زاد الاردن الاخباري -
"بصراحة مع الوكيل" يرصد مشكلات المواطنين ويلاحق المسؤولين لحلها
سوسن مكحل- استطاع الزميل محمد الوكيل أن يسطر قصص نجاح ما يزال صداها يتردد على الساحة المحلية ومسحت بحق دموع المعذبين والمحرومين وخففت من معاناتهم، وما تزال هنالك قصص أخرى لم تولد بعد، ويضع الوكيل أبجدياتها الإنسانية في رحم برنامجه "بصراحة مع الوكيل"، الذي يبث عبر أثير إذاعة "فن اف ام".
وبعد أن نجح الوكيل في كسب ثقة الجماهير، أصبح يملأ صباحات الأردنيين داخل الوطن وخارجه بالبسمة ويزود يومياتهم بالتفاؤل، ويمدهم، وعلى مدار ثلاث ساعات من الزمن، بالمتعة المقرونة بحلول جذرية لمشكلات عانوا منها طويلا، وأن يروض المستعصي والعسير ليكون في متناول المحتاجين ممن يصعب عليهم التواصل مع المسؤول.
هذا النجاح الذي حصده "بصراحة مع الوكيل" ما كان ليتحقق لولا تضافر جهود طاقم عمل البرنامج والعلاقة الفريدة التي تجمعهم والتواصل العفوي والطبيعي فيما بينهم، بحسب مقدمه الوكيل.
الوكيل، الذي تحمل نبرات صوته القوي العشق المرهف والحب الكبير لخدمة المواطن، يذهب إلى أن "للمصداقية الإعلامية نكهة خاصة، إذ تمد جسور الحب والتواصل مع المتلقي"، رائيا أن نجاح برنامجه، ما هو إلا "ثمرة تحصيل ومتابعة لفريق عمل الإذاعة والبرنامج معاً".
ويطلق الوكيل العنان للحرية في الطرح والتقديم ضمن فقرات برنامجه، مترجما بذلك رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في قوله "إعلام حريته السماء".
"بصراحة مع الوكيل"، الذي أشعل شمعته السادسة مؤخرا، يطرح مشكلة المواطن ويضعها على مكاتب المسؤولين منتظرا حلها أو حتى التبرير المقرون بحجة دامغة لعدم القدرة على تحقيقها، يقول عنه الوكيل "برنامجنا ليس هجوما على المسؤولين جميعهم، بل يتابع المسؤول الذي يتهرب ولا يتعاون من أجل حل قضية المواطن".
ويعد القائمون على البرنامج حالياً لتحقيق التواصل مع المغتربين من أبناء الأردن والمنتشرين في دول العالم من خلال بث مشكلاتهم وقضاياهم على الهواء مباشرة، أملا في إيجاد حلول سريعة لها.
واتخاذ مثل هذه الخطوة لم يأت من فراغ، وفق قول الوكيل، عازيا ذلك إلى "استقبال البرنامج لكم هائل من الايميلات والفاكسات من المغتربين تحمل مشكلاتهم وهمومهم".
ووفق إحصائيات مركز ابسوس سات للدراسات، حظيت إذاعة فن اف ام وبرنامج "بصراحة مع الوكيل" على أعلى نسبة استماع في دول العالم جميعها.
ويذهب صاحب المبادرة الإنسانية للتبرع بالقرنيات، التي استفاد منها 141 مواطنا وبتكفلة تجاوزت مليوني دينار، إلى أن المغزى من كل مبادرة هو تقديم رسالة إنسانية ومساعدة المواطن.
ويردف "في مبادرة القرنيات، كان همّنا أن يكون التبرع بالأعضاء مفهوماً راسخاً لدى الأردنيين، ويؤطر مستقبلاً لمساعدة الكثير من المحتاجين".
وفي المبادرات المقبلة، ينوي الوكيل تغيير مفاهيم عالقة في ذهن المواطن في قضايا يجب الافصاح عنها وإيجاد الحلول لها، منوها إلى أن البرنامج يعد حالياً لإطلاق مبادرة حول البطالة ومشكلاتها وحلولها بالتعاون مع الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب.
