أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. ارتفاع تدريجي على الحرارة أثناء النهار مع بقاء الأجواء باردة نسبياً هل باتت غزة قريبة من اتفاق لوقف إطلاق النار على غرار لبنان؟ رئيس الوزراء يوعز بتأمين مسكن للحاجة وضحى المحاميد: مشروع الناقل الوطني في مرحلة مفاوضات مع المناقص ونتوقع تنفيذه في منتصف العام2025 ماذا يعني إشعال المعارضة السورية جبهات القتال مع النظام؟ .. إليك المشهد كاملا النعيمات يطمئن الجماهير بعد خروجه مصاباً البيان المشترك للقمة الثلاثية الأردنية القبرصية اليونانية الرابعة في نيقوسيا أزمة سلاح وعتاد .. الوجه الآخر لقبول إسرائيل تسوية بلبنان سفيرة الأردن السابقة بواشنطن .. الآلة الإعلامية الإسرائيلية نجحت بإيصال معلومات مغلوطة برودة الطقس ترفع أسعار "دجاج النتافات" 20 قرشا للكيلو. الفايز من على طاولة أبو رمان والمعايطة : أناشد الاخوة في الخليج أن يكونوا سنداً للاردن طهبوب تمطر الحنيفات بـ 11 سؤالًا .. ! أمراء ورجالات دولة يؤمون حفل تأبين الرفاعي (صور وفيديو) الحكومة: نحترم استقلالية الإعلام الوطني وحقه في البحث عن المعلومة مرسوم مفاجئ لعباس حول "شغور" منصب رئيس السلطة .. ما وراءه؟ وفد أمني مصري يتوجه إلى الأراضي المحتلة المعارضة السورية المسلحة تسيطر على مناطق غرب حلب اميركا: الجيش اللبناني غير مجهز للانتشار من اليوم الأول حزب الله : أيدي مجاهدينا ستبقى على الزناد الجيش الإسرائيلي: ضربنا 12500 هدفا تابعا لحزب الله خلال الحرب
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الرئيس الرفاعي لم يدخل بعد معركة عض الأصابع

الرئيس الرفاعي لم يدخل بعد معركة عض الأصابع

10-01-2011 11:02 PM

عمر شاهين
ما يحدث ضد حكومة الرفاعي يثير الانتباه بالتعمق وراء ما يحدث، ويبدوا أنه سيناريو معقد ، كالعادة يظهر به المواطن الفقير في الأمام محركا دون أي يدري، مدعما من القوى المترفة بالبرجوازية تدعي أنها تنشط وراء تحريك الشارع لتحصيل حقوقه المعيشية، وهناك وراء القرميد يظهر أنه كالعادة صراع للنفوذ وآخر ما يخطر على بالهم، ذلك المواطن الذي يقف ابنه يرجف أمام \"الكازية\" وقد قطع مسافة طويلة لأجل تعبئة \"جلن كاز صغير \" أو كيلوا بندورة فيما يظل قفص الدجاج أو ثلاجة بيع اللحم مجمدة بعيدة عن طناجر الطعام لديه.
نفس القوى السياسية والإعلامية التي تواجه الرفاعي اليوم وتستنهض الشارع كانت صامتة أو مهادنة-لا اقصد قوى المعارضة الشعبية - في عهد حكومة الذهبي الذي رفع أسعار المحروقات، ولم يفتح أبواب الوزارات للتوظيف، ولم نشهد أي رفاه اقتصادي أو سياسي، سياسية لا تختلف نهائيا عن الرفاعي ، فكلاهما حاز على مجلس النواب، وسارا بنفس المنهج الاقتصادي والسياسي، الذهبي وفر له الباشا الشقيق حماية إعلامية نادرة، ووفر له من المواقع الالكترونية التابعة وكتاب الحضن الآمن من يروج له ويدافع عن خطواته ويخلق له نزاهة خرافية، أما الرفاعي فقد بدا بالإصلاح في الإعلام نفسه ، وإن كان قاسيا فقد فرض عليهم استقلالية –حسب رأيه-، وحاربهم بجفاء وقسوة غريبتان، ولم تسع أي مؤسسة تابعة للدولة لتغطية أخطائه فالرئيس لم يأبه بأحد وأحب العمل وحيداً ، مما أزعج كبار الحكم المحيطين به.
