محمود عبد اللطيف قيسي
ما أن يخسرالإحتلال الإسرائيلي أوراقه التي بنى أسسه عليها ، وتسقط عنه أوراق الغش والتدليس والخداع التي قامت دولته على أسسها على حساب الحقوق والأراضي االفلسطينية ، بسبب المواقف الفلسطينية الجديدة التي مزجت بنجاح بين كافة إشكال المقاومة ، ودرة نجاحها في هذه المرحلة الحاسمة ، المواقف السياسية الجديدة لكافة دول العالم لصالح قضية فلسطين ، التي ترجمها وحققها قوة الإتصال والحراك السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) ، حتى تسارع قوى البغي والعدوان الجديدة باللسان والثوب العربي للهجوم على الموقف والحق الفلسطيني ، والتي اعترف الببيي نتنياهو أنه يحركها عند الطلب للهجوم على الشعب والقيادة الفلسطينية ، بهدف الإساءة للرئيس الفلسطيني بهدف إرباك هجومه السياسي على دولة إسرائيل الإرهابية والتي فقدت الكثير من معاييرها الوجودية ، بعدما سقط عنها ورق التوت البري الذي غطى عورتها لسنوات طوال عجاف ميزها بأنها من أرخص وأحقر أنواع الاحتلالات التي تتعرض لها الشعوب ، وبعدما باتت مسألة تحرر الشعب الفلسطيني ومسألة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مسألة وقت .
ففي أحدى تسريبات ويكي ليكس الشهيرة الجديدة والتب كشفت على لسان البيبي نتن ياهو ، ( أنّ جميع القوىوالأطراف داخل فلسطين وخارجها والتي استعان بها للإساءة للرئيس الفلسطيني قد فشلت في مهماتها ) ، فالطرف الأول الذي استعان به وكما قال كانت ( حركة حماس ) ، فحماس بعد تنفيذ انقلابها في غزة وحفظها الأمن الحدود الإسرائيلية وضبطها ما سميت لحظة الإنقلاب وما قبلها بالمقاومة ، طلب منها إسرائيليا تنفيذ إنقلابها الثاني في الضفة الغربية قبل شهر سبتمبر من العام 2010م ، وهو ما أكده أكثر من ناطق إعلامي لحماس هددوا بإسقاط سلطة رام الله بعد أن جددت حماس الهدنة مع إسرائيل لأجل غير مسمى ، وأكده اجتماع قيادات جماعة الإخوان وحماس في قطر مؤخرا والذي التأم للبحث في نقطة واحدة وهي كيفية السيطرة على الضفة الغربية وإسقاط السلطة الوطنية الفلسطينية ، ولإيجاد مرجعية جديدة بدل منظمة التحرير الفلسطينية .
والطرف الثاني الذي إستعان به النتن ياهو وكما قال هم شلة الفسق والمجون من بين الفلسطينيين أنفسهم ، اللذين ولتلقيهم الأوامر وأموال الدعم الإسرائيلية شحدوا ألسنتهم وتجهزوا لخلق مرحلة إنشقاقية جديدة أبطالها رموز خائبة كانت أو التسقت بحركة فتح ، فشكلت جبهات الإنقاذ وخلافه ، لإنقاذ إسرائيل من الحبل الدولي الذي التف حبل عنق دولتها الكيان العنصرية ، وما يؤكده هو فسقهم الدعائي وفجورهم الأخلاقي وسمومهم القذرة التي كلها ضد الشعب والقيادة الفلسطينية ، وتحديدا ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يحارب الفساد والمفسدين ، ويرفض إعطاء أموال من غير حق تحت عنوان مساعدات ، وبرفض صرق رتب على غير أسس وواجبات ، ويرفض صرف رواتب لمرتزقين يظنون أنهم عاملين ، مع ملاحظة أنّ كافة بياناتهم التضليلية لا يحمل أي ذكر لإسرائيل وجرائمها .
