مواطن يخلع ملابسه احتجاجا\" على مخالفة سير)
أيمن علي الدولات
مفارقة، جدلية، غريبة، صدمة، خبطة، نكشة، فكشة، هبشة، هبدة، نكتة، فزيرة، حزيرة، أأضحك أم أبكي؟!!! (ول يا غبصه شو صاير بالدنيا)!!
إبداعية أردنية جديدة في التعبير عن الغضب والطفر والزهق والنكد واليأس والحزن والجوع والعطش والطفش والتذمر.. طريقة جديدة لقول كلمة لا.... مواطن عزيز كريم (ابن أصل وفصل) يخلع ملابسه احتجاجا\" على مخالفة سير!! يا ترى هل فعلها من باب طلب الشهرة؟! ماذا لو كان ذاهبا\" للسيفوي لشراء زجاجة عطر (لأم العيال) بمئة دينار أو بخمسين أو حتى بعشرين؛ أو كان في طريقه برفقة عائلته إلى (بوب أيز) أو (كنتاكي) لتناول عشاء على ضوء الشموع الحمراء بمناسبة رأس السنة.. أو كان في زيارة لبرج العرب المتربع تحت الماء في دبي.. هل كان سيفعلها؟!
ماذا لو (كبرنا) عقولنا جميعا\" وأعجبتنا الطريقة وقررنا إتباع نفس الأسلوب عند مواجهتنا لأي موقف من المواقف النادرة جدا\" (اللي بتقهر)؟!
فبدلا\" من التعرض لجلطة قلبية أو دماغية مفاجئة أو لانحباس الدماء داخل الأوردة والشرايين التي يزداد ضيقها يوما\" بعد يوم والأوداج المنتفخة لأسباب أخرى لا علاقة لها بالسمنة.. نقف بكل بساطة ونبدأ بخلع ملابسنا كطريقة حضارية وآمنة للاعتراض حتى لا نتهم بما لا تحمد عقباه.. فما الذي سيحدث؟!
سندخل العديد من الدوائر الحكومية لنجد المراجعين يقفون في طوابير طويلة بالملابس الداخلية فقط وربما استغنى عنها تماما\" من واجه منهم كلمة (ارجع بكره) مرات عديدة!! وسنجد ركاب وسائل النقل العامة يطلون من نوافذها ملوحين (بفانيلاتهم البيضاء) بعد خلعها؛ وسائقي سيارات الأجرة الصفراء وركابها أشباه عراة يصرخون بأعلى أصواتهم معترضين بعد أن تضاعفت الأجرة ثلاث مرات وقفزت تنكة البنزين لتتجاوز الرقم (13) المشؤوم!! وسيفاجئنا بالتأكيد ذهاب قرابة مئة ألف معلم إلى عملهم يوميا\" بأخف الملابس الممكنة حتى لا يتعبوا أنفسهم في عملية (الشلح) التي ستصبح بالتأكيد (تحصيل حاصل) بعد دخول أي منهم صفا\" يحوي ستين طالبا\" ستة مرات يوميا\" وسيسعدهم أنهم لم يعودوا بحاجة لتخصيص ميزانية نصف سنوية لشراء ما يسترون به عوراتهم بعد أن أرسل الله لهم المواطن المبدع المذكور أعلاه ليعفيهم من حرج إخفاء (الطفر) ومن محاولاتهم اليائسة لإقناع الحكومة أن (ال 300 ملطوش) التي يقبضها الواحد منهم لم تعد كافية سوى لدفع أجرة منزل وتأمين الكاز والغاز وصحنين من الحمص والفول وعشرة حبات فلافل وكيلوين خبز يوميا\" ولا شيء آخر!!
وسنجد مئات الآلاف يقفون أمام أبواب المحاكم عراة تماما\" (سكن) يحملون في يدهم اليمنى بطانية يمسحون بها دموعهم وفي اليسرى عقود الإيجار المنتهية بعد أن يصبحوا فجأة من ساكني الشوارع الأعزاء بلا مأوى يسترهم لأنها بعد تطبيق القانون الجديد بكل بساطة.. (بطلت تفرق)!!
أنا شخصيا\" سأتضامن مع المقهور أعلاه وسأبدأ بنفسي مهددا\" جيراني بخلع ملابسي عند أي تكرار لفك أو تكسير أو سرقة (عوامات ومواسير المياه) من خزانات المياه الخاصة بي أو عند أي محاولة جديدة لرمي ولو بيضة فاسدة واحدة أمام منزلي.. يا حكومة.. (والله حرام عليكي).. وللحديث بقية!!
ayman_dolat@yahoo.com