زاد الاردن الاخباري -
تتجاهل الحكومة حتى الان كل المؤشرات السلبية التي تتحدث عن ظاهرة الفرار الجماعي للاردنيين الى الخارج وتحديدا الى تركيا.
اخر تجليات هذه الظاهرة المقلقة هي اعلان رئيس جمعية المخترعين الاردنيين فايز ضمرة هجرته الى تركيا ووضع خبراته في تصرفها بسبب استشراء الفساد في البلاد على حد تعبيره.
قبلها بايام كان الكاتب الصحفي في جريدة الغد الزميل ماهر ابو طير يتحدث عن هروب عائلي من الاردن الى تركيا ، متهما الحكومات المتعاقبة بالتعامي عن ظاهرة خروج الاموال قبل العقول الى تركيا وبشكل عائلي بعد ان اقتصرت الظاهرة في وقت سابق على خروج رب الاسرة فقط.
لا يبدو ان الحكومة مكترثة حيال الامر ولا يبدو ايضا انها ترى في الامر اي مكمن للقلق ، لكن اخرين يرون انها مؤشر على حالة جماعية من النفور النفسي والاقتصادي بما يعني ضمنيا تسريب الكفاءات الاردنية للخارج على نحو مضر اجتماعيا واقتصاديا.
لا نخفي سرا حينما نقول ان السياسة الاقتصادية فضلا عن الاجواء السياسية وتراجع الحريات جميعها اسباب دفعت الاردنيين للهجرة سواء الى تركيا او الى غيرها ، وهو ما يتضح من خلال احصائيات تتحدث عن 90 الف طلب فيزا للسفارة الامريكية العام المنصرم فضلا عن طلبات الهجرة بالقرعة.
احدى تجليات الهجرة الجماعية التي يخشاها مراقبون اقتصاديون هو كساد سوق العقارات، وتحويلات راي المال بشكل ملفت وكبير من البنوك الاردنية الى بنوك خارجية بشكل يضر كثيرا خزينة الدولة.
وتتحدث ارقام غير رسمية عن شراء الاردنيين لعشرات الالاف من الشقق في تركيا، فضلا عن فتح مشاريع استثمارية وتجارية هناك ، فهل يكفي كل ذلك لتدق الحكومة ناقوس الخطر؟.
وكيف تبحث الحكومة عن جلب الاستثمار الخارجي اذا كان المستثمر المحلي يفكر بالهرب من الغلاء وارتفاع التكاليف والبيروقراطية المقيتة؟.
وهنا يتندر الاردنيون مرة اخرى على واقعهم المرير ولا يملكون الا النكتة لشرح معاناتهم حيث يتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي نكتة تقول ان على اخر اردني يغادر البلاد الى تركيا ان يقوم باطفاء الانوار خلفه.