زاد الاردن الاخباري -
كتب : حازم الصياحين - يحاول رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي العودة للساحة مجددا والظهور والبروز امام الراي العام عبر اعادة تدوير نفسه ككاريزما سياسية مهتمة بحال الشعب واوجاعه والامه بالايماءات والتصريحات بين فترة واخرى كمتعاطف وقريب من الشارع والناس وربما ياتي كل ذلك كتمهيد وتوطئة لكي يلبي رغباته وطموحاته الجامحة بالرجوع مجددا للدوار الرابع عبر تلميع نفسه واظهار وجوده وهو ما تجلى بصورة واضحة بمنشوراته وتصريحاته الاخيرة .
وعلى ما يبدو ان الرفاعي يسعى جاهدا للعودة مرة اخرى للساحة السياسية ويسوق نفسه كشخصية وطنية مخضرمة ما يزال في جعبته كثيرا من الممكن ان يقدمه بالمرحلة المقبلة وفق ما تظهره تعليقات رئيس الوزراء الاسبق الرفاعي رغم الكثير من الانتقادات والاعتراضات التي سادت ابان فترة حكومته الاولى والثانية التي لاقت احتجاجات كبيرة على سياسات رفع الاسعار والمحروقات.
ولم ينس الاردنيين ان حكومة سمير الرفاعي الاولى واجهت كثير من الانتقادات وحالة من عدم الرضا في الاوساط الشعبية حيث تفاجا الشارع باقالتها على وقع احتجاجات شعبية وقد أعيد تكليف الرفاعي بتأليف حكومة جديدة ثانية لم يقدر لها أن تستمر أكثر من 45 يوما، إذ استقالت الحكومة مجددا بعد ان تكاثرت مظاهرات في الشارع تطالب بإسقاط وزارته حيث بادرت حكومة الرفاعي الثانية تحت ضغط إقتصادي برفع أسعار المحروقات بصورة مبالغ بها، قبل أن يتدخل الملك الأردني ويطالب حكومته بأن تعيد النظر في نسبة رفع الأسعار تخفيفا على الأردنيين وتلاها اقالة حكومته.
وعودة لما نشره الرفاعي فقد عبر رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي عن رفضه الشديد لوصف قانون العفو العام بأنه “مصالحة بين الدولة والمواطن”.
وقال الرفاعي في منشور له عبر فيسبوك تناول به رأيه حول العفو العام، إن الأصل، المواطن هو جزء من الدولة ولا يخاصمها؛ وبالتالي لا يقوم بالتصالح معها.
وأكد رفضه للغمز بأن المقصود هو المصالحة ما بين النظام والمواطن، مشيرا الى ان هذا كلام مرفوض جملة وتفصيلا، ومردود على صاحبه. فالنظام هو ضمانة المواطن، وهو من يحمي حقوقه ويدافع عنه، ويرعى مصالحه، وهو المظلة التي يتفيأ جميع الأردنيين ظلالها.
وبين الرفاعي في منشوره ان تطبيق مشروع قانون العفو العام يأتي على حساب سبعة مليون أردني ملتزم بالقانون.
وقال إنه يرى أن المبالغ التي سيتم إعفاء المتخلفين عن دفعها ستؤثر سلبا على خدمات حكومية؛ حيث أنها كانت مرصودة كإيرادات حكومية مقابل خدمات للمواطنين. فالأصل الإعفاء من غرامة التأخير وليس الإعفاء من الرسوم نفسها . ناهيكم عن المشاكل الأمنية والاجتماعية والقيمية التي سيسببها التوسع.
وتاليا ما كتبه الرفاعي:
أردت أن أستعرض هنا بإيجاز رأيي الشخصي حول مشروع قانون العفو العام، في التخفيف من التحديات والضغوطات التي تواجه المواطنين مع المحافظة على احترام سيادة القانون.
بداية، أود أن أتحدث بإيجاز، عن فلسفة العفو العام، والذي يأتي تطبيقه في بعض الدول بعد صراع داخلي أو انفتاح لمرحلة سياسية جديدة. والحمد لله لم نشهد في الأردن أي صراعات كالتي حدثت في المنطقة، وأيضا حققنا إنجازات كبيرة في مجال الإصلاح السياسي والتي كان من أبرزها التعديلات الدستورية.
