حسان علي عبندة
ليتذكر السادة الأبطال المسؤولين أحاديثهم قبل عامين عندما ضربت الأزمة العالمية دول العالم قالوا حينها \"اقتصاد الاردن لم يتأثر بالأزمة العالمية\"، واليوم نفس الابطال يحاولون رمي البلاء إلى أتون الأزمة العالمية بتصريحاتهم \"تخفيض الأسعار للتخفيف من حدة تأثير الأزمة العالمية على المواطن\".
تناقض غريب عجيب هذا الذي يتساقط في مرمى الشعب، هدفاً وراء هدف واحتقان وراء احتقان.
قبل يومين بث التلفزيون لقاءاً مع أحد طلبة الثانوية العامة في منطقتنا، أثنى الطالب على جو القاعة والامتحان، سمعت بعدها أنه لم يرضى عن نفسه في الامتحان، والسبب أنهم أجروا اللقاء معه قبل الامتحان وطلبوا منه أن يقول كذا وكذا !
قبل سنين طويلة قال مذيع برنامج عام للضيف \"أنا وأنت نعرف الحقيقة ولكن الملايين لا يعرفونها\"، نظرية هؤلاء المتوارثه في معرفة الحقيقة وإخفائها باتت مكشوفة للجميع، وغدا المواطن يعرف الحقيقة دون أن يسمعها من أحد الثقات.
هذه الحكايات البسيطة في إخفاء الحقيقة وتحريفها لها تأثير بالغ السوء على المواطن، كما أنها تنسحب على معظم الاحداث التي مرت وتمر بها بلادنا، مثلاً قانون الضمان الاجتماعي الجديد ظاهره في مصلحة المواطن والحقيقة أنه معاكس تماماً لمصلحة المشتركين.
إزالة الاحتقان لا يحتاج إلى عصا سحرية، بل مكاشفة وشفافية وصدق وإخلاص في العمل وناطق إعلامي لا يذكر سوى الحقيقة.
على الحكومة أن تبدأ من الآن بخطوات عملية لإزالة الاحتقان العام، وأول ما عليها فعله هو نشر آخر اتفاقية لتوريد النفط ، بضمنها كل ما يتعلق بعملية الشراء من مفاوضات وأسعار وأجور نقل من الألف الى الياء.
هذه المكاشفة لو تمت سيكون لها مفعول السحر على المواطنين في بناء رصيد جديد للحكومة عند المواطن.
سنبقى دائماً وأبداً مع الوطن الذي أثخنتوه جراحاً وما زال يحتضنكم.
Hassan_abanda@yahoo.com