ليس ذنب الرفاعي أن ينال ثقة 111 أو حتى 120 فهذا ما يحاسب عليه النواب،وهم جاؤوا إلى مقاعدهم بعد عام واحد من حل المجلس السابق الذي حل على أساس مطالب شعبية وسياسية، ولا يمكن أن يحل هذا المجلس أيضا، لأجل رغبات شعبية أيضا، وطاقم الرئيس الوزاري ، هم من وزراء الشعب لم يحضروا من الخارج وجلهم من عشائر الوطن، وليسوا من وزراء الدجتال ولا الأنلوج، كما كان يطلب، أو حسب تقسيم أحد عباقرة السياسية الأردنية دولة عبد الرؤوف الروابدة.
العام الماضي الذي شهد تفردا كاملا في حكومة الرفاعي اظهر أن الرئيس الشاب يمتاز بشخصية قوية بشكل نادر جدا،تصل إلى درجة التهور ، وغير قريب لقلوب الشعب ، الذي ينظر الى ارثه العائلي بامتعاض كبير ، وعرف الرئيس بعناد كبير وانقلابه الغريب على معظم أصدقائه، وخشونته في قسم ظهر من يتحداه، ويبدوا انه لا يؤمن بأي قوى خارج الدوار الرابع، وحتى فحول حكومته السابقة ، كانت نهايتهم سريعة، وهذا يعد تهور وليس قوة نفوذ.
الديوان الملكي والمؤسسات الأمنية غير معنية في الرئيس غير المستعد لسماع النصائح، وقدمت للشعب والقوى السياسية ما طلبوه في حكومة الذهبي وهي حكومة ذات ولاية كاملة في الحكم، فالظاهر أن ما يجري يتم بشكل واضح وعلني، وقد قدمت للرئيس نصائح عديدة لم يأخذ بها، وما يحدث له الآن ليس من باب المكيدة ، بل نتاج حكمه، وحينما يعزل الرئيس القوى الحزبية والإعلامية، وحتى أصدقائه المقربين جدا له، فانه سيواجه الحرب وحيدا، ومن السهل أن يفشل في علاج الشارع وسط ظروف اقتصادية ليست صعبة بل قاهرة.
الرئيس لن ينظر لأي تخوف بما حدث يوم الجمعة 7/1/2011 عبر مظاهرة في لواء ذيبان وفي محافظة الكرك، فالرئيس سيقرأ ما حدث عبر ما وصله من تقارير وسيخرج بنتيجة أن الشاب محمد السنيد الذي فصل في عهد حكومة الرفاعي الأول من عمله ومن ترأسه لنقابة عمال المياومة حرك هذه المسيرة ، وهي تعبير طبيعي عن ظروف اقتصادية صعبة لا ينكرها الرئيس نفسه، وسيقرأ الرفاعي أن امتداد السنيد لن يتعدى سوى زملاء العمل النقابي والعمالي في باقي المحافظات .
ولن يجد الرفاعي أن ما حدث في الكرك أيضا في حفل تأبين الرئيس الراحل صدام حسين سيتعدى تحريك آخر للشارع، وذلك انه ضمن هدوء ، احد مدن الثورة وصاحبة هبة نيسان وهي مدينة معان ، التي ستحتاج لأشهر كي تتعافى مما حدث بها، وستدخل اليوم في سجال العفو عن أبناءها المعتقلين، فقد جاءت أحداث معان المؤسفة لتخدم الرئيس نفسه، وتحيد عنه أهم المدن المصعدة، وينظر الرفاعي أن هناك في الكرك معارضين له منذ بداية حكومته الأولى وانتشرت بعد خلافاته مع المتقاعدين العسكريين وزعماء مشروع نقابة المعلمين.
