دقاتُ قلبه تزداد...جسمهُ يرتعش...ضيقٌ في التنفس...يتمتمُ قائلاً: بأنه سيفقدُ الذاكرة!!!
إنهُ الضمير في حالةٍ يُرثى لها،يستنجد ولكن ما من مجيب، هذا هو حالنا...حالُ الكثيرين ممن عاشوا أسطورة الضمير...وها هو \"وليد خليفات\" يجرُ خطواتهُ بصعوبة بين عالمٍ يسمونهُ \"البشر\" ....
قضية الشهيدة \"دانة خليفات\" (أتذكرونها؟؟؟) تلك الطفلة التي أماتتها نفوسكم..تلك الطفلة التي أضاعتها سخافة قوانينكم..تلك الطفلة التي أبكت الملايين وأبكتني حيث أن قضيتها يتوقفُ عليها كياني وثقتي بالمستقبل!!
تلك هي دانة التي تلاعبُ الملائكة ببراءتها..ليس كما نلعبُ نحن..لا،لا فألعابنا قذرة ..تلك دانة ابنة \"وليد خليفات\" الرجل الذي ما زال يبحث عن حق ابنته منذ شهر آذار العام الماضي وحتى هذا الوقت ..يالَ صبرك!! تكادُ آلامك أن تنسيك بأنك وليد!!
ليس الغريب أن يوهموك بأن هناك إجراءات للقضية...وليس الغريب أن تبحث عن نفسك في متاهات التاريخ..ولكن الغريب أن تُظلم وأنت صاحب حق يا وليد!!
صوتُ دانة يحرقني وهي تستصرخ قهراً على أبيها...نعم رأيتها وتحدثنا طويلاً..تحدثنا حديثاً أوجعني!!
قالت لي أنها نشتاقنا كثيراً ..تشتاقُ بقايا وطنٍ يضمها..تشتاق ضمائركم..وقالت لي أنها رأت شيئاً ما غريباً.. سألتها عنه وهي في سهوتها،فقالت لي:أنها رأت عصفوراً صغيراً ولكنه جميل إلى حدٍ لا يُوصف..يجلسُ في عشٍ صغير،لكنهً يتسعُ لمن معهُ من العصافير..كتلة هوائية هبت من جهة بعيدة..حطمت العش، تفرقت العصافير، وعادَ هذا العصفور بعد طولِ عناء يجمعُ عشهُ من جديد وساعدتهُ العصافير في ذلك، وكان العش الجديد كبيرا ،لكنه هذه المرة اتسع للعصافير ولم يتسع له!!
هكذا نحنُ...أما العصفور فهو صاحبُ الحق،وأما العُش فهو بقايا الوطن الذي لم يعد يتسع لنا،وأما الكتلة الهوائية(الله يرضى عليكم بلا ما نخبص!!!) آه وين كنا؟آه وصلنا أسعار الضمير..بحكوا إنه بيعته محرزة وأنا مفكرة أبيعه، كثير مغلبني وبضل صاحي!!!
مين يشتري؟؟؟