يقوم أبنائنا على مختلف مساحات الوطن بتقديم (( إمتحانات التوجيهي )) في القاعات المخصصة لذلك والذي يبلغ تعدادهم حسب المصادر الرسمية أكثر من (( 152 )) الف طالب وهي نسبة كبيرة تعبر عن فئة عمرية مهمة في المجتمع ,,
لا شك أننا نقدر دور وزارة التربية في تحضيراتها التي تهيء الأجواء للأبنائنا الأعزاء في تيسير الأمور والوصول الى مقاعدهم لتأدية الآمتحانات دون عوائق أو منغصات بحيث تبسط الاجرءات مع تهيئة كافة الظروف الصفية التي توفر لهم الأريحية وقد وفرت التربية أكثر من عشرين الف مراقب واكثر من ستة عشر الف مصحح لمختلف المباحث ,,
تبقى رهبة التوجيهي – موجودة لدى الآباء و الأبناء بحيث انه تجربة اولى من نوع آخر لم يعتاد الطلاب على أجواءها حتى في الامتحانات الصفية التي يجرون فيها الامتحانات الآعتيادية لكن حتما ان الظروف تختلف كليا فهي مرحلة اخرى يجد فيها الطلبة أن الظروف التي تحيط به غير تلك الظروف وأن العيون ترصده وتراقب كل تحركاته بدقة بحيث لا يستطيع حتى (( النحنحه )) لأنه يعتقد بأن كل حركة منه وتصرف مراقب وعليه ان يلتزم بحالة الانضباط القصرية التي لم يتعود عليها في سلوكياته المدرسية بهذه الدقة فتخلق لديه نوع من القلق في كثير من الحالات وخوفا من تصرف قد يفقد معه أعصابه ويصل الى مرحلة الحرمان وهي حتما حالات فردية محددة ,,
قد يتعرض بعض الطلبة الى نوع من (( الارهاب )) النفسي نتيجة بعض التصرفات التي قد تصدر من قبل المراقبين وهي قد تكون تصرفات فردية لا أكثر من كثرة التعليمات التي توجهه للطلبة كل فترة وأخرى وتذكيرهم بسلوكيات معينة عليه الألتزام بها بحيث لا يتعدى حدوده داخل قاعة الامتحان مما يكون تحت ضغطي فكري رهيب وحتما هنا تختلف الظروف بين طالب وآخر وأن كل لديه نفسية تختلف عن الآخر بحيث ينظر الى كل كلمة تخرج من المراقب على أنها موجهه ضده وهو المعني بالعملية اولا وآخرا ,,
أيضا قد يلجأ بعض المراقبين الى الحركة داخل قاعة المراقبة بشكل غير إعتيادي ويكثر من خطواته ويجب أن يتنبه لها بعض المسؤولين بحيث تكون حركة (( المراقبين )) مقيدة وضمن نقاط محددة داخل قاعة الامتحانات بحيث لا يشعر الطالب بأي ضيق نفسي وأي حرج من وجود المراقب (( فوق رأسه )) وهي نوع من التي قد تسبب ضيقا للطالب وبالتالي تتبخر المعلومات من رأسه نتيجة تلك التصرفات ومن شد أعصابه التي يجب أن يدركها المعنيين بالأمر وأن يتم توجيه الجميع وإرشادهم الى مثل هذه الطرق وخاصة ان بعض (( المراقبين )) قد تكون لهم تجربة أولى في المراقبة داخل تلك القاعات ,,
نحن مطالبون على المدى البعيد بتغيير آليات التوجيهي التي عفا عليها الزمن فاصبح يشكل (( بعبعا )) لأبنائنا وارهابا فكريا موجعا ومؤلما يتحملونه طيلة عام مع مشاركة الأهل في هذه المسؤولية - لفنغير المفاهيم ولنغير الأدوات حتى نصل الى مراحل متقدمة في تطوير العملية التربوية باريحية فكرية ودون ضغوط نفسية هائلة تسبب معاناة لمعظم الطلبة مع اختلاف المستويات ,,
ان الآباء والآبناء كلهم يقعون تحت ضغوط نفسية مختلفة ويساورهم القلق على أبناءهم في هذه المرحلة الحساسة بحيث يكون الجميع (( مشدودي )) الأعصاب لتوفير الراحة النفسية لأبناءهم وتهيئة كل الظروف وهي الدائرة الأولى في العملية وعلى أخوتنا (( المراقبين )) التنبه الى أنهم الحلقة الثانية والأهم ولكنها الرئيسية التي تكمل العملية وتساعد الطلبة على تهيئة الظروف ومعاملتهم بطريقة حضارية وأنسانية تمكنهم من الشعور بالراحة داخل القاعة دون زيادة هذه الضغوطات حتى لا يكون ضحية تصرفات غير مقبولة مع الانضباط من قبل ابنائنا الطلبة وذلك بالألتزام بالتعليمات التي لا تؤثر على اخوانهم داخل صالة الامتحان ويبقى التوجيهي يشكل رهبة كبيرة لدى الاباء والأبناء حتى نجد يواما حلا له للوصول الى مرحلة - الغائة - أو توفير بدائل وطرق اخرى لا تسبب هذا القلق الفكري وتحديد مستقبل الطالب بما يسمى (( إرهاب التوجيهي )) الذي لا بد أن نعترف بأنه يسبب مشاكل لكل أطراف العملية من البيت وحتى المدرسة وكل الجهات المعنية بالعملية التعليمية ولا ننسى بأن البيت يعيش عاما كاملا لتهيئة الظروف لأبنائه وحتى يمتنع عن القيام بالواجبات الاجتماعية بسبب الظروف يتم ربطها ب (( التوجيهي )) الذي يكون عاملا مهما في تغيير نمطهم الإجتماعي ويؤثر في حياة الأسرة على مدار عام كامل ,,, متمنيا النجاح لكل أبنائنا الطلبة بعوامل نفسية مريحة تحقق لهم ذلك .
أجمد سـلطان دولات
dolat19@yahoo.com