لم يدر في خلد البائع المتجول على عرباية خضره وفواكه ابن ال 26 عاما محمد البوعزيزي ان يجبر الدكتاتور رئيس الدوله أن يغادر البلاد بعد موت ذلك الشاب الذي حرق نفسه احتجاجا والذي فجّر حركة احتجاجيه اجتماعيه في ولاية سيدي بو زيد الواقعه في وسط غرب تونس وتبعد عن العاصمه 260 كم بعد ان استفحل الجوع والفقر والظلم بين الناس ولم تستغرق تلك الحركة اكثر من شهر حتى اتت أوكلها وهذه نهاية كل ظالم مغرور لا يسمع آنّات شعبه ولا يحسّ بجوعهم .
ها قد استجاب القدر للشاعر التونسي ابو القاسم الشابي وللشعب التونسي الذي اراد الحياة وأعطى من شبابه العشرات شهداء للحرية الحمراء الذي دُقّ بآيادي مدرّجة بالدم لأن المطالبه بالحريه هي للضعفاء اما الاحرار فهم يصنعون الحرية بالدم وبمواجهة الرصاص بعيدا عن الخوف .
فكما قام بن علي عندما كان موظفا على سيدًه المناضل الحبيب بورقيبه قبل اكثر من عقدين من الزمن ها قد جاء مواطن بسيط ضاقت به الدنيا ذرعا واشتد عليه ضنكها ليطرده من البلاد بعدان هبّ الشرفاء والشجعان من المواطنين ليتوحدوا ويطالبوا الرئيس بالرحيل .
إن الحركه الإجتماعيه التونسيه وقد نجحت في مسعاها لتعطي انطباعا للشعوب العربيه ان هناك قوة كامنه لدى هذه الشعوب لو تحركت تلك القوة لا يستطيع اعتى القادة مواجهتها إن كانت خالصة لمصلحة الشعب.
اعتقد ان تلك الحركة قد تحسًن صورة الشعوب العربيه امام الرأي العام العالمي وقد يبدأ قادة الدول الكبرى وخاصة امريكا يشعرون ان الشعوب العربيه اضمن لها من قادتها إن صدقت معها .
كما انها تعطي شعورا لدى قادة العرب والمسؤولين في الحكومات العربيه بأن يضعوا البدائل واسوأ الإحتمالات وأن لا يستهينوا بتململ شعوبهم إذا شعروا بالجوع والفقر والبطاله والظلم وعدم المساواة ولأن الجوع كافر فالجائع ممكن ان يكون متمردا والمتمرد ممكن ان يتحول الى مارد لا يشعر ان هناك من هو اقوى أو اطول منه .
وستعطي هذه الحركه القوه للشعوب العربيه في المطالبه بحقوقها وحريتها وطرد الفاسدين من بينهم .
بورك فيكم يا اهل تونس الخضراء وبوركت حركتكم ورحم الله شهداؤكم وشفى الله جرحاكم .
المهندس احمد محمود سعيد
دبي -15/1/2011