الرئيس ينظر بعين مطمئنة إلى ما يحدث ، فهو يدرك أن المدن الكبرى عمان والزرقاء واربد لن تتأثر امتداديا بما حدث ودعي له من تصعيد في الجمعة التالية، فالأردنيون من الأصول الفلسطينية لن يشاركوا بكل ما سيحدث، كما يرى الكثير منهم أن ما حدث في القويسمة لم يجلب أي تعاطف معهم حينما ضرب جماهير نادي يمثلهم، بل خرجت حملات كبيرة تؤيد سلطة الأمن والدرك، لذا سيكون لهم موقف مشابه، ولن يتحركوا مع أي حراك لأي مدينة أخرى بل قد يناصروا سطوة الأجهزة الأمنية ردا على ما حدث معهم، وقد أظهرت الانتخابات البرلمانية السابقة أنهم يراقبون بحياد وليس \"مطامعا\" بإصلاحات حكومية ، لن يكون لهم منها حصة كبيرة، وسيكون فقط للنقابين والنشاطين والإعلاميين منهم حضورا قليلا، وشمال المملكة الأكثر حظا في الحكومة الحالية وقد أشارات نسبة الثقة النيابية للحكومة أن نواب الشمال اعطوا جميعا الثقة للحكومة حتى النائب المعارض ناريمان الروسان .
حزبيا فيبدو أن حزب جبهة العمل الإسلامي ينظر من بعيد ، ولا يريد أن يدخل بهذه السجالات، فهو يوفر طاقته لما بعد إصلاحاتها الداخلية، ولا يريد أن يحرك الشارع، لغير مصالحه، وهذه فرصته ليثبت انه الأقوى ، كما أن الإخوان يريدون أن يراقبوا أي خلاف بين أي ردة فعل عشائرية وحكومية، بما أن ما حدث سمي بصراع عشائري وحكومي حتى لو كان مدعما بناشطين حزبيا وسياسيا. وهما خصمان لنفوذ الحزب في الساحة
حسب تتبعي للرئيس وحساباته الإدارية ، فانه لن يستنفر بما حدث، وما كتبته ليس وجهة نظري بل قراءتي للرئيس ومحاولتي لبناء فهم لحراكه السياسي ، وأي معارضة أو حراك يخرج من معارضة أو شارع يجب أن يكون مبنيا في الداخل ، والرئيس الذي ارتكن في حكومته الأولى على سياسي مخضرم وحازم وهو معالي نايف القاضي وعلى سياسي ومحرك إعلامي رجائي المعشر فهو اليوم يرتكز بقوى على معارضة غير منسجمة أولا وعلى مخضرمين بحجم قطبين عشائريين معالي سعد هايل السرور صاحب الثقل العشائري الكبير وكذلك رئيس مجلس النواب العقل السياسي الكبير الخبير في كل ما يدور ويدار فيصل الفايز، وكلاهما من رموز عشائر البادية الشمالية والوسطى، وهناك خبير في الجنوب الدكتور خالد الكركي، ووزير قريب جدا من القصر ومطلع جدا على رؤية ومطالب جلالة الملك وخبير في الإعلام والملف السياسي المحلي وحتى الأمني وهو معالي ايمن الصفدي، لذا ليس من السهل أن يقول أن هبة نيسان قريبة.
وكلن مع كل هذا فالشعب يتضور جوعا وغلاء المواد الأساسية والمحروقات أثقلت ظهره ، وحياته، وإن كان الجوع شعلة وثرة فلن يطفئها، ولننتبه آن الكثير من أعمال الشغب هي عبارة عن تفريغ كره من المواطن لحكومة يعتقد المواطن أنها سبب بلائه، وأوصلته الحال إلى ما هو الحال الى ما عليه. اللهم احفظ شعب الأردن ومستقبله وحاضره وابعد عنه الجوع والخوف والبغضاء. أمين يا رب العالمين.
Omar_shaheen78@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع