أخذت تتفشى في مجتمعنا الأردني ظاهرة تشبه النساء بالرجال، وهي ظاهرة تسفر عن أوضاعٍ لا تحمد عقباها وتجلب شروراً تدفع بمجتمعنا المحافظ نحو كارثة تصيب المرأة تؤدي إلى خراب في القيم والأخلاق، لأن ذلك التشبه خلل في الفطرة السوية التي فطر الله النساء عليها، فالمرأة مفطورة على رقة المشاعر ورهافة الأحاسيس وضعف البنية الجسمية وحب النعومة والدلال، وخلافه مخالفة لكافة الأديان السماوية والأعراف والتقاليد الاجتماعية وانتكاس في الفطرة السليمة. فقد (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال) .
ومن مظاهر تشبه بعض النساء بالرجال، لبس الملابس الخاصة بهم أو تفصيل ملابس كملابس الرجال، واستخدام الأدوات والأشياء المعروفة أنها للرجال، وكثرة الخروج من المنزل بغير حاجة، ومزاحمة الرجال في الأسواق والأماكن العامة ورفع الأصوات معهم أو عليهم ومجادلتهم، وقص الشعر، وتقليد الرجال في المشية والحركة والخشونة في التعامل والأخلاق.
ويرجع تشبه النساء بالرجال إلى عددٍ من الأسباب أهمها: ضعف الإيمان والحياء: لأن الوقوع في مثل هذه المعصية ناتج عن نقص في الإيمان وضعف لمراقبة الله عز وجل، وليس عجباً ما نراه من منكرات الأخلاق، إذا علمنا أن رادع الحياء قد مات، فالذي لا يستحي -عادة- يصنع ما يشاء بلا حرج من أحد. ومن الأسباب عدم التربية السليمة، فالمرأة التي تعيش في ظل بيت تنعدم فيه التربية الصالحة ويسوده الانفتاح غير المنضبط معرضة لارتكاب المخالفات الشرعية ومعارضة القيم الاجتماعية. كما أن لوسائل الإعلام بمختلف أشكالها وأنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة من خلال ما تبثه وتنشره من أفكار -عبر برامجها- وما تعرضه من أنواع الملابس الفاضحة والمشابهة لملابس الرجل باسم الموضة والأزياء دوراً في إغراء المرأة وتشجيعها في التمرد على دينها ومبادئها السليمة وعلى رفض قوامة الرجل. ومن الأسباب كذلك شعور بعض النساء بالنقص النفسي وحبهن للفت الأنظار، فبعض النساء تشعر بالنقص ولسد ذلك النقص تفرض شخصيتها عن طريق التشبه بالرجال في اللبس والتصرفات. كما أن لضعف التحصيل الشرعي عند المرأة وحبها للتقليد والرفقة السيئة وكثرة حضور الحفلات -والمناسبات الكبيرة والمفتوحة دورٌ كبير في مخالفة الفطرة السوية.
ومن أهم وسائل العلاج لهذه المخالفة الشرعية والفطرية، تربية الفتيات على الالتزام بتعاليم الدين الحنيف، والمحافظة على العادات والتقاليد المجتمع، وتربيتهن على حب الرقة والنعومة والحياء، وعلى الاعتزاز بنفسها وجنسها ومكانتها كامرأة، وأن تسهم وسائل إعلامنا في معالجة هذه المخالفة بالبرامج التوعوية والتربوية وبعدم عرض البرامج التي تشجع الفتيات على ارتكاب تلك المخالفة. كما أن لاستشعار أفراد المجتمع بأن هذا منكرٌ يجب إنكاره تحقيقاً لقوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" دوراً مؤثراً في علاج هذه المخالفة ووقاية المجتمع من شرورها.
أخيراً قال الله تعالى (ولا تتمنوا مَا فضَّل الله به بعضكم على بعض للرجالِ نصيبٌ مِمَّا اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إنَّ اللهَ كانَ بكلِّ شيءٍ عليماً)
خـلـيـل فـائـق الـقـروم