حقيقه ان الخوض في الشأن الأقتصادي يشكل بالنسبه لنا نحن معشر الكتاب هاجسا كبيرا فلغة الأرقام لا تقبل التأويل ولا المجامله فالأرقام هي عين الحقيقه المطلقه أي بمعنى 1 + 1 = 2 ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان تساوي ثلاثه , مناسبة هذا القول هي دعوة تلقيتها للمساهمه في عقد ندوه اقتصاديه حول موازنة 2011 وأثرها في التنميه ..؟؟ على احدى شاشات قنواتنا الفضائيه المعنيه بالشأن الأقتصادي جزاهم الله كل الخير .
الموازنه يا اخوان او الميزانيه بالمعنى الصحيح هي شيء واجب الأهميه لكل منزل وشركه سواء كانت كبيره او صغيره وكذلك بالنسبه للدوله لمراقبة الأيرادات والنفقات خلال فتره زمنيه محدده للعمل على مراجعة الأنحرافات عن مسارها الصحيح فأذا كانت الأيرادات أكثر من النفقات وكلما زادت النسبه كان هناك الفرح والأبتسام والأريحيه وأمل في فتح نوافذ اقتصاديه جديده تعود على صاحب الميزانيه بالرخاء وبحبوحة العيش اما اذاكان العكس اي ان النفقات أكثر من الأيرادات فهنا يجب ان نقف وقفة تأمل وأن ندق ناقوس الخطر وأن نشد الأحزمه وأن نكون حازمين في ايجاد الحلول المناسبه لهذا الخلل على مبدأ – على قد فراشك مد رجليك -- موازنتنا لعام 2011 كما تم نشرها من خلال وسائل الأعلام بحجم 6,24 مليار دينار مايعادل 8,8 مليار دولار امريكي بزياده بلغت 6,4 % عن العام الماضي وهي تتضمن عجزا بحوالي 1,06 مليار دينار أي ان نفقاتنا ايها الساده تزيد عن ايراداتنا بالمبلغ السابق ؟؟ طبعا نحن غير متفاجئين من هذه الأرقام فالعجز في ميزانيتنا اصبح سمه اساسيه لهذه الموازنه وهمنا الوحيد هو العمل على تخفيض هذه النسبه بحيث اذا قمنا بتخفيض هذه النسبه بأعشار مؤيه بسيطه قمنا مهللين ومكبرين لأولي امورنا الماليه على انجازاتهم الخارقه .
هناك خلل واضح منذ عشرات السنين في مراقبة امورنا الماليه والتي استفحلت حتى وصلت بنا الى وضع وصلت فيه مديونيتنا حوالي 12 مليار دينار معظمها تم صرفه على مشاريع فاشله لم تستطيع ان تغطي نفقاتها والباقي تم صرفه على امور اخرى لا تحمل طابع استثماري مثل الرواتب وغيرها , وعلى الرغم من ذلك يطل علينا المنظرون ويدقون فينا الأسفين تلو الآخر مبشرين لنا بمستقبل واعد ومعلقين حبالهم على الأزمة المالية العالميه وقرب انتهاؤها ومبشرين لنا بعدم فرض ضرائب جديده بعد ان بلغ السيل الزبى .
في الختام نصيحه اوجهها الى حكومتنا الرشيده صادقوا الشعب وأصدقوهم القول وتقربوا منه , اضبطوا النفقات وجففوا منابع الفساد والمحسوبيه وضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب فنحن الشعب الأردني الأولى بتحمل ضنك العيش والسير بكم ومعكم في سبيل اعلاء شأن بلادنا وصدقوني -- ماعمر مديون انشنق -- .
وليد المزرعاوي—wmezrawi@yahoo.com