ببداية العام الجديد قرر أحد الصحفيين عمل تقرير من عمق الشارع الأردني وعمل لقاءات من نبض الشارع وأعددنا لكم هذا التقرير. بعنوان (قبّعت )
التقينا بالعم أبو بسام البقّال فكان يدخن سيجارته الهيشة كعادته والمحل أصبح فارغاً تماماً.
السلام عليكم عمو أبو بسام،،،مع كشرة فوق العادة وعليكم السلام،،، شو أمانة ولا تموين مع إمساكه بالعيارات الحديدية وقوله،،،بشرفي مقّبعة معي ترى إذا بدكم تخالفوني ناوي أذبح واحد منكم وأدخل السجن وأريح وأرتاح،،،،بصوت خافت من الصحفي لا يا عمي أبو بسام إحنا من الصحافة وكنا حابين نسألك عن الوضع وشو أمنياتك بالعام الجديد،،،، شو أمنياتي عمو،،،
من الصحافة،،،الله لا يعطيكم العافية انتو والكاميرا الخفية الأسبوع الماضي كنت ناوي أقتل واحد ترى هل أيام ما في مزح عمي شو بدكم والله ما أنا شايف الفضا،،،طيب ماشي الحال بجاوبكم وانشروا ما عندي مانع،،،أصلاً بطّلت تفرق معي اشي.
أنا زلمة(مت قاعد) مش متقاعد يعني بشتغل ب هل دكانة لغاية ما الله يوخذ وداعته الراتب التقاعدي يا دوب يدفع فاتورة الماء والكهرباء والدكان بطّلت تجيب همها وبشتري كل شيء على الدين وببيع على الدين ما هي الناس ماكله (،،،،،،) وخليها بسرّك وأنا معهم ومش عارف شو بدي أعمل لا أنا قادر أطالبهم ولا أنا قادر أشتري بضاعة والناس صايرة شحاذه صايرين يشتروا بالحبة وبالوقية،،، السكر قريب الدينار والرز بدينار وباكيت الدخان بدينار وسبعون قرش وعلبة اللبن قريب الدينار يعني الوضع بده ( ،،،،،) الله يخرب بيت اللي كان السبب ،،،،وفي هذه الأثناء عصّب العم أبو بسام وبدأ بالقدح والذم،،،الله يلعن أبو هيك وهيك للصحافة وأم بسام طالق ويلعن شيطان مجلس النواب ويلحق الحكومة بعد،،،وبلش أبو بسام بالحجار وقزايز البيبسي الفارغة يضرب علينا من بعيد وغطي (الكازوز) ونجينا والحمد لله،،،
والتقينا بالعم خالد أبو لية (اللحّام) بعد الهروب المضني من العم أبو بسام.
السلام عليكم ويا دوب خلصنا السلام وبالساطور ورائنا وأقنعناه بأنه احنا مش تموين والله ومش الضريبة ومش الأمانة،،، وأقسمنا له على القران الكريم(ولك صحافة صحافة يا بني ادم) أمسك شاربه وقال والله وعرظ خواتي إذا تموين أو أمانة لأقطعكم تقطيع ما تنعرف هويتكم شو بدكم ها ها ها،،،،
كنا حابين نسألك يا أخ أبو لية كيف الوضع ان شاء الله بتحسن
بدأ يسن السكين واعتقدنا بأننا ميتين ميتين فقال أبو لية ،،،يا بني ادمين انتو شكلكم مش من هل بلد الوضع (،،، أخت الوضع ،،،أم هيك وضع) بالزمان الماضي كنت أبيع عشر ذبايح باليوم ونصف فخذة عجل يا (جماعة الشر) صار إلي أسبوع مش بايع ذبيحتين والكل بده كيلو ،،،نص كيلو واللي بده عظم واللي بده جلاميط وآخرتها،،،،
والناس شحاذين والفقراء أكثر من الأغنياء واللحم صار بالمناسبات والمشاوي (بح) ما في
وأخيرا طلبنا من العم أبو لية صورة جماعية قال،،،،ولكم يا همل شمتانين فيي ها والله لأقطعكم تقطيع وهو يركض وإحنا نركض ولولا الله لكان متنا أبشع موته وهذا الوضع صحيح ما في مزح.
والتقينا الآن مع متسّول بالشارع فضل عدم ذكر اسمه وقلنا له بأننا نود عمل لقاء صحفي معه ،،،فكان يهتف وينادي الله يوفقكم الله ينصركم على مين عاداكم الله يهد الحكومة الله يقلع عين الطماعين ،،،وبهذه الأثناء أعطاه زميلي اللي فيه النصيب على شرط عمل لقاء صحفي معه ومعرفة حقيقة الوضع الراهن،،،فقال لنا لا تشكو لي حالكم فعيوني أفصح من لساني حسبي الله على هيك وضع ما عاد أحد يتصدق ولا يطعم وسلامة تسلمكم وأنا بصراحة سابقا كنت مأخذها مهنة بس هل أيام بطّلت تطعم خبز والشعب كله شحاذ،،،والمنافسة شديدة جداً هل أيام.
وبعد لقاء حزين التقينا بالحاجة أم أمحيل وقبل سؤالها عن أي شيء ومن مجرد وضعنا المايكروفون
أمامها بعيد عنكم شلحت من رجلها وركضت ورائنا،،،يا سرسرية يا همل ولكم ما عندكم خوات جايين تقولوا صحافة الله يخزيكم ويخزي عمايلكم شلة همل،،،،
وبدون وعي ما شفنا غير هل خضرجية واللحامين وأصحاب محلات البقالة وأولاد المدارس بالقناوي والأحجار ورائنا بهتافات لم نسمع بها من قبل وأيقنا بأن الوضع لا يسمح بأي عمل أو لقاء صحفي وأخطأنا جدا بحق الناس اللي طفرانه فكان الأجدر أن نوجد لهم مساعدات مالية أو ما شابه،،،،
فالجائع والمقهور أغلب الأحيان يكون بوضع صعب لا يسمح باستفزازه بأي شيء ولو من باب الممازحة ولو صحيح قدر لنا وأجرينا اللقاء بهذه الأوضاع الصعبة لكان الحال أصعب وحقيقة أن الناس وأنا منهم أصبحنا لا نطيق فالفقر والقهر والعوز أصبح يستفحل بأجسادنا وينخر بأجسادنا كالسوس وهل يأتي يوم ونعود كما كنا،،،،والله المستعان.
الله يجيرنا من اللي جاي
والله خايف أكتب اسمي،،،
الفقير لله
هاشم برجاق
9-1-2011
www.hashem.jordanforum.net