منذ سنين طويلة لم أشاهده أو أصادفه حتى ، ولكني أمس رايته عن كثب وتمليت منه ، وقد كان بودي أن آخذ معه صورة للذكرى فالمشهد قد لا يتكرر .
صحيح أن الصدأ يعتريه ويكاد ظمأه لقطرة كاز يرى بل يحس ، ولكنه ما زال يحتفظ ببعض البريق الذي يدل على أن عزايم كثيرة كان هو سيد الموقف فيها في السابق .
البابور - أو في تسميته الأخرى \" البريموس \" - ، في السابق كان مصدر الطاقة الوحيد الذي يعتبر حساس للغاية ويحتاج إلى \"حنية\" في التعامل معه ، وهو الوحيد الذي لا يظهر عزه إلا إذا تم \" نكشه \" ، وعندها سيعطيك شعلة زرقاء ولا أروع .
حتى عملية النكش أيضا تحتاج إلى \" حنية \" ، وإلا ستنكسر إبرة \" النكاشة \" داخل الثقب الذي يضخ الكاز في رأس البابور ، لأنها إذا انكسرت داخل الثقب ثم قامت \" أم صبحي \" بعميلة ( دك ) قوية فسيحدث هناك ضغط هائل نتيجة تسكير الثقب الذي يخرج منه الكاز مما سيؤدي بالتالي إلى حدوث انفجار قوي قد يودي بحياة الحجة \" أم صبحي \" ، وستصبح \" أم صبحي \" حديثا على كل لسان .
الشارع الأردني يشبه البابور ، فهو تعرض للنكش كثيرا ، لكن الخوف أن تنكسر الإبرة داخل الثقب .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com