بقلم: شفيق الدويك - هيوستن
السعادة في الحياة شأن نسبي بالنسبة لغالبية الناس، و من الممكن أو السهل الحصول عليها إذا ما أخذ الواحد منا قرارا حكيما و حرق من خلاله تاريخ وتفاصيل السيئ من حياته أو فرمه، و سيطر على عقله مفهوم الحكمة من وجوده في الحياة أي وجوب إنتقاله الى العالم العلوي حيث رضا الخالق من العالم السفلي حيث الحياة الدنيا القصيرة الزائلة لا محالة.
السعادة الحقيقية، سواء البدنية أو النفسية لا تصنعها الأرصدة المصرفية و المناصب و المراكز و المعارف من أصحاب صنع القرار و الجاه و القصور و السيارات الفخمة و العطور الساحرة و الوصول الى كل بقاع الأرض، لأن الحياة الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
و الشقاء الحقيقي، سواء البدني أو النفسي لا يصنعه سوى السعي المتواصل، بتذمر و دون حمد و شكر لله و قناعة بالنصيب من رزق الله، للحصول على المزيد من نعم الله و آلائه و بصورة لا متناهية.
إن من أجمل ما في الحياة الدنيا، بالإضافة الى أمور أخرى عديدة، تناقضاتها و التفاوتات الموجودة فيها، و في ذلك حكمة ربانية، و لحظة منطق أو حكمة و وقفة صدق مع النفس أو أخذ قرار يسعد الآخرين و يفرّج كربهم.
السعادة حالة من رضا النفس على صاحب النفس، و التي تتأتى دائما نتيجة سلوك يرضي الله و الطرف المقابل و صاحب السلوك.
إن التفكير في صعود السلم، مثلما صعده الآخرون الذين لا نعرف الكثير عنهم و عن كيفية الحصول على ثرواتهم يقودنا الى أولى عتبات الشقاء الإنساني الأليم.
تتراكم خلف معظم إبتسامات من نقابلهم، بشكل عامودي، طبقات من الجحيم لا نعرف عنه إلاّ النذر اليسير في بعض الأحيان أي ليس دائما بسبب نمط التفكير الدنيوي.
لقد عفت العمل في مؤسسات الآخرين منذ بداية حياتي العملية، حيث كان العمل يخطف مني جزءا لا يستهان به من سعادتي كشاب. و عندما قررت الترجل بإرادتي إعتقد بعض الناس أن تلك هزيمة، في حين كانت حقيقة الأمر بالنسبة إليّ ، و هذا هو المهم، أن آن أوان الإنتصار على النفس بشكل كامل، وقطف ثمار من السعادة الحقيقية.
عودوا الى رشدكم، ثم الى ربكم و اضمنوا مستقبلكم عنده، و فكروا في أوضاع أرحامكم و جيرانكم الحاليين و القدامى و موظفيكم ! و أولئك الذين ينامون و فرائصهم ترتعد من الخوف أو البرد أو الجوع قبل إتخاذكم قرار شراء منتجات بالي و إيف سان لوران أو كالفن كلاين و غيرها و الإنتقال الى منصب آخر أعلى.
قصة أعجبتني ضمن مناسبة هذا المقال. تزوج الخليفة معاوية من ميسون البجلية، و كانت بديعة في جمالها، فأسكنها القصر منعمة مكرمة، و لكنها إشتاقت الى حياتها في البادية فانشدت تقول: لبيت تخفق الأرياح فيه أحب إلي من قصر منيف، ولبس عباءة و تقر عيني أحب إلي من لبس الشفوف، و أكل كسيرة من كسر بيتي أحب إلي من اكل الرغيف، و أصوات الرياح بكل فج أحب إلي من نقر الدفوف، و كلب ينبح الطراق دوني أحب إلي من قط اليف، و خرق من بني عمي نحيف احب إلي من علج عنوف، خشونة عيشي في البدو اشهى إلى نفسي من العيش الظريف، فما ابغي سوى وطني بديلا فحسبي ذاك من وطن شريف.
و نقل أن معاوية قد سمعها و هي تنشد فطلّقها ثلاثا shafiqtdweik@yahoo.com