التحرك المتأخر لنواب الامه او دعونا نسميها الصحوه المتأخره والتي شهدناها مؤخرا جاءت بعد ردة فعل الشارع الاردني العنيفه ضدهم والشعارات التي اطلقها المتظاهرون في عدة مدن اردنيه التي تدعوا الى حل مجلس النواب الذي اهتزت ثقة الشعب به واسقاط الحكومه حيث اخذ العديد من النواب بالتحرك وتسجيل المواقف امام الشعب ومحاولة تحسين صورتهم التي شابها الكثير من التشويش والتعتيم وخاصة بعد الثقه الغير مسبوقه التي منحوها للحكومه حيث اصبحوا يعرفون بنواب 111 وبدأت المشاورات من بعض النواب لطرح الثقه بحكومة سمير الرفاعي ومنهم من اخذ بمطالبة الحكومه بزيادة رواتب الموظفين وتخفيض الاسعار والضرائب وضبط السوق وغيرها من المطالب المعروفه كل ذلك بهدف محاولة ارجاع ثقة الشعب الاردني المهزوزه في المجلس وتحسين صورتهم امام قواعدهم الشعبيه التي فقدوها بمجرد منح الثقه بهذا الزخم للحكومه وخاصة اذا ما علمنا ان بعض النواب حاولوا اقناع الجماهير في بعض المناطق بعدم الخروج بمسيرات ومحاولة التحدث معهم الا ان المتظاهرين اعطوهم ظهورهم ولم يستمعوا اليهم وهذه اشاره قويه للنواب بان قدرتهم على التأثير على رأي الشارع الاردني اصبحت معدومه ولا يمكن بأي حال من الاحوال ارجاعها كما كانت.
الشارع الاردني بكل مكوناته واطيافه لم يعد يأبه بمجلس النواب الذي انتخبه ليكون صوته المسموع وخط الدفاع الاول عنه امام الحكومه والمتحدث باسمه والذي ينقل همومه ومشاكله وما يعانيه من صعوبات الحياه والوضع الاقتصادي الصعب ويضعها امام الحكومه ومن ثم الجلوس معها للتشاور من اجل الخروج بحلول منطقيه وواقعيه وجذريه لجميع هذه المشاكل وليس ترحيل المشاكل وعمل مناقلات بالموازنه العامه كما حدث اخيرا عندما حاولت الحكومه استباق غضب الشارع بطرح بعض الحلول الانيه هدفها فقط الخروج من الازمه والقيام ببعض الاجراءات التي تهدف من وجهة نظر الحكومه الى التخفيف من تأثير الازمه الاقتصاديه على معيشة المواطن وخاصة ذوي الدخول المحدوده حيث اكتشفنا انها حلول مؤقته وغير جذريه وبالتالي الرجوع للمربع الاول وكأنك يا ابو زيد ما غزيت.
والسؤال المطروح اين كان مجلس النواب قبل هذا كله الم يكونوا يعرفون واقع الشعب الاردني والصعوبات الجمه التي تعترضه في حياته ومعيشته لماذا لم يبادراعضاء المجلس فور تسلمهم لمهامهم الدستورية من الجلوس مع الحكومه وعرض جميع هذه المشاكل ومحاولة ايجاد حل جذري لها وقبل ان يسارع اعضائه بتسجيل موقف لدى رئيس الحكومه والتصويت بمنح الثقه بهذا العدد الغير مسبوق ومن ثم تبادل القبل والتهاني مع الرئيس والوزراء والتصفيق الحار لدقائق ابتهاجا بفوز الحكومه .
الحديث يدور ان كثيرا من النواب قد عبروا عن ندمهم الكبير لمنح الثقه للحكومه بهذا الزخم وهو ما ادى الى تراجع صورة المجلس الجديد الذي لم يمضي على بدء اعماله اكثر من شهرين وتعتبر بدايه غير موفقه لهم وبالتالي مهما عمل المجلس ومهما اتخذ من قرارات او طرح الثقه بالحكومه فان ذلك لن يحسن صورتهم ويعيد ثقة المواطن بهم .