقه الخضراء هو مواطن فلسطيني وليس اردني وبالتالي من الطبيعي ان لا يتمتع بالحقوق التي يتمتع بها المواطن الاردني وما ينطبق على الشخص الفلسطيني ينطبق على السوري واللبناني والعراقي وغيرهم اما الاشقاء لاجيء غزه فلهم كل الاحترام واظنه لا يعرف انهم يعملون ويتنقلون بكل حريه ويحملون جواز سفر اردني وهم يتطلعون بشوق الى العوده الى ارضهم المغتصبه الا يعلم السيد دانيال ان اسرائيل هي من وضعت ابناء غزه بهذا الوضع بعد احتلالها للقطاع ومن خبثه ان بدل ان يلقي المسؤوليه القانونيه والاخلاقيه على دولة الاحتلال فانه يضع اللوم على الدول المستضيفه لهم ويطالبهم بمنح جنسيتها لهم بهدف خبيث وهو التوطين ولقطع الطريق عليهم للمطالبه بحق العوده المقدس.
الهدف والمغزى من طرح هذا الموضوع بالنسبه الينا واضح وضوح الشمس وليس بحاجه الى تأويل او تفسير وهو تقديم خدمه مجانيه لاسرائيل واراحتها من قضيه هامه تغض مضاجعها وحل جميع مشاكلها على حساب دول اخرى واهمها الاردن ولا اعتقد ان امريكا بهذا الطرح تحاول حماية مصالح الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه وليس حبا به بقدر اهتمامها وخوفها على مصلحة اسرائيل , فبدل ان تحشر امريكا انفها بكل شيء وتتدخل بالشؤون الداخليه للدول الاخرى وبامور لا تعنيها لا من قريب ولا من بعيد عليها اذا كانت صادقه مع نفسها ومع العالم ان تمارس الضغط على الحليف الاقرب لها اسرائيل بحلحلة الامور والوصول الى تسويه تضمن حقوق الشعب الفلسطيني واقامة الدوله الفلسطينيه وعاصمتها القدس الشريف.
نحن لسنا ضد حقوق المرأه الاردنيه ولسنا بحاجة لاحد ان ينصحنا او يذكرنا بما هو موجود اصلا عندنا من احترام المرأه وتقديرها ولكن الموضوع اكبر من منح جنسيه او حقوق المرأه الموضوع يتعلق ان شئنا او ابينا بالقضيه الفلسطينيه فمنح المرأه الجنسيه لاولادها يعني تجنيس الالاف بل مئات الالاف من ابناء الضفه الغربيه والعدد سيتضاعف على مدى السنوات وبالتالي نعطي هديه على طبق من ذهب لاسرائيل ونمنحها الفرصه الكامله لتمرير سياستها الهادفه الى التهجير وتفريغ الارض وهذا ما يحدث الان وبشكل منظم بالقدس المحتله فاسرائيل تقوم بسحب هويات ابناء القدس وباعداد كبيره بحجة حصولهم على جنسيات اخرى ومنها الاردنيه فهل يجوز لنا ان نعطي اسرائيل هذه الفرصه الثمينه ونساعدها في تنفيذ سياستها الهمجيه.
وللاسف فان هذه الدعوات المشبوهه تجد اذان صاغيه هنا في الاردن من جهات واشخاص داعمين لهذا الطرح ولا ندري ايعرفون نتائجه الخطيره ام لا يعرفون ففي الحالتين المصيبة عظيمه تحت مسميات مختلفه منها حقوق المرأه وحقوق الانسان وغيرها وزياده على ذلك ولمزيد من الاساءه والطعن لبلدهم الاردن الذي قدم الكثير وما يزال يقدم لشعبه وقضايا امته العربيه وعلى رأسها القضيه الفلسطينيه منهم من يجتمع مع السفراء الاجانب في الاردن وخاصة السفير الامريكي للضغط على الاردن لتعديل بعض القوانين ومنها قانون الجنسيه ومنهم من يسيء لبلده الاردن في هذه السفارات بكلام مجافي للحقيقه وبعيد كل البعد عن الواقع تظهر منه رائحة العفن والرطوبه والصدأ مقابل ايجاد مقعد له لدى هذه السفارات او من اجل الحصول على منافع ماديه وعينيه .