والطرف الثالث الذي انضم لبوتقة الكبراء الضالين المضلين ، هم مجموعة من سماسرة الرأي وكُتاب المناسف والهمبرغر العرب في بعض الجرائد التي تُعنون بالقدس أو معالمها أو التي تنشر وتوزع قرب القدس أو في أكنافها ، والتي ارتضى أصحابها وكتابها بفضل تآمرهم مع الإسرائيلي أن تبقى كما كانت أو تتحول إلى جرائد صفراء هدامة ، فهم شحدوا ألسنتهم وبروا أقلامهم الرخيصة ونفذوا الأوامر الصهيونية ، فأصبحت كل مقالاتهم والأعمدة التي أعتاد بعضهم ترصيعها بخزعبلاتهم تفيض بالسوء والافتراء ضد السلطة الوطنية الفلسطينية التي أزهقت روح إسرائيل العدوانية قبل أرواحهم الخبثة ، وهي الأقلام الملعونة التي كانت بالأمس القريب تُخوّن النضال الفلسطيني وتحرض على اجتثاثه ، واليوم تحت عنوان المقاومة الكلامية التي أحسنوا التصاقهم بها ، باتوا يمجدون من يرعى الاحتلال ويضمن أمنه في غزة .
وأما الطرف الرابع الذي وضع علمه الديني في خدمة إسرائيل وأهدافها فهو الحبيب القرضاوي الذي أفتى بعدم جواز زيارة القدس والأقصى على المسلمين ، بهدف منعهم من الالتفات للسرقات اليهودية لمعالم القدس وتاريخها وأرضها وبيوتاتها والتي لا تجد من أموال القرضاوي وأموال من يتقدمهم إلى الحساب الشديد يوم الاقيامة ما يسعفها وينقظها من براثن وخطط الاحتلال ، مع علم القدس وعلم كل سكان الأرض أن تكلفة ملعب واحد من ملاعب قطر الرياضية التي يمجدها القرضاوي ويعتاش على فتاتها تكفي لإنقاذ القدس من عمليات تهويدها ، وهو الذي ربما يكون أفتى بعدم جواز جعلها عاصمة للدولة الفلسطينية ، وهو الذي أفتى أخيرا بأن شهداء فلسطين الأبرار بأنهم ( فطايس ) من أهل النار ، أما شهداء حماس اللذين يقضوا في الضفة لمرض أصابهم أو لسقوط ورقتهم لانتهاء أجلهم هم فقط الشهداء أهل الجنة ما داموا تحت ظل السلطة الوطنية الفلسطينية ، فمن أفتى بذلك ومن أفتى بجواز لقاء اليود في اللقاء الديني العالمي وبحرمة لقاء أهل الرباط في القدس والمدائن الفلسطينية ، لا يمكن له أن يكون تلقى التعاليم الإلهية من الله الواحد القهار نصير الضعفاء والمظلومين وهالك الجبابرة المعتدين ، ولاننا نعرف رسولنا ونؤمن به وبرسالته وهو القائل ( لا رسول بعدي ) ، ولاننا نعرف أنّ إفتاءاته الحاقده ضد شعب فلسطين وضد قيادته هي من تعاليم البييبي نتنن ياهو وبرتوكولات حكماء صهيون وحاخامات إسرائيل ، نعرف أنها جاءت ضد مصلحة شعب وقضية غلسطين الأمة العربية والإسلامية فلذلك هي مرفوضة ، ومن أفتى بحرمة تفجير تمثال بوذا لأنه أزعج أمريكا وبوجوب تهديم أركان السلطة الوطنية الفلسطينية لأنها تزعج إسرائيل ، لا يمكن له أن يكون تلقى تعاليمه من ديننا الاسلامي الحنيف أو يعمل لمصلحة فلسطيننا وقدسنا وأقصانا .
Alqaisi_jothor2000@yahoo.com