أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
عيادة متنقلة لخدمة اللاجئين الفلسطينيين بالزرقاء مفتي الاردن : التدخين حرام استخداما وبيعا وصناعة مسؤول أميركي: الكابينيت سيصادق الثلاثاء اتفاق وقف النار بلبنان ميسي يتجه لصناعة دراجات فاخرة .. تعرف على قيمتها إطلاق مشروع المراجعة الشاملة لإدارة الأدوية الاحتلال يزعم احباط تهريب أسلحة من الأردن وزير الشباب يؤكد أهمية تعزيز برامج الثقافة الرقمية في خطط المديريات غرفتا صناعة وتجارة الأردن وعمّان تمددان فترة استقبال طلبات برنامج ترويج الصادرات اليكم اسماء أعضاء اللجان النيابية الدائمة 18 شهيدا جراء غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة في لبنان انخفاض الاسترليني أمام الدولار واليورو مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي المقابلة وسيف والعربيات والدباس مراكز أورنج المجتمعية الرقمية: مجتمعات تحتفي بالتعلم وتقود التعليم 10 آلاف خيمة تلفت وتشرد النازحون فيها خلال يومين في غزة أكسيوس : إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط لإنهاء الحرب أبو ناصر: توقعات بالتخليص على 12 ألف مركبة كهربائية حتى نهاية 2024 المنتخب الوطني لكرة السلة يتأهل إلى نهائيات آسيا "الأوقاف" بالتعاون مع "الصحة" و"الإفتاء" تنظم ندوة علمية حول مكافحة آفة التدخين الحملة الوطنية لحفز المشاركة ومغادرة العزوف تعقد مؤتمرها الختامي التسعيرة الثانية .. انخفاض اسعار الذهب 50 قرش في الاردن
الصفحة الرئيسية آدم و حواء الغيرة الزائدة .. سم بطيء يقتل الزواج