من جهة أخرى، وكما نعلم جميعا فإن العفو العام يأتي لترسيخ مفاهيم التسامح والعفو ولتعزيز معاني الأمن الاجتماعي، وللتخفيف من التحديات والضغوطات التي تواجه المواطنين وإعطاء المحكومين ومرتكبي الجرائم فرصة لتصويب مسارهم وسلوكهم وتشجيعهم على استعادة دورهم الطبيعي وتحقيق اندماجهم الدائم في المجتمع، ولتحقيق التوازن بين حق المجتمع في إصلاح وتأهيل أفراد منه، وكفالة الحقوق الشخصية والمدنية للمتضررين من الجريمة، ولتخفيف المشكلات الاجتماعية الناجمة عن العقوبات السالبة للحرية، ولتعزيز مبدأ التصالح في القضايا الجنائية، وتشجيع المحكومين على تسديد التزاماتهم المترتبة عليهم.
جلالة الملك هو أب لجميع الأردنيين، وعميد هذه الأسرة الواحدة؛ وقد قام بتوجيه الحكومة لصياغة مشروع لقانون العفو العام مع احترام سيادة القانون وحقوق الناس. فكيف لنا أن نبرر قانونا يشمل جرائم لها علاقة بأرواح وأعراض وحقوق الناس والمجتمع! وقد كنت آمل أن لا تشمل الحكومة أي شخص استفاد من العفو في السابق وكرّر الإساءة أو الجرم مرة أخرى.
عدد الأشخاص المخالفين للقانون والمستفيدين من قانون العفو العام حسب تقديرات الحكومة ثمانية آلاف مواطن، وبعد التعديلات التي أقرها مجلس النواب الكريم تضاعف هذا الرقم وفق بعض التقديرات. ويأتي تطبيق مشروع قانون العفو العام على حساب سبعة مليون أردني ملتزم بالقانون.
وأرى أن المبالغ التي سيتم إعفاء المتخلفين عن دفعها ستؤثر سلبا على خدمات حكومية؛ حيث أنها كانت مرصودة كإيرادات حكومية مقابل خدمات للمواطنين. فالأصل الإعفاء من غرامة التأخير وليس الإعفاء من الرسوم نفسها . ناهيكم عن المشاكل الأمنية والاجتماعية والقيمية التي سيسببها التوسع.
وأؤكد على أهمية شمول الطلاب والغارمات وصغار المزارعين.
وأود أن أستعرض أبرز توصيات مجلس النواب بهذا الخصوص؛
– دراسة الديون المترتبة على الغارمات واتخاذ الخطوات اللازمة لسداد المبالغ المتحققة عليهن ولا تتجاوز ألفي دينار.
– العمل على تعديل نظام صندوق دعم الطالب الجامعي وتحويل قروض الطلبة الحاصلين على تميز إلى منح، وبالنسبة للطلبة الحاصلين على قروض واستحق سدادها، يتم تقسيطها بعد خمس سنوات من تاريخ تخرجهم من الجامعة ولمدة خمس سنوات أو حصولهم على وظيفة أيهما أقرب وان يتم إيقاف الاقتطاعات الحالية على تلك القروض.
– إعفاء صغار المزارعين الحاصلين على قروض لا تزيد على عشرة آلاف دينار من فوائد القروض المترتبة عليها مع إعادة جدولة هذه القروض وشطب الفوائد عنها.
وهناك نقطة مهمة يجب أن لا نغفل عنها، وهي أن التنازل عن الحق الشخصي، الذي يؤدي إلى العفو أو تقليص مدة العقاب، يحدث في كثير من الأحيان تحت الإكراه أو الضغوطات الاجتماعية، مما قد يؤدي إلى المزيد من المشاكل في المستقبل.
وفي الختام، أسجل رفضي الشديد لوصف قانون العفو العام بأنه “مصالحة بين الدولة والمواطن”؛ فالأصل، إن المواطن هو جزء من الدولة ولا يخاصمها؛ وبالتالي لا يقوم بالتصالح معها. أما لمن يغمز بأن المقصود هو المصالحة ما بين النظام والمواطن؛ فهذا كلام مرفوض جملة وتفصيلا، ومردود على صاحبه. فالنظام هو ضمانة المواطن، وهو من يحمي حقوقه ويدافع عنه، ويرعى مصالحه، وهو المظلة التي يتفيأ جميع الأردنيين ظلالها.
وعلّق ايضا رئيس الوزراء الأسبق، العين سمير الرفاعي، قبل يومين على شمول مخالفات السير بالعفو العام.
وقال الرفاعي في تغريدة له على “تويتر”، “أنا شخصيا اعتقد بأن سيادة واحترام القانون لا يأتي من خلال مكافأة الذين يخرقون القانون”.
وأضاف الرفاعي، “وبالنهاية هذه الإعفاءات تأتي على حساب كل مواطن بالأخص الملتزمين”.
وحول ملاحظات بعض النشطاء على تعديلات النواب على قانون العفو العام ، أكد رئيس الوزراء الأسبق، أنه “لا يجب مكافاة المخالف على حساب الملتزم”.