بقلم: شفيق الدويك - هيوستن
ذهبت ظهر هذا اليوم لإحضار إبن شقيقتي الكبير إبراهيم من مدرسته الثانوية، و في طريق العودة مررت على مدرسة شقيقه الأصغر عمر (عمره ثمانية أعوام ونصف) لإحضاره كذلك، ثم طلب مني إبراهيم أن أوصله الى البيت قبل أن أحضر شقيقهم الثالث سامي.
ذهبت أنا و عمر ، الذي أصر على الذهاب معي لكي يقابل صديقه ماركِس مارتن و يلهو معه قليلا ،لإحضار سامي ، و لزم الأمر الإنتظار داخل السيارة لمدة عشرين دقيقة.
أثناء فترة الإنتظار عثرت في السيارة على فطيرة مغلفة.
سألت عمر: \" هل مذاق هذه الفطيرة لذيذ ؟ \"
قال لي عمر بالأمريكية: \" قبل أن تأكلها يا خالي تأكد من صلاحيتها. دعني أقرأ لك تاريخ الصلاحية – إعتقادا منه أنني لا أتقن الإنجليزية ! \"
تبين لعمر بأن الفطيرة قديمة، و نصحني بل أصر على رميها في القمامة لأن طعمها سيكون سيئا من القضمة الأولى و سيلزمني الأمر غسل فمي، و أوضح لي بأنه يمكن تذوق الفطيرة فهي غير مؤذية من حيث المبدأ مثل بقية الأطعمة.
لقد تبين لي بأن لدى عمر الذي لم يكمل التاسعة من عمره ثقافة غذاء غير عادية، حينئذ قررت أن أكتب هذا المقال لكي أدعو أسرنا للإهتمام بمسألة توعية أبنائهم غذائيا، ما أمكنهم ذلك رغم أن الكثير من المواد الغذائية التي تباع عندنا تكون فاسدة !