الغيرة الزائدة .. سم بطيء يقتل الزواج

15-01-2011 10:21 AM

زاد الاردن الاخباري -

الغيرة غريزة فطرية خلقها الله داخل كل شخص منّا، مثلها مثل أي صفة أُخرى، ولكن هناك مَن تكون هذه الغريزة لديه معقولة، وهناك مَن تتعدّى عنده حد اللامعقول. وهناك بعض الناس، وخصوصاً مَن يحبون الغيرة والإحساس بها.. لماذا؟ أبسبب حاجتهم إلى أن يتأكدوا من الحب وإثباته؟ ولماذا تنقلب الغيرة أحياناً إلى شك؟
فالغيرة شعور مثله مثل كثير من المشاعر والأحاسيس، ولكنه شعور مؤلم إذا تعدّى حدّه وزاد عليه، وكثيراً ما نرى المشكلات تنشأ بين الزوجين، وبين المحبين بسبب الغيرة التي قد تطغى أحياناً، وتصل إلى حد الشك والظن، وربّما ينتهي الحب بسببها، إذ إنها تولِّد انعدام الثقة.
- مِلكية:
يقول محمد كامل: "الغيرة إحساس يشعرك بأنه ليس لشخص آخر الحق في المساس أو القرب ممن تغار عليه، أي تحس بأنه ملكك. فالغيرة إحساس خاص بالمحبين لمعرفة درجة الحب بينهما، سواء أكان بالنسبة إلى المرأة أم الرجل، فكل منهما في حبه أناني يريد أن يكون هذا المحبوب له وحده دون غيره، يخاف أن يوجه اهتمامه إلى شخص آخر. والغيرة إحساس جميل في حقيقة الأمر لأنه، من وجهة نظري، يعطي الإحساس للطرفين بأن كلاًّ منهما متشبث بالآخر".
ويقول صادق عبدالكريم: "الغيرة تضيع نكهتها الجميلة وتتحوّل إلى مشكلة عويصة، حين تدخل في إطار الأنانية وحب التملك الزائد، الذي يقوم على محاولة تجريد أحد الطرفين من شخصيته بكثرة المساءلات، والتدخلات المحرجة، والمناورات الهادفة إلى التقليل من قدر الآخر، إضافة إلى أن أهم سبب، هو أن تؤدي الغيرة إلى فقدان الثقة بالآخر، فالغيرة تُعتبر سلاحاً ذا حدين أولهما حلو وثانيهما مر".
وتعتبر إنجي سالم الغيرة من أساسيات تكوين النفس البشرية، ولكن الغيرة أنواع: "فهناك الغيرة الراقية البنّاءة التي تدعو الشخص إلى حب صفة معيّنة في شخص ما وإعجابه بها، فيسعى ليتحلى بها أو أن يحاول أن يكون مثله، والنوع الآخر سيئ، وهو الأنانية بأن يتمنى أن تزول النعمة من الشخص لتكون له وحده، أو أن يكره الخير لأي إنسان آخر، كما أن هناك الغيرة بين الأزواج والمحبين، وهي إحساس فطري لدى المرأة والرجل، وقد تتحول الغيرة إلى الشك إذا زادت على حدها المعقول، وفي هذه الحالة تدمر صاحبها قبل غيره".
وتقول شيرين فتحي: "الغيرة شعور موجود لدى الإنسان، كغيره من المشاعر الإنسانية، وهذا الشعور يزداد أو ينقص بحسب البيئة المحيطة به. ومن المعروف أنّ الرجل بطبيعته يشعر بالغيرة على زوجته كثيراً، وهذه الغيرة مطلوبة، كي تشعر الزوجة بأن زوجها يتمتع بالحمية والأخلاق، بالتالي تشعر بأنه قادر على حمايتها وبأنه أهل لثقتها. والغيرة المعقولة تزيد الحب بين الطرفين وتقوي علاقة الحب بينهما. ولكن الغيرة تصبح عاملاً هادماً للحياة الزوجية إذا زادت على حدها.
من جهتها، ترى ريم علي أنّ الغيرة قد تكون بسبب جمال الزوجة مثلاً، أو قوة حضورها أو نجاحها في العمل، أو بسبب ضعف الثقة بالنفس عند الزوج، وبهذا قد تتحول الحياة بينهما إلى جحيم لا يطاق، ويشك الزوج في كل كلمة وكل حركة تقوم بها الزوجة، وقد تنتهي الحياة بينهما بالانفصال".
أمّا مي شريف، فتعتقد أنّ غيرة النساء أكثر من غيرة الرجال، لأنّ المرأة تعرف أنّ الزوج يستطيع أن يتزوج بأُخرى، فتنظر إلى كل امرأة أُخرى بشك وريبة، وكأنها غريمتها أو ضرتها الجديدة، التي سوف تستولي على زوجها أو مَن تحبّه.
ويرى سامي عادل، أنّ "الغيرة لا تفرق بين امرأة ورجل، ولا يوجد طرف يغار على الآخر أكثر، فتتساوى الرجولة والأنوثة أمام هذه الغريزة، وإن كانت غيرة الرجل قاتلة للأسرة في معظم الأحيان، فهي لعبة خطرة ومدمرة، وقد تؤدي في النهاية إلى القضاء على الأمان والطمأنينة والحب".
بينما يرى أمجد شعبان، أنّ الغيرة شعور صحي وجميل، على الرغم من أنه مؤلم بعض الشيء.
- معاناة:
وتتحدث هويدا علي، عن تجربتها مع الغيرة بقولها: "زوجي يغار حتى من ظله، يشك في كل شيء، يريد لنفسه الحرِّية والخروج والسهر، ولكنه لا يسمح لي بفعل كل هذه الأشياء بمفردي، وكل شيء في حياتي وضع عليه إشارة ممنوع، فكل شيء أصبح ممنوعاً، إضافة إلى الخلافات اليومية والشجار. وعلى الرغم من أنني أعلم جيداً أن زوجي طيب ويحبني كثيراً، إلاّ أن هذه الغيرة الزائدة على الحد بدأت تكبلني، ولم أعد أطيق الحياة معه، وأفكِّر يومياً في الطلاق".
