مما لاشك فيه بانه اصبح لكل طاقم وزاري شعار يعبر عن المرحله المكلف بها لكسب تعاطف الشعب وكطريقه لامتصاص الاحتقان ويوحي بان الحكومه جاءت كي تضع النقاط على الحروف او من اجل ان تلملم بقايا هياكل هذا الشعب الذي تعود الجوع والفقر والحرمان حيث تدعي ان طريقتها هي الطريقه السحريه للقضاء على مواقع وبؤر الفساد وان طريقة العلاج هي السحق والانهاء بالانفتاح مع بوابة علي بابا والتنميه السياسيه مع انها على يقين وعلم بان حل مشكلات الشعب الاردني تحتاج من اجتماع مجلس الامن الى سنوات كي تعيد ترتيب الامور والعوده الى نصابها الذي كان في نهاية السبعينات كما يذكرها اجدادنا الكرام .
نعم تم تهيئة الفريق الحكومي الاعلامي ( الهتيفه) بما يكفي لترويج لهذه المجموعه الوزاريه الجديده فاانقسم الفريق الى قسمين الاحمر وهو الاعلامي المرىء الذي يرحب بالقادم ويحرق ماسبق وفريق كتاب الاعمده وهو الاخطر والاقرب الى حضن الافراز الحكومي ، حيث بدأ هذا الفريق ايضا الترويج لمن قادتهم الطريق الى الدوار الرابع كطاقات هائله تخدم مصلحة الاردن اولا .
لقد سارعت الحكومه الى تكوين رموز المرحله القادمه فوقع الاختيار على من هم اقدر واكفأ على تحمل المسؤوليه من وجهة نظر رموزها ، وانا هنا لا اطعن بأحد ولكن اترك الامور الى الشعب ليرى النتائج بام عينه . لقد اكدت الحكومه الرشيده عزمها على مواصلة بناء فكرة التنميه السياسيه وهي الخطوه الاولى في دفة امتصاص لغة الفكر الديمقراطي القادم الينا ، فكانت المسمار الاول في نعش الاصلاح الديمقراطي بينما الاحزاب مبعثره ومنشغله بنفسها .
كان الاولى للحكومتين ، للحكومه السابقه واللاحقه تنظيف خزائنها ومستودعاتها من القوانين المؤقته المتراكمه التي اعتدت فيها على الشعب وسلبت حقوقه وجعلته لايفكر الا بقوت يومه ، وهو المطلوب ديمقراطيا مع ان الطبيعي هو ان يتم تهيئة القاعده الشعبيه والاحزاب ليكون لهم رأي فيما يجري ومن ثم تطرح فكرة مواصلة التنميه السياسيه بحيث لاتكون مفروضه من هرم الحكومه على القاعده ، اذ ليس من العدل اجرء الولاده القيصريه لتنميه في غياب الاحزاب التي لاتقوم بدورها بالشكل المطلوب والمتهمه بالولاء باستمرار للخارج وكأن الخارج هو عدو الداخل مع انه قد يكون قطراً عربياً قوميأ ، مع ملاحظة ان رسالة الثوره العربيه الكبرى تحمل هذا المعنى الرقيق.
وكانت الحكومات المتعاقبه تطرح وتبتكر الشعارات لتعطي لنفسها الاعذار وتعد بأنها ستعمل المستحيل متذرعه بأن الظروف المحيطه تقف حجر عثراء امامها، لذلك كانت كل المحافظات تحضر الهتيفه والابواق المرحبه بأابطال المرحله الذين نزلوا من كوكب اخر يحملون مشاعل الحلول السريعه لقضايا المواطنينن المغتصبين مرتين من القوانين المؤقته ومن قضايا الفساد لرجالات كانوا كواكب في المراحل السابقه واعتدوا على المال العام بوضح النهار ، والضحايا دوماً دافعوا الظرائب والاستحقاقات التي فرضت عليهم على مدار العقود السابقه ولازالت الحكومات المتعاقبه تنادي بمنظومة الشعارات وتحاول ترسيخها بينما القاعده الشعبيه لازالت خارج السرب لاتفهم مضمون هذه الشعارات ولاتجد من هم مؤهلون لتطبيقها والعمل بها وايضاح ما اذا كانت هذه الشعارات ذات بعد خارجي ام داخلي ام كليهما معاً ؟؟
انني على يقين بعض الحكومات السابقه وربما اللاحقه هي من سبق وساهمت في ابراز خصوصية هذه الشعارات ظناً منها انها تقف بذلك في وجه الطوفان القادم على المنطقه ، وبالاشاره الى شعار سابق هو ( على قدر اهل العزم ) فقد كنا نتمنى استمراره كي يفعل ليأخذ كل مواطن دوره حسب عزمه لا عزيمة الاخرين ، وفي النهايه اقول بملء الفم عاش الاردن واخوانه العرب بأذن الله ، فالشعب الاردني عظيم الكيان واعٍ، ومتفهم للظروف ولم تعد تمر الامور من تحت اقدامهم بعدما تعرضوا للامرين هما : تعرض خاصرته الشرقيه التي وقفت سنوات كشريان حامٍ للموازنه وكانت الحضن والحصن والمطرقه في وجه الصهاينه المجرمين واعوانهم ، والامر اللآخر تدني مدخولات الفرد الاردني وارتفاع تكاليف المعيشه والظرائب مما جعل الفقر والبطاله تعتدي على كل الاسر الاردنيه حيث لااستغراب مستقبلا ً فرض ضربية الرؤوس كا الدوله العثمانيه سابقاً .
وفي النهايه ارجو الاحتكام الى الدستور الاردني وفيه ان المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات ، والسؤال هو : اين الحقوق والواجبات ؟ والاردن الجميل جزء لايتجزء من الامه العربيه الواحده ، وسيبقى يردد معزوفة بلاد العرب اوطاني من الشام لبغداد ليندحر الصهاينه ودائرة الشر وامبراطوريتها امريكا .