وينظر الوكيل إلى الإعلام على أنه بوابة واسعة تسلط الضوء على مشكلات المواطنين بوصفها حلقة الوصل بينه وبين المسؤول، وتقدم كل ما هو مفيد للطرفين؛ مشيراً إلى أن المسؤولين باتوا يتفهمون ذلك وأصبحوا يتسابقون لحل مشكلات المواطنين والاستجابة لها.
ويبين الوكيل أهمية متابعة القضايا التي جرى حلها والأخرى التي ما تزال قيد التفيذ، من خلال فريق عمل خاص، مؤكدا "لا أنأى بنفسي عن هذه المتابعات، فأنا رجل الميدان".
وفي هذا السياق، يشير إلى إحدى المرات التي فاجأ بها المسؤولين في مستشفى البشير وأخبرهم بزيارته لمتابعة المشكلة التي طرحت ومباشرة على الهواء.
والجلوس وراء "المايك" هو أقل ما يقدمه المذيع، في رأي الوكيل، الذي يشير إلى أن الثقة والجرأة تكونان بالنزول إلى الميدان وبحث المشكلات مع المواطنين، وهذا ما يقوم به البرنامج الذي بُث عدد من حلقاته من المدن والمحافظات، لافتا إلى صعوبة التجهيزات الفنية والاتصالات في فصل الشتاء، ومستبشراً بالموسم الصيفي والعمل الميداني.
ويرى الوكيل أن النهوض بإعلام مؤثر يحقق متطلبات المواطن، لا يتأتى إلا بالتركيز على العمل بروح الفريق الواحد والتفاهم والتواصل.
وأسهم البرنامج، من وجهة نظر الوكيل، في نشر الأغنية الاردنية، "فبعد أن اعتاد المواطن على صباح فيروزي، أضحى ذواقاً لأغنيته الأردنية على اختلاف أنواعها"، مشيرا إلى أن البرنامج أسهم في إنتاج أكثر من 170 أغنية.
ومع حجم العمل الملقى على عاتقه، يعترف الوكيل بأن هاتفه الخلوي مقترن بالعمل ومنزله مكان للعمل أيضاً، ويضيف "أشعر بالضيق وتأنيب الضمير عندما لا يتنسى لي الوقت لحل المشكلات كلها ومتابعتها".
ويشعر الوكيل بالفخر وهو يصبّح على المواطن بكلمات تؤكد العشق لأرض الوطن، ويقول "بلدنا أجمل بلد، وهو بخير، ويجب أن نتفاءل به، وأن نتعلم من رؤى جلالة الملك الذي يصل الليل بالنهار لإسعاد المواطنين".
ويزيد "إرضاء الله ثم الحصول على محبة الناس هما طموحي الذي يرفرف في أفق عينيّ"، مؤكداً أن دور الاعلامي يجب أن يتجاوز حدود عمله وأن يقف في الحملات الإنسانية ومساعدة المتضررين في جميع دول العالم.
ويستقبل البرنامج يومياً خلال فترة البث 2500 رسالة وتصل إلى حدود الثلاثة آلاف في أية مناسبة وطنية أو مبادرة، بينما يتلقى فريق إعداد البرنامج ما يناهز آلاف الاتصالات، بعض منها من مختلف دول العالم، إضافة إلى الرسائل المصورة والفاكسات والايميلات.
يذكر أن الوكيل صنف ضمن أقوى 30 شخصية في الأردن للعامين 2007 و2008 في استطلاع لمجلة جوردن بزنس على مستوى المملكة. وحاز على جائزة سفير الإنجاز الإعلامي في العام 2008، وتم تكريمه من قبل الرئيس السوري بشار الأسد في ملتقى الرواد والمبدعين العرب "فئة الاعلاميين"، وحصل على شهادة شكر وتقدير من مؤسسة الحسين للسرطان لجهوده النبيلة في دعم المؤسسة في حملة "نحو الحياة".
الغد