إذا أردنا أن نخلق مجتمعا جديدا كما يطلب الناس اليوم بسبب ما وصلوا إلية من مشاجرات ومن ضيق في الحياة والمعيشة ومن سوء التعامل فيما بينهم وفقدان شيء عظيم مثل الثقة والأمان والتسامح والأمر من ذلك حب التملك الذي أدى بهم إلى القلق والتعاسة وانتشار العديد من الإمراض والشعور أخيرا باليأس.
العديد منا يشعر بأننا يجب أن نستمر لعل الطريق التي نسير عليها توصلنا إلى السعادة والأمان , لأنهم يشعرون بصعوبة التغيير في المجتمع لأن مواجهتهم إلى الصعوبات المطلوبة لتغيير يروا بأنها ترقى إلى مستوى الاستحالة . هذا إذا لم يكونوا في صفوف المعارضين لتغيير بسبب جهلهم بالنتائج الايجابية المستقبلية محتجين على سبيل المثال بطول الفترة الزمنية اللازمة لحدوث التغيير وفقدانهم لصبر في زمن السرعة وعصر العولمة .كما ويعزون على الحكومات النتائج السلبية التي وصلوا أليها بسبب ضعفهم في أحداث أي تغيير وعدم قدرتهم على مواجهه المعضلات التي سوف تواجههم لأحداث التغيير. وصبحوا يرون طريق العودة إلى الصواب صعبة.
أن مجتمعنا اليوم أصبح مجتمعا نفعيا فصلة الرحم أصبحت صلة مصلحة والعمل المقدس أصبح هدفه مادي حيث تجد العديد من العمال لايعملون بما يعادل أجورهم فانتزعت البركة وسمعنا الكثير ( حلل قرشك) حيث أصبحت الحكومة بقرة حلوب الجميع يعتمد عليها. وانقطعت الروابط الاجتماعية والعمل الجماعي وظهرت الفردية (اللهم نفسي). وكثر الفساد والمحسوبية والرشوة حتى تسير أمور الحياة بينهم.
أن المجتمع الجديد لن يكتب له الميلاد وسط هذه الصعوبات والضعف الذي نعاني منة والمستحيل الذي نتصوره والوهم الذي نعيشه والدليل أن هناك العديد من المجتمعات تغيرت عندما أرادوا ذلك . أول ما نحتاج إلية هو الإرادة لأحداث التغيير وان نكون مع التغيير لا نقاومه . حتى نتخلص من الفقر الذي هدم إنسانيتنا . ويحدث التطور الاجتماعي والاقتصادي والإنساني المطلوب . ونتحكم بوسائل التكنولوجيا قبل أن تدمرنا . قال تعالى \" أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم\" .
ايراهيم القعير