وعندما سألنا شريف جمال عن الغيرة، ردَّ بأنه يعانيها مع زوجته، ولا يستطيع إيجاد حل لها وأضاف: "مشكلتي مع زوجتي أنها كثيرة الشك فيَّ، وغالباً تحدث بيننا الكثير من المشكلات، خصوصاً أنها لا تترك فرصة أو حادثة إلاّ وتستعملها كدليل قاطع على خيانتي لها. وعلى الرغم من إدراكي أن هذا كله سببه غيرتها عليَّ وحبها لي، إلاّ أن الوضع لا يُطاق حقاً".
- جوع للثقة:
وتفسِّر الدكتورة النفسيّة عزة كريم هذا الأمر بالقول: "إنّ المرأة تكون أحياناً في قمة الخوف من أن يميل الزوج منها ويهرب إلى أُخرى. إذن لابدّ أن تثبت له أنها مرغوبة، وأنه إذا لم يهتم بها فإن هناك رجالاً آخرين يسعدهم أن يقوموا بالمهمة، وبهذا تدفعها عقدة النقص الأنثوي إلى أن تبدي إهتماماً زائداً بالرجال، وأن تستدرجهم إلى الإهتمام الخاص بها. ولابدّ أن يكون ذلك على مرأى ومسمع من الزوج حتى يحدث تأثيره ويزلزله ويحركه ويشعل داخله الحب والإهتمام".
وتضيف: "ومن جهته يقلق الزوج، يخاف، يضطرب، وهو قلق لا يزول أبداً، ويبدي اهتمامه بزوجته، وكلما أقبل واهتم زادت الزوجة في سلوكها المثير لشكّه وغيرته. فقلق الزوج ثم إقباله الزائد واهتمامه المبالغ فيه، تعزز لديها هذا السلوك وتدعمه، وتحترق أعصاب الزوج، وكلما ازدادت أعصابه احتراقاً ازداد قلقاً وزادت هي في سلوكها، وتظن الزوجة أنها بذلك ملكت زوجها وأنها سيطرت عليه. ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فاهتمام الزوج في البداية هو اهتمام القلق والخوف من الفقد، إضافة إلى رغبته في أن يثبت لنفسه أنه الرجل الأول والأوحد في حياة امرأته، وأنه المسيطر على عقلها وقلبها. وتعطيه المرأة هذا الإحساس فيسعد ويزول عنه بعض قلقه. ولكنها عندما تعاود اللعبة مرة أُخرى يقلق، حتى يفقد الثقة بها تماماً، ويمكن أن يصل إلى مرحلة أنه يراها امرأة لا تستحق حبّه واحترامه".
وتنهي الدكتورة عزة حديثها بقولها: "الحقيقة أنّ المرأة ضحية، والرجل ضحية، فالمرأة ضحية عدم الثقة بالنفس، والرجل ضحية امرأة معدومة الثقة بنفسها، على الرغم من أنها تحبه وانه يحبها، وعلى الرغم من أنها مخلصة له وهو مخلص لها، على الرغم من أنه يمنحها الثقة من خلال حبه وأنه يراها فعلاً جميلة، وعلى الرغم من أنه يسعد بالحياة معها، ولكنها لا تطمئن ولا تستريح وتريد المزيد. إنه الجوع للثقة، الجوع للإهتمام وللإحساس بأنوثتها".
- بالعقل والحكمة:
وتقول الدكتورة سامية الساعاتي، أستاذة علم الإجتماع في جامعة عين شمس: "إنّ الغيرة باتت تشكل ظاهرة بين مشكلات الحياة الزوجية، ولكن ما يخفف من آثارها أن يكون أحد الطرفين (الزوج أو الزوجة) يمتلك من العقل والحكمة والوعي الشيء الكثير. فإنه وفي هذه الحالة يمكن التعايش مع هذه القضية والتخفيف من آثارها وتداعياتها. الغيرة هي في أصلها تعبير عن الحب العميق الذي تكنه الزوجة أو الحبيبة، والعكس أيضاً الزوج أو الحبيب تجاه الطرف الآخر. ولهذا لا يمكن أن تجد مثلاً امرأة تغار على زوج لا تحبه، وهذا مهم جداً أن يفهمه الرجل الذي يعاني الغيرة، إذ إنه ربما يظن بعض الأزواج أن ذلك نابع من عدم ثقة الزوجة بزوجها. وهذا غير صحيح على الإطلاق". وتضيف: "صحيح أنّ التعايش مع مشكلة الغيرة قد يكون متعباً في بعض الأوقات، ولكن من المهم جداً أن يكون الرجل أو المرأة على حذر من استعمال مهيجات الغيرة عند الطرف الآخر، كالنظر إلى الصور الفاتنة، أو امتداح شخص ما.. وهكذا. وأفضل شيء للتعامل مع الغيرة، هو التعامل معها بهدوء تام وبصبر، فهذا يخفف الكثير من تداعياتها".
ويقول الدكتور عادل عبدالفتاح، أستاذ علم النفس في كلية التربية: "إنّ الغيرة تُعتبر من الناحية الطبية مرضاً نفسياً، لابدّ لمن ترافقه هذه الظاهرة المؤلمة من المعالجة، خاصة إذا كانت لها امتدادات زمنية متعلقة بالطفولة. ولا يمكننا أن نبدي رأياً في شيء يخص هذه المسألة، من دون اللجوء إلى فترة الطفولة، فمن هناك يمكن أن نستدل على الكثير من بواطن هذا المرض. اجتماعياً قد تكون المرأة أكثر مَن يصاب به، نتيجة لإعتباراتها النفسيّة الملحة، أو لأنها تعتمد على قلبها دون العقل في بعض الأحيان، إلاّ أنّ المؤكد أنّ هذه الغيرة ربما تزول إذا توافر قسط من المصداقية بين الطرفين. فالغيرة ترافقنا جميعاً، وهي من النوازع التي تسكن نفس الإنسان، ويعتقد علماء الإجتماع والنفس أن من أسبابها، الصراعات الطفولية بين الأبناء مثلاً، أو اهتمام الأب أو الأُم بطفل دون الآخر. لذلك تبقى هذه الظاهرة قائمة في نفسيته ولا يمكن أن تزول إلاّ بالتواصل".





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع