مهجة القلب انت يا أردن

يوم الجمعه القادم وكما تناقلته وكالات الأنباء هناك تحضير لمسيرات شعبيه للتعبير عن الأستياء من الأحوال المعيشيه الصعبه التي يعاني منها غالبية الشعب الأردني كذلك للتعبير عن استيائهم من الآداء الغير مقبول للحكومه الحاليه , وهنا اوجه ندائي الى الشعب الأردني كافه ان تكونوا مدافعين عن الأردن وعن الوطن حيث هو امانه في اعناقكم وأن تكون لغة الحوار هي المسيطره على ضمائركم .


نعم كونوا مدافعين عن الأردن الذي اطعمنا من جوع وآمننا من خوف هذا البلد الذي احتوى آبائنا واجدادنا وتلذذنا فيه بطعم الحريه والشعور بأنسانيتنا ووجودنا كبشر , فقد ذقنا مرارة الأغتراب وكنا مثل الأيتام على مائدة اللئام وكنا نجتهد ونوصل الليل بالنهار وكانت تحويشة العمر مجبولة بالدم والعرق و دائما كان حلم العوده الى الوطن الذي تركنا فيه الأهل والعشيره والأحباب وماضي طفولتنا المملوئه بدفئ حنان الأم ورجولة الأب الذي كان يوصل الليل بالنهار من أجل تأمين حياة حرة كريمه , وعلى فكره المرحوم والدي كان جنديا في الجيش العربي وكان دائم الفخر بأنه يحمل شرف الجنديه وكان يتلذذ ليلة ذهابه للدوام في توزيع مهام على افراد الأسره حيث كان البسطار وتنظيفه بالكيوي من نصيبي اما القايش والطماقات فكانت من نصيب الوالده بعد ان تكون اتمت اعمالها اليوميه المعتاده , اما القطع النحاسية الأخرى فكانت من اختصاص الوالد رحمه الله وخصوصا انها كانت تحتوي على شعار الجيش العربي فكان يحرص هو شخصيا على تلميعه بالبراصو , وصدقوني ان منظر والدي عندما يتهيأ للذهاب الى المعسكر في الصباح الباكر لا تفارق ذهني حتى اللحظة ذلك المنظر الذي يوحي بالرهبه والهيبة على الرغم من مرور عشرات السنين . هكذا تعلمنا حب الوطن وعشقناه وتعلمنا كيفية الأنتماء الية , ماذا دهانا اليوم نحن الأردنيين الكل يكره الكل وكل منا متربص في الأخر وكانني اشعر ان كل فرد او مجموعه او حزب او عشيره او .. او... او... يريد ان يكون الأردن له وحده فهذا مع الأنتخابات وذاك ضد الأنتخابات وهذا مع الحكومة وذاك ضد الحكومه متناسين ان هناك وطن يجب ان يحترم وان هناك انجازات منذ تأسيس الدوله يجب المحافظه عليها وأن هذا الوطن الذي يحتوينا ليس لنا خيار غيره وانه امانه في اعناقنا وبأرواحنا يجب ان نفتديه , ماذا دهانا نحن الشعب الأردني نضرب بعرض الحائط بكل القوانين التي وضعت لحمايتنا متمسكين بعادات سيئه وكريهه وهي تجاهل لغة الحوار وأحترام الرأي والرأي الآخر نعم هناك حكومه يوجد على آدائها مليون علامة استفهام ولكن وبنفس الوقت أليست حائزه على ثقة ال 111 نائب انتم الشعب الذين اخترتوهم وأوصلتوهم الى قبة البرلمان ... كل التحيه لجيشنا العربي الباسل وأجهزتنا الأمنيه المختلفه والحريصه هي ايضا على منجزاتنا وما تحقق على ارض الواقع من مكتسبات نحن بأمس الحاجه اليها ودفعنا ثمنها غاليا , نعم الدستور كفل لنا حرية التعبير وأبداء الرأي ولكن دعونا نكون حضاريين ولننبذ من بين ظهرانينا كل حاقد وكل من تسول له نفسه الأعتداء على حقوق الغير وممتلكات الدوله فجلالة الملك هو خير من يستمع لكم وهو الأقرب اليكم ... افيقوا ايها الشعب فوطننا اليوم بحاجه ماسه لأبنائه الشرفاء المخلصين الذين ينكرون الذات من اجل حمايته اما اصحاب الأجندات الخاصه صدقوني سوف ينبذهم الوطن لأن هذا الوطن طيب لا يقبل الا الطيب
وليد المزرعاوي ... wmezrawi@yahoo.com