حين قرأت إحدى المقالات للأستاذ الكبير عاطف الكيلاني تفاجأت لشدة الغضب الذي امتلك الكاتب حينها واثأر المقال استغرابي وشغفي بمعرفة المقصود في المقال الذي كان يحمل العنوان ( عندما تتجسد الوقاحة وقلة الأدب في شكل إنسان ) ، وانتهى استغرابي حين بحثت عن اسم المعني بذلك فوجدت حالة مرضية متوغلة في الهوس لها تاريخها الأسود في كل شيء....
وبعد فترة من الزمن بدأت المصيبة التي أصابت الأستاذ عاطف تصيبني أنا، وبدأ السيلان الكبير للإيميلات والإعلانات والخطابات من هذا المهووس والتي لا يفهم منها سوى( أنا الزعيم ومن لا يعترف بي سأقرفه عيشته ).
في البداية كان يمتلكني الضحك من مضمون رسائله فأقوم بشطب الايميل ، ثم أصبح يصلني زخا يوميا من الرسائل ومن عدة عناوين وبتوقيع هذا ( الزعيم ) ... من الثورة الثقافية ومن عنوان آخر سأستعيض عنه مجازيا بـالعنوان التالي ( حجا رئيسا قادما لغواتيمالا( مثلا) ) وتارة أخرى من دكانه التي يعمل بها ،ومرة أخرى من الشبكة الخاصة التجارية المجهولة المعالم وبتوقيعه كمدير عام يعلن عن طلب مستثمرين قويين ( ممولين ) ومرة أخرى من عنوان آخر يعلن عن توفير عمالة من المريخ إذا طلبت ... وكلها يضع عليها جملته المشهورة ( جحا رئيسا قادما ل.... ) .
ارتفع معدل الرسائل إلى أكثر من أربعين رسالة يوميا لي فطلبت منه عدم إرسال أي ايميلات لي كما أني لا ارغب بالاشتراك في قيادة مجلس الأراكوزات ( الثورة كما اسماها ) ولا ارغب بالانتساب لحزبه الوهمي الالكتروني ،..... ولكن دون جدوى فلا مجال عند (الزعيم) وبدلا من رحمتنا من قرفه.... تفرغ للكتابة والشتائم على كل من يعترض على رؤية وتأمل صورته وحتى لو كان ذلك لأكثر من أربعين مرة باليوم وأرسل لي بأني (من مجموعة التنابل التي لم تؤمن به رئيسا قادما ل.....) .
اليوم وبعد أن حمدت الله انه يوم عطلة رسمية واني على الأقل لن أحس بالقرف اليومي من هذا الجاهل وإذ أفاجأ بايميل منه كتب فيه دعوى للانضمام (لمجلس قيادة الثورة الثقافية ...!!) ثم اتبعه بما يلي :
(يؤكد مجلس قيادة الثورة الثقافية بأنه يملك كافة الأسلحة الفكرية والثقافية والنفسية واللغوية والإعلامية للانتصار بالضربة القاضية على كل التماسيح والديناصورات والثعالب والأفاعي والعقارب وسيعيد البوصلة والاعتبار للشعب (×××× )( لن اذكر اسم الدولة لها لكي لا اجمعها مع كلام هذا النموذج السيئ).
إن مجلس قيادة الثورة الثقافية (×××× ) يعرفكم جميعا ويتحدث إليكم جميعا الآن، ولن يقبل بعد الانتصار أي تبرير لانهزام أو فمفمة منكم الآن!) .
إذا (الرئيس ) يهدد بأنه يعرفنا جميعا ولن يرحمنا لاحقا ولن يقبل رجائنا له بالعفو عنا بعد ( الانتصار ) إذا لم نؤمن به وننتسب إلى ما يسمى ( مجلس قيادة الثورة ...!! ).....مسكين هذا الذي بدّل اسم عائلته أيضا وانتحل اسما رنانا عسى أن يتم احترامه.
والآن ماذا نفعل ؟ وكيف لنا أن نقفل بوابات وشاشاتنا عن نتاج مراهقة هؤلاء الصبية ؟ وما هي الطريقة لكي نرتاح من المرضى بجنون العظمة ؟
أم هذا ما يحدث عندما يتعلم المجانين استعمال الانترنت ....!!!
جرير خلف