إن الزواج عبر تاريخ البشرية كان المؤسسة الضامنة لاستمرار المجتمعات الإنسانية تناسلا ووحدة،وفي المجتمعات الإسلامية كانت للزواج أهمية خاصة ، فالإسلام اعتبره رباطا مقدسا بين رجل وامرأة غايته الإحصان والعفاف حفظا للمجتمع من الانهيار الأخلاقي،وتكثير سواد الأمة وتطاله الأحكام الفقهية الخمسة كل حالة لها حكم،فكان الزواج مؤسسة ترمي لتحقيق المقاصد الشرعية من حفظ التدين والأخلاق والمجتمع أو النظام العام ألا تشوبها أدناس الزنا والفساد الأخلاقي المدمر لبنية المجتمع، وإنجاب ذرية صالحة تسهم في تطور مجتمعها بفكرها وعملها .
فأمريكا بمثابة مستودعاً للدعارة تصدرها مع منتجاتها،وحذر بعض الباحثين الأمريكيين أنفسهم من أن هذه الإباحية والممارسات الجنسية الغير المنضبطة ستأتي على الأخضر واليابس في أمريكا ، وهي سبب تفاقم الجرائم والانحراف لدى الشباب والسبب عزوفهم عن الزواج .
لعل أسباب العزوف عن الزواج في وقتنا الحاضر ومن بينها الشائعة في مجتمعنا الأردني هي مشاكل اقتصادية وسياسية – الانحراف – أمراض نفسية – الخوف من الزواج ونتائجه – الخواطر – الحرية – الحالات والمواقف – الضغوطات البيتية .
حيث لو نظرنا الى الموضوع بجدية سوف نجد بأن الحالة الاقتصادية تسيطر على الموقف بشكل عام , حيث راتب الفرد المتدني جداً وارتفاع نفقات الزواج وغلاء إيجارات البيوت بشكل غير طبيعي وهذه الأسباب بحد ذاتها لا يعطي الفرد مجالا حتى بالتفكير بالزواج , والانحراف وهي من أخطر المشاكل وتتزايد بسرعة مذهلة ومنها المشروبات الروحية والمخدرات بأنواعها والشذوذ الجنسي والمشاكل العائلية حيث تجعل الشاب او الفتاه تشعر بانحطاط كرامة الأسرة لسبب من الأسباب وهي كثيرة . وتأتي بعد هذه التراكمات الأمراض النفسية ومنها الإدمان وخصوصاً على الصور الإباحية والأفلام الجنسية والتي لا تخلوا سواء من ألنت او على الموبايل , وانفصام الشخصية والإمراض العقلية , وكذلك الخوف من الزواج بالتماس سبب الوقوع في ما لا يحمد عقباه . والخواطر هي مسألة نفسية تملأ القلب بالابتعاد عن مسألة الزواج ومسألة لا زواج من أجل الزواج , وهذه الفكرة تتولد جراء ثقافتها ومدى تأثرها بالقوانين الغربية , ناهيك بأن الرجل يظن في وقتنا الحاضر بأنه لا يوجد امرأة مثالية كما وصفها الإسلام حيث يريد أن يعمل كل شيء في الحياة ويريد النظافة من غيره , والحالات والمواقف وهي قليلة مثل أن يكون الشاب او الفتاة معيلين لأهلهم والحرية وهذه الظاهرة قليلة يحبون أن يبقوا أحرار بعيد عن القيود العائلية والتي تحكم حريتهم .
وأخيرا العزوف عن الزواج أصبحت مشكلة كبيرة في مجتمعنا الأردني والتي تعصف وتنخر البنية الاجتماعية وتولد مخاطر من خلال الخلل في أعداد النساء واللواتي أصبحن في حكم العنوسة , ولا بد من خلق فرص عمل حقيقية وبرواتب تتناسب مع الحياة الكريمة وإلا سوف نقول على مجتمعنا الأردني السلام