بقلم:مهدي جرادات
بالأمس خرجت علينا قناة الجزيرة القطرية بخبر عاجل مفاده أنّ أبو العبس وافق على الإفراج عن نشطاء حركة حماس الّذين أضربوا عن الطعام مؤخراً في أحد سجون السلطة الفاسدة وبوساطة قطرية.وخرجت مؤشرات قوية في الشارع الفلسطيني مفادها بأنّ هذه الخطوة تفيد بأنّ حركة حماس عقدت صفقة مع حركة فتح لإنجاز ماتبقّى من خطوات مقبلة على مايجري في مسرحية مايسمّى \"الحوار الوطني الفلسطيني\" يعني بلا قافية أزلام مشعل وهنية وأزلام أبو العبس، وعندها أخذت أقرأ ردود أفعال نتيجة لهذه الخطوة وأستطلع توقعات الشارع الفلسطيني لها،وبينما كنت غارقاً بالقراءة لوسائل الإعلام التابعة لحركتي فتح وحماس أتابع هذا التطور،عندئذ بقيت أضحك حتّى إحمرّت عيناي بسبب ماذكر عن تلك المسألة وبالخصوص من التقارير التي تصدر عن ماتسمّى بالوكالات المستقلة والّتي معظمها تدار من عصابات سعيد أبو علي وماجد أبوفرج.
حيث كانت المفاجأة أنّني في كل أسبوع أخذت على عاتقي أن أقيّم تطورات الوضع الفلسطيني وهذه عادة أمارسها منذ بداية إنتفاضة الأقصى ومازلت حتّى هذا اليوم ، ولهذا توقعت حدوث تلك المصيبة وهي إعتقال أو إغتيال هؤلاء المساكين بعد مسرحية الإفراج تلك، فعلى الرّغم أنّني سهرت حتّى الساعة الخامسة فجراً لأعثر على ماتوقعت ،إلاّ أنّه للأسف لم تبث أي وكالة إخبارية نبأ تلك الجريمة إلاّ بعد ساعات من وقوعها،وكانت النتيجة إستشهاد الأب عمر سليم القواسمي والّذي يبلغ من العمر ستة وستون عاماً، ودائماً يخرج علينا الإعلام الصهيوني بعد كل جريمة ينفذّها بمبررات ولكن هذه الجريمة قالوا إنّها إغتيال بالخطأ، حيث المستهدف وائل البيطار الّذي يطارده الصّهاينة منذ فترة ليست بالبعيدة .وبعد معاينتي لإسم الشهيد ثبت لي أنّ إبن أخيه الإستشهادي محمود عمران القواسمي الّذي نفّذ عملية إستشهادية في حيفا الباسلة في (5/3/2003) ،وحقدهم الدّفين جاء اليوم للثأر من عمّه الشهيد عمر الّذي أعدمته وحدة خاصة صهيونية بدم بارد بتسع رصاصات غادرة وهو غارق في نومه.
إخواني إلى كلّ من قرأ هذا المقال ، إنّ إستشهاد عمر يصبح عدد من إستشهدوا من آل القواسمي إلى (15) شهيد وذلك خلال إنتفاضة الأقصى،فعشرة منهم ينتمون إلى حركة حماس والحادي عشر من حركة فتح،وكان آخر شهيد سقط لهذه العائلة المناضلة هو الشهيد أحمد عبد العفو القواسمي والّذي نفّذ عملية بئر السبع الإستشهادية بتاريخ 31/8/2005 مع أحد زملائه.
نحن نعلم أنّ حركة حماس تسيطر على الخليل ولديها أكبر نفوذ في هذه المدينة الباسلة،ولكن لايروق لسلطة أبو العبس ذلك حيث العالم يريد أن يقنعنا أنّ هذا يتماشى مع تصفية المقاومة الفلسطينية كما حدث في بقية المدن الفلسطينية، ولكن الحقيقة هي (أنّ سلطة أبو العبس تساعد على الإغتيالات من أجل راحة مستعمرات الخليل الغير آمنة وعلى رأسها مستعمرة كريات أربع التي خرّجت أعتى مجرمي الصّهيونية العالمية).ولصدق ما أقول لقد رأينا تلك السلطة تعمّم مؤخراً على مساجد الضفّة الغربية وعلى رأسها مساجد الخليل بمنع الإقامة والآذان عبر السمّاعات لأنّ جيراننا اليهود يشعرون بالإزعاج من صوت الآذان.وبعد هذه الجريمة أترك الميكرفون لكتائب عزّ الدّين القسّام لنعرف ماهو ردّها المزلزل على تلك الجريمة؟ وعلى مقياس كم ريختر سيكون ذلك الرّد؟..أنتظر بفارغ الصبر.لأنّ الأب عمر هذا بإغتياله البشع هذا سيكون رسالة لكم إذا كنتم لحقتم بركب إخوانكم أبناء مسيلمة وسجاح.فالرّد المزلزل يأتي بدون تهديد أو وعيد أومهاترات إعلامية ،وعلى بركة الله أقول:*ماذ أنت فاعل يا مشعل(حماس/دمشق)،وأنت يا هنية(حماس/غزّة) بعد هذه الجريمة وهذه الخيانة؟نحن نعلم أنّكم لن تفعلون شيئاً لأنّكم وأمثالكم الكثير أنتم الّذين أوصلتمونا إلى مانحن عليه،وعلى هذا الأساس لن تثأروا وسيكون ردّكم مزلزلاً بالإعلام فقط وهذه هوايتكم الّتي أنتم بارعون بها.وعلى هذا الأساس الأبرياء يموتون من وراء تنظيركم ولكن أنتم الّذين تحصدون مع أسيادكم.وإلى أبو العبس ميرزا أقول لك سيلعنك الشعب الفلسطيني برمّته ليلاً ونهاراً،فبالأمس وقف المنافقون في مجلس عزاء أخيك الكبير عطا يريدون أن يعزّوك واليوم سوية وبروح وطنية سنقف كوقفة شرفاء مع آل القواسمي لنقول لهم :صبراً يآل القواسمي فإنّ شهداؤكم بإذن الله في الجنّة.فرحم الله الشهيد عمر وصبّر أهله.والله لو هربت إلى القمر يا أبو العبس ستموت كما وقفت وراء موت شرفائنا ،فعند ئذ لن يكون ذنبنا حتّى ولو توسّطت معاك قطر.فأدعوك لأن تعدّ كتاب تحت عنوان:\" كيف تخون وطنك بدون معلّم\" ؟ ،وإلى أهل الخيانة الّذي أنت أحدهم يصدح شاعرنا قائلاً بحقك :
فلا نَصْر إلا بقرآنـنا
ولا عون إلا من المسلم
ولسنا بقواته نحتمي
ولا الشرق يعطي لنا فضلة
أيرجى العطاء من المعدم؟!
ولا حق يعطى بغير الرصاص
ولا خزي يمحى بغير الدم
متى تشرق الشمس فوق الدنا
ويجرى الضياء على النوّم؟!
فما عاش في القدس من خانها
ولا حظ فيــها لمستسلم
تعلق قلبــي بأطلالها
فصـارت نشيدًا على مبسم
وبيسان واللد في خافقي
وعكا وحيفا ويافا دمي
وإني لأشكو إليك الهوى
بحـبك يا غزة الهاشم
سقى الله أرضًا على شطها
يـثور الرضيع ولم يفطم
Email:jaradat_mehdi@yahoo.com