السياحة صناعة لا تنضب ولا تندثر

قام المهندس غوستان إيفل بتصميم برج إيفل في باريس وشارك في بنائه خمسون مهندسا وثلاثمائة عامل وانتهى العمل به سنة 1899م وبلغت تكلفة البرج حوالي مليون ونصف دولار واستمر بناءه ستة وعشرين شهرا هذا بإضافة إلى الإضاءة التي وضعت وعددها 20000 لمبة إضاءة . استغرب الناس في البداية من هذا العمل واعتبروه مضيعة للمال والجهد وعندما زاره في ا ليوم الأول 500 ألف مواطن أيقنوا انه معلم وطني يزوره اليوم ما يزيد على خمسة ملايين سائح .
ومن التجارب الإبداعية أيضا القرية الصينية الصغيرة والفقيرة التي اجتمع أهلها وأصروا على إن يجعلوا من قريتهم شي مميز واستطاعوا أن يجعلوها من أهم القرى الصينية السياحية رغم جهلهم وفقرهم وقلة إمكاناتهم إلا أنهم أصروا على أن يجعلوا قريتهم يسمع بها العالم وسميت بقرية الورود . والياباني الذي جعل من الجبال مركزا طبيا للعلاج الطبيعي والنفسي وهناك العديد من الأمثلة.
ولو قرأنا الأرقام لوجدنا فرنسا يدخلها تسعة وسبعون مليون سائح سنويا وايطاليا إحدى وأربعون مليون سائح وان دخل فرنسا من إيراد السياحة 543,3 مليار دولار سنويا ودخل تركيا مثلا 516,9 مليار سنويا فما هو دخل الأردن يا ترى ...؟
أن السياحة هي صناعة مرتبطة في الرغبة الإنسانية في المعرفة فهي صناعة العالم من العالم إلى العالم وهناك أنواع لسياحة منها الترفيهية الدينية العلاجية الثقافية البحرية والتسوق ....الخ و هذه جميعها متوفرة في الأردن فهل نستثمرها بشكل الصحيح .؟
من ناحية ثانية لماذا لا تطرح وزارة السياحة ودائرة الاستثمار مسابقات عن أفكار مثل فكرة إيفل أو فكرة القرويون الصينيون وتبنيها ودعمها حتى لو كانت هذه الأفكار من خارج الأردن . أن الأماكن السياحية التي تشجع الناس على القدوم إلى الأردن أو تحريك الناس من بيوتهم للذهاب إليها والتمتع بمنظرها أو لقضاء وقت الفراغ فيها . تزيد من فرص العمل واستقطاب المستثمرين .
أن السياحة من أهم القطاعات الاقتصادية لأنها لا تنضب ولا تندثر وتنمو عاما بعد عام رغم كل الإحداث . وزاد في نمو السياحة في هذا العصر وسائل الأعلام الحديثة والتقدم التكنولوجي والمحطات الفضائية . أن مسجد الملك الحسين بن طلال رحمة الله أصبح معلم من المعالم الأردنية التي يتوجه أليها الناس . وكانت الأسواق العالمية التي تقام في مرج الحمام والمهرجانات التي تقام في جرش والفحيص وغيرها في مناطق الوطن لها الأثر الكبير على السياحة الدولية والسياحة الداخلية .
ابراهيم القعير