مطلوب صوبة معطوبة
عذرا فيروز الرائعة.
فأنا أعرف تماما عندما أنشدت هذه الأغنية كانت لحبيب أو عاشق ولهان فقد أطربتنا لسنوات فأنت غنيت لكل الأجيال فمن منا لا يحب سماع صوتك الملائكي صباحا فصوتك يدوي بكل الإذاعات لغاية هذه الساعة.
فأنا اليوم أوجدت الكراهية بأغنية ما زال العاشقين يسمعونها ويرددونها فعذرا مرة أخرى.
فأنا يا سيدتي أحببت الصيف معك أيام ما كنا وكان أيام زمان أيام لم نكن ننظر لمؤشرات البورصة ولا لأسعار النفط العالمي فالصيف حنون فالماء حرارته مقبولة من خزانات الماء وليست بحاجة إلى تسخين وفي الحر أرطب جسدي ببخاخ ماء مع تشغيل المروحة وبمشي الحال والملابس بالصيف خفيفة نظيفة ومش بحاجة إلى عشرين ألف جاكيت وشمسية ولفحة وكبود.
أما شتاء هذا العام خير اللهم اجعله خير أتمنى المطر الوفير وبأن ينهمر على الجبال والأودية بغزارة.
وأتمنى بأن تستقر درجات الحرارة بفصل الشتاء هذا العام وأن لا نحتاج الى الكاز والديزل اللعين والله ما أنا طايق اسمه فخزان الديزل أصابه الصدأ وأذكر آخر مرة رأيت فيها الديزل كانت قبل خمس سنوات أيام ما كان الديزل ملؤه كامل بمائة وثلاثون دينار مع الإكرامية وهي سنة يتيمة قد انتقلت من بيتي السابق طمعاً بالتدفئة المركزية لأول مرة بحياتي وتمرنت عليها لأيام كيف تكون عملية التشغيل والصيانة وكنت سعيداً فظهري كان يؤلمني من سنوات مريرة من جراء حمل الكاز إلى الطابق الثالث ويا فرحة ما تمت فرحنا لسنة واحدة فقط ليصبح الديزل بعدها ثمنه مائتين وخمسة وأربعون دينارا فقلنا الله يستر من القادم وبتلك السنة ملأته إلى النصف وقنّنا الاستهلاك فما بالكم الأسعار هذا العام.الله يستر علينا.فهي تخطت حاجز الأربعمائة وخمسون ديناراً وربما أكثر ومن منا هذه الأيام العصيبة عنده القدرة لملئ نصفه الله المستعان،،،،،
وصرت أقول بعقلي يا ريتني ما تسرعت وبعت صوبة الكاز علاء الدين الحنونة اللي كانت بشوية كاز بدفينا إحنا والأولاد
ويتم تسخين بواقي الطعام البايت وتسخين المياه مع الاستمتاع بالنظر لزرقة شعلتها فأمضينا سنوات على نفس الفتيلة الرائعة فكانت أيام الشتاء أشد برودة من هذه الأيام والغريب أن الدفء كان أفضل من هذه الأيام،،،كم أتمنى تسخين بقية أكلة ملوخية أو بامية على تلك الصوبة ومجالسة أمي وأبي وأخوتي وشواء الكستناء والبلوط وخبز الطابون الذي لم نعد نشتم رائحته الطيبة في المنازل،،،والشاي بالمرمرية يصب بالستكينات الذهبية،،، ليت الزمان يعود يوماً واحداً فقط.
وين ألاقي صوبة علاء الدين السحرية لهذي الشتوية. ومفكر أبحبش على أغصان شجر ناشفة وبقايا ثياب بالية للمساعدة على الاحتراق السريع في حالة أخفوا مادة الكاز كالسنوات المنصرمة.
فالمحروقات في بلادنا تحرق وتلهب الأيدي والأهم من كل هذا وذاك الصدق عند البعض معدوم عند تعبئة المحروقات بالخزانات ففي كل المرات اطلب منه الصدق والأمانة وتعطيه الإكرامية قبل طلبها ويغشك عينك عينك ويريك العداد وفي الواقع كنت أعمل جاهدا على جلب المتر معي وأقيس الخزان قبل ملأه لعدم ثقتي به وخوفا من الله لأظلمه وفي كل المرات السابقة لم أحصل على ما أريد وأحيانا يتبخر الديزل من أول شهر وفي الواقع كان يتم خلطه بالماء أحيانا ويقنعوك بأنه من المصدر خفيف بزعمهم بأن النفط العراقي أثقل من النفط السعودي وبحكم قلة معرفتي بكل تلك التفاصيل أصدقهم للوهلة الأولى.
ولكن كل هذا ليس بالمفيد بكل مرة يطلبون مني الحبال لإيصال الخرطوم للطابق الثالث ويكون هذا بعد عناء ووعود من أيام ماضية وتقبيل يديه وأرجله من أجل مياه ساخنة وشوية دفئ يزول سريعا.
فما أن وصلت إلى دائرة مغلقة ليس بها مخرج ولا قعود قررت قذف مفتاح الخزان إلى بعيد بدون رجعة
وسأذهب إلى سقف السيل الأسبوع المقبل للبحث عن صوبة كاز علاء الدين القديمة المهرهرة وما بدي طول هال سيرة.
فالسنوات السابقة علمتني أن أكون أكثر واقعية واتزان ولكن هذا العام سيكون مختلفا عن بقية الأعوام
فقررت أن أعود للقرون الوسطي وأسرق شجرتين من الأحراش القريبة مني وأحطب للسنوات القادمة وأشتري لي أكم من حرام من العقبة وأتوكل على الكريم.وبدي اشتري كانون حطب وداخون وأخنق الأولاد والجيران بالروائح بجوز ساعتها اشتكوا علي وحطوني بالسجن هذه الشتوية وبكون ضربت عصفورين بحجر واحد وفرت الطعام والشراب ووفرت عناء شراء المحروقات والاصطفاف على الدور وبطلع بالصيف القادم بحسن السيرة والسلوك والخلق الحسن.
فتذكرت الآن أغنية للرائعة فيروز أيضا (تعا ولا تجي وأكزب علي الكزبة مش خطية) عذرا مرة أخرى سيدة فيروز
فأغنياتك تأتي على الوجع دائما فكم كنت أحب الشتاء سابقا لما فيه من شاعرية وهدوء مطلق فالناس بالشتاء قليلة الحراك ولا تكثر من الأزمات ولا يوجد مفرقعات ولا أعراس ولا زفّات ولا طخطخات ولا رشاشات ولا سهرات للصبحية ولا قرود بتلعب كرة قدم بالشارع ولا غبرة ولا إغلاق للشوارع لأعراس وجاهات ومغتربين وسياراتهم المزعجة ولا الخ الخ الخ
لا أعلم كيف سيكون هذا الشتاء بكل هذا العناء من شدة الغلاء للمرة التاسعة على التوالي يتم رفع المحروقات،،، كان الله بعونكم وعوننا.
والله ولي التوفيق.
الداعي بالخير
هاشم برجاق
الموقع الخاص بالكاتب هاشم برجاق
www.hashem.jordanforum.net