إرفع جبينك أردني فوق السما واختال وبنجوم هدب شماغك واجدل شمسنا عقال
بجدارة وحق يمكنك أيها الأردني العزيز أن ترفع رأسك فوق كل الشموخ, وتفتخر بأنك النشمي الذي لا يبارى, وأن هدب شماغك النجوم وعقالك خيوطه الشمس.
تعبيرك الحضاري المتمدن يا ابن وطني ويا شريك همي, هو مبعث فخر واعتزاز, ومسيراتك الراقية الواعية التي تعتبر المثل والقدوة للوعي والحس الوطني والتي اجتمعت وانفضت بكل سلاسة وأريحية دون أن يكدر صفوها طيش أو غضب غير ملتزم, هي سبب من أسباب تقدمك ورقيك وجدارتك الحقة بأفضل من سمير وطغمته الفاسدة.
النشميات والنشامى,
الجمعة الغاضبة هو يوم من الأيام الأردنية المجيدة والناصعة والعزيزة في تاريخنا الحديث, الانضباط والالتزام والتعبير الراقي عن الرأي وإسماع الصوت كان بالفعل ما انتظرناه وعهدناه من شعبنا الأردني الأبي. ورغم الجوع ورغم القهر ورغم الفساد المستشري ورغم الغضب المكبوت في النفوس والصدور فقد كان لديكم من الحلم والذكاء والكياسة ما يجعل من مسيراتكم في كل أرجاء الوطن أنموذجا يحتذى عز نظيره, ومثلا يجب أن يستنسخ ويعمم على كل الأزمنة والأمكنة.
أما نشامى الأمن العام فقد كانوا وهم جزءا عزيزا من شعبنا العزيز, مثالا للمواطنة الحقة والأداء الراقي للواجب, كما عهدتاهم دائما, والسند والظهر لأخوتهم وذويهم من المواطنين الذين ألجأهم سمير الثاني وسياسته العقيمة للشارع من أجل التعبير عما في دواخلهم من مرارة وأذى. فشكرا لهم اخوة وعزوة وأهلا وعشيرة, ولهم منا كل الود والاحترام والتقدير.
وفي نهاية البداية لا بد من التذكير وتأكيد المؤكد, بأن سمير الثاني ليس الوطن الأردني, وحكومته ليست الوطن الأردني, وأن انتقاده وانتقاد أدائه المتواضع ليس انتقادا للوطن ولا تهجما عليه, بل وقوفا إلى جانبه ودرءا للأسوأ عنه, فلا يتحفظ أحدنا في كشف الفساد والمفسدين والتنديد بهم.
جمال الدويري