لدينا الكثير من المناسبات الاجتماعية التي نحي فيها الليالي الملاح وهي لا تعد ولا تحصى فكثيرا ما تشغل ايامنا احتفالات تفوق تصوراتنا وتخرج عن ما كنا نحلم فيه في حياتنا لنحقق أمانينا وبعد حتما سيكون الآعداد للآحتفالات وتطويع او تركيع الظروف لها لنعد لها ما يناسبها من أغاني وحفلات ماجنة تفوق الخيال فلنحتفل دوا انقطاع أو توقف لأن الزمن يمضي بنا وعقاربه لا تتوقف فكل شىء متوفر والأموال تغدق على القريب قبل البعيد طالما ان الأرصدة متوفرة والشعب مسترخي بأحلامه الوردية ,,
في ذكرى الميت لنا احتفال وفي ذكرى الصراع لنا احتفال وفي حصولنا على رخصة سواقة احتفال وفي التعيين احتفال وفي تحقيق النصر حتى على بني جلدتنا إحتفال في الولادة احتفال ويم التوجيهي إحتفال وعند التخرج من الجامعة للجلوس على قارعة الطريق إحتفال وفرحة فهذا يوم مجيئنا الى الدنيا وإن كان يوم شقاء للبعض ويوم سعادة وهناء ولا يتوقف عند هذه المناسبة فالفرحة تستمر والأهازيج والأغاني ترتفع والفرقعات تدوي بالسماء وكأننا قلبنا النهار غيوما من أغبرتها التي تخترق ((الأوزون )) الذي يتباكى عليه العالم من غير رحمة ,,, رغم أننا اخترقناه منذ عقود بكثرة المعكرات والمنغصات للطبيعة مع تصاعد العوادم والتي ما زالت حتى لو استخدمنا البنزين الخالي من الرصاص كما فرضوه علينا مع خصخصته ليعدلوا الميزانيات فلم تتعدل !!!..واصبحت الظروف تتبدل والحكومة علينا وعلى شعبها تتغول ,,, وشعب على ابوابها يتسول ,,, فاي تبدل واي تحول هذا ,, يا ذاك ..
الرصاص يأز ويخترق آذاننا والليل سماءه نجوما من كثرة تلك المفرقعات النارية التي لا تعرف التوقف فالنجاحات تتوالى والانتصارات تتعاظم على الأفراد كما أن الشعارات نطلقها من غير حسابات للوصول الى تلك الأهداف التي رسمت بدقة من حيث التوقيت والتنفيذ التي هي كثيرا ما نكون وهما نعيشة بينما نحن من نراوح مكاننا حيث تعظيم الأشياء وهي اصغر من الذرة التي تعبأ الكون التي نراها بعيوونا أكبر من حجم الكون نفسه بينما نحن واهمون على رؤيتها دون مكبر .
افراح نعيشها بعفوية وأخرى بسلطوية تفرض سطوتها علينا ورغما عنا . وأحلام نصيغها في مخيلاتنا بروية لتبقى الاحتفالات تزهوا والأفراح تعمر البلاد وتعلوا رايات المجد خفاقة وقلوب العباد تزخر بالتمجيد والمدح والخطب الرنانة (( فيها طابع الاخفاق يمتزج مع طبع النفاق )) التي اصبحت تعيشها مخيلاتنا كل لحظات حياتنا بينما نحلم بأننا نحقق النجاح .وعقارب الساعة يصعب توقيفها فهي مستمرة بالدوران رغما عن أنوفنا فحتما الوقت يضيع من بين ايدينا وعجلة الدوران لا تتوقف بينما نساعدها في عدم وضع العصي اثناء الدوران,,
فإما نحن طيبون أو ساذجون او منافقون أو تائهون ... او متملقون ,,, أو مختلون عقليا بحيث اصبحت تسكن في طبيعة جيناتنا الحياتية ..التي لا نعرف مكانا محددا نقف عليه فكل الأمكنة متاحة لنفاخر بها الدنيا ونقول اننا حققنا انجازا هنا أو انتصارات هناك فبنينا مجدا لا يدانيه أحد ,,
الرؤيا واضحة ومحددة والأهداف ضمن الخطط المقيدة ,,,, والنتائج المرجوة فوق العادة بمرتبة (( إمتياز )) كما هي شهاداتنا التي لا تقدم ولا تؤخر وكل الأقلام لتلك الخطط مؤيدة ومبجلة – ولذلك سنعد لها المناسبات ونقيم الأفراح والليالي الملاح ونتغنى بالأمجاد وبالحسب والنسبب وسلاسلات كسلالات (( الباندا .. )) خوفا من الانقراض ...سنطوف الشوارع بسياراتنا رغم غلاء البنزين ونحضر المطربين الذين حتما سيطلقون الحناجر كما هي الأعيرة وان شابها ما شباها من حوادث ويثيرون الزوبعات والأغبرة فهم قهروا الأعداء قبل الأصدقاء احتفاء بهذه النجاحات المتتالية .فنحن نطلق الزغاريد مع مرافقة اعذب الألحان من الأناشيد ونصفق للمجد الشامخ في عيوننا مع دبكات مرافقه تزلزل الأرض تحت الأقدام فيصحوا من تلك الزلزلة حتى النيام ,,
تلك هي أمانينا لا تتوقف وتبقى الأحلام تسكن عقولنا كما هي قلوبنا بينما الوقت يضيع والعمر يمضي ونحن واهمون بأننا نحقق نجاحات تلو نجاحات بينما نعيش الوهم بعينه بل احيانا عليه نقتات حتى الممات ,,, وسلمكم الله وسلم أعماركم ,,, ولنضىء شموع الأفراح بدل الأتراح ولنحتفل كل مساء وصباح فالعجلة مستمرة بدورانها ولا تعرف التوقف . وكل نصر وكل نجاح وأنتم بألف والوطن بألف خير . وما همنا أن البشر يعاني طالما تراب الوطن بخير , !!!! وما عليك سوى أن تبقى تنظر للكوب بنصفه المليان وإن كنت ضمآن فلتطيل النظر ولتخرج بنتيجة قد تكون لك برهان في حياتك مع أنها حالة اغفال للعقل ليقبل كل ما هو موجود دون مناقشة وعليك دفع الفواتير الشهرية لأثمان المياه رغم هطولها مجانا وضياعها قصدا أو بغير قصد لتصل الى الأعداء بل عليك أن تعيش حالة من إغفال العقل وتعطيلة اذا اردت الحياة يوما دون حساب ,,واذا ذاقت الأمور بوجهك فما عليك سوى أن ترفع صوتك قليلا وتغني (( على دلعونا - على دلعونا - والشيطان شاطر ابن الملعونا ))
أحمد سلطان دولات
dolat@yahoo.com