كمالا للمقال السابق والذي كان عنوانه ( يابهية خبريني ماذا سيفعل الرفاعي يوم الجمعة القادم ) ، لقد استطاع الرفاعي والمئة واحد عشر نائب خلفه أن يصفوا يوم الجمعة بأنه يوم وطني يشابه الاحتفالات التي تتم بعيد الاستقلال ، اذا انه لم يحدث شيء سوى أن المواطنين خرجوا للشوارع ليمارسوا حريتهم بالتعبير ، وقد استخدم الرفاعي بالاضافة للمائة واحد عشر نائب أدواته الرئاسية للتأكيد على ذلك من خلال تلفزيوننا الحكومية وجهازه الاعلامي الذ ي يسير عل عكازين ، اذا نجد ان ايمن الصفدي في لقاء تلفزيوني قال أن هذه حرية تعبير وستكون سلمية وكأن الشعب الاردني هو الذ ي يفتعل الشغب وليس سوء إدارة جهاز الامن العام لمثل هذه المواقف هي التي تزيد الطين بله ، وصحافتنا الورقية اليومية وخصوصا أحدى الصحف التي لايفرق المواطن بينها وبين الجريدة الرسمية غطت الاحداث كأن ما تم يوم الجمعة هو عرس وطني ، ولم تذكر اي جملة من الجمل التي نادى بها المشاركين في المظاهرات ، فحكومة الرفاعي منت علينا مرة أخرى بأن سمحت لنا كشعب بأن نخرج للشوارع ، ونسيت هذه الحكومة أن هذا الامر كفله لنا الدستور وليس هي كحكومة ، وقلنا للرفاعي في المقال السابق أنه سيكون هناك كاميرات تلفزيون بخلاف التلفزيون الاردني ، فالذي يتابع المحطات الفضائية الاخبارية يجد أن هناك صوت واحد متفق عليه بين جميع من شارك في هذه المظاهرات وهو ( على حكومة الرفاعي أن تغادر ...) ، وكان اجتماعه من رؤساء تحرير الصحف اليومية وعدد من الصحفيين محاولة منه لتزيين يوم الجمعة من خلال مانشيت موحد لدى هذه الصحف وهو أن ما تم يوم الجمعة هو عرس وطني شارك به الشعب من منطلق أن الحكومة الاردنية تختلف عن بقية الحكومات العربية ولاتمارس القوة والعنف في تعاملها مع جموع المتظاهرين ، اذا هذه حكاية من حكايات الرفاعي التي انطلت على بعض كتاب المقالات ورؤساء تحرير الصحف اليومية ، واعتقد ان ما تم نشره في الفضائيات من صور كان مجرد تداعيات مخيلة مخرج متهور يعشق استخدام المؤثرات والتكنولوجيا في اخراج عمله ، وانه كان من المفترض ان تقوم هذه الجموع الغفيرة من الشعب بعمل رقصة الدحية وتتغنى بجمال دولة الرئيس وطاقمه الوزاري ونوابه المائة واحدعشر وبقية زمرة المغنين في العرس الرفاعي . وفي مقولة بسيطة لأحد المواطنين نكتفي اذا قال هذا المواطن أن هناك شيئان لايعلم بهما الناس وهما موت الفقير وفسق الغني ، وهناك شيئان يعلم بهما الناس فسق الفقير وموت الغني .